استقالة المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان... من هو زلماي خليل زاد؟

  • فرانس برس
  • 04:46 2021/10/19

أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن مبعوث الولايات المتحدة إلى أفغانستان زلماي خليل زاد قد استقال من منصبه الاثنين، في خطوة تأتي بعد فشل الجهود الدبلوماسية التي بذلها على مدى أشهر عديدة في منع حركة طالبان من الاستيلاء على السلطة في بلده الأم.
 
وفي هذا السياق، صرح بلينكن في بيان مقتضب بأن نائب المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان توماس ويست الذي كان مستشارا للبيت الأبيض حين كان الرئيس جو بايدن نائبا للرئيس باراك أوباما، سيخلف زلماي خليل زاد في منصبه.
 
وفي كتاب الاستقالة الذي أرسله إلى الوزير بلينكن، دافع خليل زاد عن الجهود التي بذلها وأقر في الوقت نفسه بفشل هذه الجهود، مؤكدا أنه يريد التنحي خلال هذه "المرحلة الجديدة" من السياسة الأمريكية إزاء أفغانستان. وقال الدبلوماسي الأمريكي في كتاب استقالته إن "الاتفاق السياسي بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان لم يسر كما كان مخططا له"، مضيفا أن "أسباب ذلك معقدة للغاية، وسوف أتشاطر وإياكم أفكاري في الأيام والأسابيع المقبلة".
 
من هو زلماي خليل زاد؟
 
زلماي خليل زاد دبلوماسي مخضرم ولد قبل 70 عاما في أفغانستان وتقلد مناصب رفيعة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الإبن، إذ عين سفيرا للولايات المتحدة في كابول ثم في بغداد ثم في الأمم المتحدة.
 
وهو ينحدر من مزار شريف في شمال أفغانستان ويجيد الباشتو والداري، وهما اللغتان الرئيسيتان في بلده الأم. وتولى ملف العلاقة بين الولايات المتحدة وأفغانستان في 2018 بعدما عينته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبعوثا خاصا للإشراف على المفاوضات مع طالبان، التي لم يشرك فيها الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول.
 
وأثمرت المفاوضات اتفاقا تاريخيا أبرم في الدوحة في فبراير/شباط 2020 وتعهدت الولايات المتحدة بموجبه بالانسحاب من أفغانستان في العام التالي. لكن مفاوضات السلام بين طالبان وحكومة كابول لم تحرز أي تقدم يذكر، وعندما دنا موعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان انهارت في غضون أيام القوات الحكومية التي بنتها الولايات المتحدة على مدى 20 عاما.
 
ما دوره في الاتفاق مع طالبان؟
 
وبدا أن الاتفاق الذي رسم معالمه خيل زاد لم يكن أكثر من مجرد سلسلة تنازلات أمريكية، إذ نص على انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان لكن دون وقف لإطلاق النار، ومن دون أن تضع حتى إطار عمل لأي عملية سلام مستقبلية تنهي الحرب. وعوضا من انتزاع ضمانات من طالبان في الأشهر التي تلت الاتفاق، كثف خليل زاد الضغط على الحكومة الأفغانية فأجبر الرئاسة على إطلاق سراح آلاف السجناء التابعين للحركة الذين عززوا على الفور صفوف مسلحي الحركة.
 
وفاقم الاتفاق الضغط على الحكومة الأفغانية إذ أطلق عدا تنازليا بسبب تعهد الولايات المتحدة سحب كامل جنودها بحلول مايو/أيار 2021، في مهلة تم تمديدها لاحقا إلى سبتمبر/أيلول. ولم يترك ذلك أمام الحكومة الأفغانية الكثير من الوقت والمساحة للمناورة.
 
وأشعل قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن في أبريل/نيسان المضي قدما بالانسحاب آخر فتيل، فأطلق العنان لهجوم شامل شنته طالبان أطاح بالحكومة الأفغانية بالقوة في 15 أغسطس/آب.
 
 
 

ذات صلة