في "حذران" بالتَعِزيَّة، قتلت المليشيات زوجها وهجَّرت أطفالها.. "زينب" تروي انتهاكات الحوثيين

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي - عبدالمالك محمد:
  • 04:19 2021/06/08

في مارس 2016 أخضعت مليشيات الحوثي أهالي منطقة حذران بمديرية التعزية لسلطة البندقية، قبل تهيجرهم من منازلهم إلى ضواحٍ مختلفة وسط مدينة تعز وخارجها، أخرجتهم من ديارهم قسراً لينجو من تبقى منهم على قيد الحياة بعد أن حصدت قناصة المليشيات أرواح المدنيين إلى منازلهم وأماكن العمل. 
 
المواطن نبيل عبدالله سعيد، ضحية رصاصة أطقلها قناص المليشيات الحوثية إلى مزرعته بمنطقة حذران، وشردت أسرته وأطفاله من المنزل عقب مقتله..
 
خمسة أعوام من التشرد والنزوح والبحث عن مأمن ليستقر بها الحال في طرف المدينة وسكن مهدد بالسقوط.
 
 
تروي زينب أحمد جسار (33 عاماً) للساحل الغربي تفاصيل جرائم مليشيات الحوثي التى حلت بأسرتها:
"قتلوا زوجي الله يقتلهم" بصوت مقهور ظلت ترددها قبل أن تنغمس في تفاصيل الحديث، منذ خضوع المنطقة لسيطرة المليشيات ظلت تمارس مع المواطنين أبشع الانتهاكات وإذلالهم بمختلف الوسائل وترهيب النساء والأطفال وحصد أرواح الآمنين لتختم بالتنكيل بأكثر من 300 أسرة وتصدير مستقبل الأهالي إلى المجهول.
 
وعليها أثر التعب تقول: عندما اختفت المليشيات من وسط الأحياء السكنية ظهرت فجأة في التباب المطلة على المنطقة ونتشرت القناصة في كل الاتجاهات، كانت تقتل دون ذنب بالرصاص والقذائف، الألغام شكلت سياجاً على المنطقة، خرج زوجها للعمل في وادٍ زراعي خاص به فلم يعد إلا جثة، قال لها الأهالي حينها، إن زوجها قُتل برصاصة قناص المليشيات. تقول "كنت أبحث عن فجوة بالأرض كي تبتلعني وأهرب من سماع خبر مقتله"، تكاليف الحياة بدون عائل كبيرة، كحال زينب التى تعيش أرملة تحتضن أطفالها الأربعة وتغامر لابقائهم على قيد الحياة.
 
ظروف شاقة على أرملة تحتضن أطفالها الأربعة لإبقائهم على قيد الحياة
ظروف شاقة على أرملة تحتضن أطفالها الأربعة لإبقائهم على قيد الحياة
 
في يناير 2016 هجرت المليشيات مئات الأسر من منطقة حذران كانت تمارس التهجير بين الحين والآخر حتى أضحت المنطقة خالية تماماً من السكان.
 
وتضيف زينب: إن بعض الأسر لجأت لتسكن في كهوف بجبال مديريات الحجرية وأخرى في مخيمات النازحين، كل سكان المنطقة خسروا ممتلكاتهم ويعيشون التشرد منذ خمسة أعوام.
 
 
ترحلت زينب وأطفالها من سكن لآخر وهي تبحث عن المكان الأقل تكلفة للإيجار ومصادر العيش.
 
تسكن زينب وأسرتها بحي البعراره بمسكن صغير يكاد يسقط على رؤوسهم.
 
تقول: "أخرجونا الحوثيون بالقوة ولم نأخذ معنا أدواتنا الضرورية".
 
لم تتمكن من أخذ أمتعة منزلها الضرورية وباتت تدفع ثمن تواجده في منطقة حذران.
 
بلا أوانٍ سوى القليل مما حصلت عليها من سكان المدينة تستهلكها في جلب مياه الشرب وأخرى لحاجاتها الضرورية، وفرش وبطانيات متمزقة ينامون عليها.
 
 
أما معيشتها فهي على باب الله وما أنفقت الأيادي البيضاء عليها، لم تلتفت لها كاميرات المنظمات الاغاثية وترجع ذلك بسبب عدم استقرارها في منطقة محددة لفترة طويلة. ظروفها صعبة، حد قولها، فهي لا تستطيع الخروج للبحث عن لقمة العيش وترك أطفالها لوحدهم اثنين منهم لم يتجاوزا السابعة واثنين آخرين "محمد نبيل (12 عاما) وشهد (11 عاما) شتات الحرب ابعدهم عن المدرسة كثيراً وتوقف تعليمهما في الصف الثالث والثاني الابتدائي يشاركان أمهما في خدمة اخوانهما صباحًا يجلبان المياه وفي المساء يبحثان عن اخشاب واحطاب يتسخدمونها في طهي الطعام ويهتمان بتربية المواشي، ثلاثة اغنام.
 
أطفال لم يحالفوا حظ التعليم ولم يمارسوا طفولتهم بل يحملون عبء ما خلفتها مليشيات الحوثي وثمن مقتل والدهم. 
 
بقلق تضيف زينب "في موسم الأمطار تدخل المياه إلى المنزل وتتبلل الاثاث فلم نجد مكانا نختبىء منه".
 
مع موسم الصيف تتساط قطرات المطر من سطح السكن الشعبي وتتدفق المياه إلى الداخل، تشعر بالقلق مع كل موسم لكنها تواصل الكفاح لأجل أبنائها الأربعة.

ذات صلة