صحفي سرق الحوثيون 5 سنوات من عمره يتحدث عن السجن ووضع الصحفيين في أقبية المليشيات (2)

  • تعز،ىالساحل الغربي، عبدالصمد القاضي :
  • 08:38 2022/01/06

لا يبدو أن الصحفي يحيى عبدالرقيب الجبيحي، ولا أحد من أفراد عائلته كان يتوقع بأن الغاية وراء اختطاف مليشيات الحوثي للشاب حمزة نهاية أغسطس 2016 هي لاتخاذه "رهينة" لديها.
 
على الرغم من أن المليشيا باشرت حكم صنعاء والمدن الأخرى الخاضعة لها بالحديد والنار، إلا أن آخر ما كان يخشاه حمزة ربما هو التعرض للاعتقال بحكم ابتعاده عن السياسة وانخراطه في عمل مدني بحت، قبل أن يعترضه مسلحون وهو في طريقه إلى شركة التبغ والكبريت ويزجوا به إلى سجن.
 
لم تنتظر المليشيا كثيراً حتى كشرت عن نواياها الإجرامية ضد الجبيحي الأب، والذي تفاجأ بعد مرور نحو أسبوع من خطف نجله بطوق من المدرعات العسكرية والأطقم والسلاح الثقيل وقد أحاط بمنزله، يؤخذ هو الآخر عنوة إلى المجهول.
 
 
ظل الصحفي يحيى الجبيحي عاماً كاملاً في غيابة سجون المليشيا وأصدرت بحقه حكماً بالإعدام، قبل أن تفرج عنه في سبتمبر 2017، مبقية على نجله حمزة رهينة لأكثر من خمس سنوات.
 
داخل معتقل الأمن القومي حيث زُج به في ذلك الصباح البعيد، خضع حمزة الجبيحي للمحاكمة والتحقيق والتعذيب الجسدي والنفسي طيلة أربعة شهور متتابعة، بعدما لُفقت ضده تهمة التحريض ضد المليشيات والعمل لصالح القوات الحكومية.
 
خلال الأربعة شهور والسنوات التي تلتها تعرض حمزة لصنوف العذاب والترهيب، وتنقل من زنزانة إلى أخرى أكثر قذارة وضيقا.
 
في حديثه مع "الساحل الغربي" قال الشاب، إنه لم يجد بعد اللغة التي يمكن بها وصف ما عاشه وعايشه قسراً، مكتفياً بالقول: «ما يحدث في سجون الحوثيين أسوأ من الأسوأ كله».
 
 
وتبتدع مليشيات الحوثي وتطور من أساليبها في التعذيب الجسدي والنفسي والاجتماعي بحق كل المعتقلين، ومن بين ما تعرض له حمزة «الضرب بالأسلاك والصعق بالكهرباء والتعليق لفترات طويلة والحرمان من النوم». حد قوله.
 
يحتفظ جسد الجبيحي النحيل ببصمات جلادي المليشيات الذين تناوبوا على تعذيبه، ويبدو أثر الصعق بالكهرباء واضحاً على ساقيه، بينما لا تستطيع ذاكرته نيسان "السباب والشتائم والألفاظ البذيئة والمناطقية والعنصرية والمذهبية والطائفية" التي لا ينفك يرددها الجلادون.
 
وخلال التحقيق الممزوج بالتعذيب، حاول الحوثيون دفع الجبيحي، كما يقول، إلى «أن أعترف بشيء لم أفعله، كانوا يريدون مني أن أقر بأشياء غير صحيحة».
يضيف في حديثه لـ"الساحل الغربي": «مارست مليشيات الحوثي حربا نفسية عليّ أثناء فترة الاعتقال من خلال توصيل رسائل سلبية عن أهلي مما أثار قلقي ومرضي بسبب ذلك».
 
 
ومن بين أساليب العذاب النفسي المتبعة داخل معتقلات الحوثيين إغلاق عيني المعتقل "ويذبحون أمامه كبشا أو أي حيوان وقد يكون معتقلا مع إصدار صرخات إنسان يقوم بها أحد الجنود وبعد الانتهاء يفتح عن أعينهم ويشاهدون الدماء ثم يقولون للمعتقلين سيأتي الدور عليكم".
 
بحسرة يواصل حمزة قائلا: «أضاعوا أجمل خمس سنوات من عمري ومن عمر طفولة أولادي..».
 
أفرج عن حمزة الجبيحي نهاية سبتمبر الماضي بصفقة تبادل مقاتلين حوثيين مقابل ناشطين ومدنيين، وهو الآن يعاني من آثار صحية ناتجة عن التعذيب في المعتقل:
- التهابات الصدر نتيجة سوء التهوية في السجن.
- ضغط بالفقرة الوسطى للعمود الفقري نتيجة التعذيب.
- ضعف وانحراف في النظر نتيجة مصادرة النظارة طوال فترة اعتقالي.
- تنمل اليد اليسرى بين فترة وأخرى نتيجة التعذيب بطريقة التعليق لساعات طويلة.
- فقدان للمناعة والفيتامينات عموماً بسبب انعدام التغذية الصحية السليمة.
 
ويختم الجبيحي حديثة مناشداً المنظمات الدولية والاتحاد العالمي للصحفين وكل الجهات ذات العلاقة للنظر والتدخل العاجل لإنقاذ المعتقلين لدى مليشيات الحوثي لا سيما الصحفين "أكرم الوليدي، عبدالخالق عمران، حارث حميد وتوفيق المنصوري".
 
ويؤكد: «جمعهم في حالة صحية متدهورة ونفسية معقدة وهم بحاجة لتدخل عاجل لإنقاذهم من قبضة المليشيات التى لا ترقب فيهم إلاً ولا ذمةً».

 

ذات صلة