أعداء الحوثي... خذلونا وخدموا الحوثي!

11:02 2021/06/09

إنَّ الحرب في اليمن تفجرت على مساعٍ عقائدية، تستهدف دين اليمنيين وإيمانهم، من قبل جماعة الحوثي التابعة للامتداد الهاشمي، ومن هذا الضرر الأول ولدت عدة أضرار حولت القضية اليمنية إلى قضية معقدة، فيما حولت الحرب إلى حرب استنزاف للرجال اليمنيين، حرب تعكس مسماها الحقيقي الذي يقول بأنها معركة تتحالف بها الأحزاب والدول المجاورة ضد المليشيات الإرهابية، المليشيات التي تطعن في كرامة اليمنيين وعقيدتهم بمحاولة استيلائها على البلاد، والأمن والإيمان، فيما يقول الواقع إنها أصبحت حربا يكرسها الحوثي على المدنيين والمواطنين في عملياتها المباغتة والعشوائية على أمن المدن وحياة الناس. 
 
ويثبت أول ضرر حققه الحوثي ليضمن استمراريته في حرب مفتوحة، في التفكك الحاصل بين القوى المناهضة، والتعدديات السياسية، بحيث أصبح زعماء السياسة كما قال أوسترجورسكى "يتعيشون على السياسة بدلاً من أن يعيشوا من أجلها"، فالتفكك الحاصل في الساحة السياسية يعرِض في سيناريو المشهد الحالي؛ فشل المعارضين/ المناهضين في أن يكونوا يدًا واحدة تحارب المغتصب الحوثي، وبالتالي فإن خلخلة الساحة السياسية بهذه الدرجة يؤكد الضرر الكبير الذي ألحقه الحوثي باليمن والذي يشعر المشاهد باليأس والإحباط من نجاح أي محاولة إصلاح، ويفقد المواطن أمله في تحسين وضعه المعيشي واستقراره الأمني؛ لأن الأنظمة المتعددة وعدم توحد الأحزاب على قضية واحدة؛ يمنع المواطنين والجيش، والمنتمين للأحزاب، من إدراك هموم المجتمع ككل والتوحد معها، ويجعلهم متعصبين على بعضهم بطريقة تشتت أذهانهم عن الهدف الأول الذي يجب أن يصبوا فيه غضبهم، ويتكتلوا للقضاء عليه.
 
إن أي مجتمع مغتصب ومفتقر للأمن يحتاج إلى تحالفٍ موحد ذي مبادئ نزيهة تتركز أهدافه لخدمة الصالح العام فقط، والحوثي حول اليمن إلى دولة مجزأة وثلاثية الأطراف ذات مصالح خاصة، وبالتالي ألهى الشعب عن القضية الرئيسية والتي انتهت بصراع متعدد الأطراف حولت به اليمن إلى ساحة للأطماع الخارجية. 
 
من هنا نستنتج أكثر الأضرار التي خلفتها جماعة الحوثي في اليمن بحيث استطاعت أن تعرض القضية الرئيسية الموجهة ضدها، للهو والشتات بين التنظيمات الحزبية المتصارعة على الآراء والحكم، مما وفر للحوثي فرصة لمحاولة مد نفوذه، والعبث في العقيدة وتسييسها لمصالح تخدم حكمه وتعطيه أحقية الحكم في ظل تعطيل المهمة الرئيسية للأحزاب والنخب التي تتضمن التربية الاجتماعية في رفع مستوى الفكر لدى المواطنين حتى يتمكنوا من مناهضة الحكم الكهنوتي، والوعي بالخطر الذي يحاول غزو عقيدتهم.
 
... للكاتبة :