وصفة أوروبية (جديدة) لإنهاء الحرب في اليمن

  • الساحل الغربي، عبدالمالك محمد:
  • 01:30 2021/09/09

بالرغم من تجارب الأمم المتحدة الفاشلة في إنهاء الحرب اليمنية المشتعلة منذ سبع سنوات، إلا أن محاولتها، من وجهة نظر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قد تكون أقرب إلى النجاح الآن بعد تعيين السويدي هانس غروندبرغ مبعوثاً جديداً إلى البلاد.
 
الفضل في ذلك، يعود إلى السويدي غروندبرغ نفسه؛ حيث يحظى، مقارنة بأسلافه الثلاثة، بامتيازات عدة يمكن أن تسهّل عليه كثيراً من مهمته، وفقاً للمجلس.
 
توضح، هيلين لاكنر، وهي زميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، بأن غروندبرغ كدبلوماسي سويدي «سيستحضر الحياد والسمعة الطيبة لبلاده، التي توسطت في اتفاقية ستوكهولم 2018 ولا ترتبط بالمملكة المتحدة أو الولايات المتحدة».
 
هذا إلى جانب خبرته المفترضة في الأزمة اليمنية بعد شغله لعامين منصب سفير للاتحاد الأوروبي إلى اليمن، كما أن بإمكانه الحصول على دعم لمبادرته من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي ينظر إليه معظم اليمنيين بشكل إيجابي. 
 
 
أبعد من ذلك، أدت كارثة أفغانستان إلى تقليص مصداقية الولايات المتحدة بشكل كبير - وهو ما يمثل حافزًا لكل من اليمنيين والأطراف الإقليمية ليكونوا أكثر تقبلاً للمبادرات الأوروبية. 
 
تغيير النهج الدولي
 
مع ذلك يواجه السويدي جروندبرج، قيودًا ضخمة يحتاج معها إلى تغيير جذري في النهج الدولي لإنهاء الصراع، أولها وجوب تحديث قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 لعام 2015 الذي لا يستوعب مستجدات ما بعد ذلك التاريخ بما فيها القوى المناهضة للحوثيين المتواجدة بقوة على الأرض.
 
تقول: «لكي تساهم الأمم المتحدة بشكل بناء في إيجاد حل، يجب عليها تحديث القرار 2216، بدون قرار ونهج دولي جديدين، ستجد الأطراف الرئيسية المتحاربة عذرا للبقاء ثابتة في مواقفها الصفرية».
 
 اقرأ أيضا :
 
وترى أن الحصول على قرار محدث من مجلس الأمن الدولي يعترف بالتوازن الحقيقي للقوى داخل اليمن سيمكن من تشكيل وفد أكثر تمثيلا مناهضا للحوثيين ليكون المحاور الرئيسي للجماعة.
 
تتابع: «يجب على جروندبرج المساعدة في إنشاء فرق تفاوض تمثل بشكل أفضل الكيانات السياسية والعسكرية والاجتماعية الرئيسية في اليمن - وفي النهاية، يجب أن تعكس المفاوضات الحقائق على الأرض وإشراك الأشخاص الذين لديهم السلطة لفرض الاتفاقيات». 
 
وتشدد الكاتبة بأن على النهج الجديد أن يتجاوز العدسة الفردية لحكومة هادي المعترف بها ليشمل الأحزاب السياسية التي تحظى بدعم كبير داخل البلاد، وتحديداً حزب المؤتمر الشعبي العام والإصلاح، وكذا القوى الأخرى مثل قوات حراس الجمهورية (برئاسة طارق صالح، ابن شقيق الرئيس السابق صالح)، والمجلس الانتقالي الجنوبي وآخرين.
 
محاذير 
 
أما بالنسبة للحوثيين، الذين يطالبون بإنهاء القيود الجوية والبحرية، ويشاركون في مناقشات متقطعة مع السعوديين، فإن نجاح مثل هذه المبادرة ليس مضمونًا. 
 
فإن أي إنهاء فوري للضربات الجوية السعودية سيسمح للحوثيين بسرعة الاستيلاء على مدينة مأرب، الأمر الذي من شأنه أن يزيد الوضع الإنساني سوءاً، بالتالي ولمنع مثل هذه النتيجة؛ سيحتاج جروندبرج إلى العمل عن كثب مع الرياض والحوثيين وأصحاب المصلحة الدوليين الآخرين.
وسيتطلب هذا أيضًا التواصل مع طهران. من المؤكد أن إيران لديها بعض النفوذ، ويمكن أن تلعب محادثاتها المستمرة مع السعودية، والتي بدأت هذا العام برعاية عراقية، دورًا ما في ذلك.
 
لكن في النهاية، سيكون الأمر متروكًا للأطراف المتحاربة المحلية لتأمين السلام. من المأمول أن الإرهاق واليأس الذي يعاني منه ملايين اليمنيين الذين يعانون قد يؤثر أخيرًا على قادتهم للنظر إلى ما هو أبعد من الفوائد الشخصية المتعلقة بالحرب والتوصل إلى تسوية. يجب على جروندبيرج اغتنام زمام المبادرة لدفعهم في هذا الاتجاه.

ذات صلة