بايدن يفكر.. ولكن لن يطول الانتظار

07:27 2022/01/22

وأخيراً بدأ جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يفكر ويدرس، وهذا تطور مهم جداً، فهذا الرئيس خالف أسلوب الذين سبقوه في حكم الدولة العظمى، ومن بينهم الذين ينتمون إلى حزبه الديمقراطي، فلم يسبقه أحد بتقديم تنازلات لاسترضاء من أثبتت أحداث منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي بأنه السبب في كل أزمات المنطقة، وأن أذرعه استطالت حتى أصبح تهديدها للأمن والسلم الدوليين يثير مخاوف العالم.
 
بعدما فعله الحوثيون اسماً وإعلاناً، ومحرك الأزمات تأكيداً واقتناعاً، بارتكاب جريمة الطائرات المسيرة ضد المنشآت والبنى التحتية في أبوظبي، كان بايدن مخيراً ما بين الاستمرار في أسلوبه المتراخي أو إظهار قوة الموقف والإجراء الأمريكي، وهو يقول بأنه يدرس تصحيح الخطأ الذي شجع الحوثيين على تبني الأعمال الإجرامية التي يرتكبونها دون أن يخشوا ردات الفعل الدولية، عندما رفع اسمهم من قائمة الإرهاب، رغم أن السنة التي تفصلنا عن اتخاذه لذلك القرار أثبتت أنهم لن يتراجعوا عن قرارهم باختطاف اليمن، ولن يتوقفوا عن تهديد جيرانهم، واستمروا في أعمال القرصنة البحرية ولم يتوقفوا عن إطلاق طائراتهم المسيرة وصواريخهم في كل اتجاه.
 
دراسة الموقف يجب أن تكون قصيرة، وبعبارة أخرى «قصيرة جداً» وتتطلب صلابة وقوة فوقها شجاعة، ليعود الحوثي إلى مكانه الطبيعي، إلى قائمة الإرهاب الذي به ولدوا وبه يعيشون، وأن تفهم القوة الداعمة لهم بأن استهتارها لن يوصلها إلى اتفاق نووي يحقق أهدافها، وأن الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والتدخل في شؤون دول الجوار موضوعات يجب الاتفاق عليها، ولا يمكن أن تتحول إلى أوراق ضغط يمكن تجاهلها إذا أنجزت اتفاقية النووي.
 
بايدن يفكر، والعالم ينتظر، ودول الخليج تترقب، والمهلة ليست طويلة، والخيارات مازالت كثيرة.
 
 
* "البيان"