حتَّامَ يا وطني أراك تُضامُ ؟

01:10 2021/09/25

قالها في رثاء المناضل الشهيد جمال جميل رئيس الأحرار ، الذي أمر الإمام (أحمد بن يحيى بن حميد الدين) بقتله، سنة 1948م.
 
حتَّامَ يا وطني أراك تُضـــامُ
 
وعلى جبينك تُعبدُ الأصنــــامُ؟
 
 
وإلامَ يرتفعُ الطغاةُ ويعتلـــي
 
عرَش التبابع معشرٌ أقــــزامُ؟
 
 
وتظل يا مهد الجدود ممُزَّقًــا
 
بيد الخطوب تدوسكَ الأقــــدامُ
 
 
حتَّامَ يمضي للرزيّة والأســى
 
عامٌ ويأتي بالفجيعة عـــــامُ؟
 
 
اليوم بالزفرات عامٌ قد مضــى
 
ولَّى تُشَيِّع نعشَه الآثــــــامُ
 
 
ولَّى، وقد طعنَ السعيدةَ طعنــةً
 
برجالها الأحرار لا تلتـــــامُ
 
 
نُصبت على الأعواد فيه جهـرةً
 
جثث الأسود كأنها أغنـــــامُ
 
 
(أجمال) ذكرك إذ يعود تعودُ لي
 
بين الجوانح زفرةٌ وضِــــرامُ
 
 
عجبًا لخطبك لم تُرع من هولـه
 
دُوَلٌ، ولم تُنَكسْ له أعــــلامُ
 
 
وتهزّ أعواد المنابر بالأســـى
 
هزًّا، وتسكبُ دمعَها الأقـــلامُ
 
 
خرجوا يقودون الرئيس كأنــه
 
مَلِكٌ وهم حولَ الرئيس سُــوامُ
 
 
أو أنه القمرُ المنيــــرُ يَزُفُّهُ
 
نحو المغيب من الظلام ظَــلامُ
 
 
شاهت وجوهُ الظالمين حِيالَـــه
 
وبدا الرئيسُ وثَغرهُ بسّــــامُ
 
 
ومشى إلى الفردوس مشيةَ مؤمنٍ
 
يحدوه للأجل المتاحِ غـــرامُ