الإمارات: تهديدات الحوثيين لن تصبح الواقع الجديد

  • متابعة -
  • 10:42 2022/01/28

- الإمارات تمتلك قدرات دفاعية عالية وتستمر بتحديثها
- مسؤول إماراتي يشدد على رفض بلاده الانصياع لخطر المتمردين الحوثيين ويطالب بضرورة تصنيفهم منظمة إرهابية
 
تواجه الإمارات وضعا غير مسبوق بسبب هجمات المتمردين الحوثيين، بيد أنها ترفض أن تتحول تلك الهجمات إلى واقع جديد يهدد أمنها واستقرارها، وهي تتحرك على أكثر من مستوى للحيلولة دون ذلك ومن بين الخطوات التسريع في عملية تحديث دفاعاتها.
 
أبوظبي - أكّد مسؤول إماراتي رفيع الخميس أنّ تهديد المتمردين اليمنيين لدولة الإمارات لن يصبح “الواقع الجديد”، في وقت تسعى فيه الدولة الخليجية الثرية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية، حيث بدأت مفاوضات في الغرض مع شركائها الدوليين.
 
وأعلنت أبوظبي الاثنين أنّ دفاعاتها الجوية اعترضت ودمّرت صاروخين باليستيين أطلقهما المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران.
 
 
ووقع الهجوم بعد أسبوع من مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات دون طيار وصواريخ على أبوظبي، في أول هجوم دام على أراضي الإمارات أكد الحوثيون مسؤوليتهم عنه وأعلن عنه الإماراتيون.
 
وقال المسؤول الذي تحدّث لوكالة “فرانس برس” مشترطا عدم الكشف عن هويته “لن يصبح هذا الواقع الجديد في دولة الإمارات. نحن نرفض الانصياع لخطر الإرهاب الحوثي الذي يستهدف شعبنا وطريقة عيشنا”.
 
وأضاف “الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها موطنا لأكثر من 200 جنسية، تقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها. ما زلنا واحدة من أكثر البلدان أمانا في العالم، وقد عزّزت الهجمات الأخيرة التزامنا بالحفاظ على رفاهية سكاننا”.
 
وطلبت الولايات المتحدة من مواطنيها الأربعاء إعادة النظر في السفر إلى الإمارات “بسبب التهديد بشن هجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة”، في ظل مخاوف من إمكانية تعرض الدولة الخليجية لهجمات حوثية جديدة.
 
اقرأ أيضا :
وجاءت الهجمات الحوثية على أبوظبي بعد سلسلة خسائر تعرّض لها المتمردون في أرض المعركة في اليمن على أيدي قوات ألوية العمالقة الجنوبية التي درّبتها الإمارات.
 
ولم توقف الهجمات التي شنها المتمردون على الإمارات من تقدم قوات العمالقة التي نجحت مؤخرا في السيطرة على مديرية حريب الاستراتيجية المتاخمة لمحافظة شبوة، وهي تتجه حاليا صوب باقي مديريات مأرب الجنوبية في ظل انهيار دفاعات المتمردين.
 
وتشارك الإمارات في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للحكومة اليمنية ضد الحوثيين. وقد سحبت في العام 2019 قوّاتها من البلد الفقير الغارق في نزاع مسلّح منذ 2014، لكنّها لا تزال لاعبا مؤثرا فيه.
وهدّد المتمردون بأنهم سينفذون المزيد من الهجمات على الإمارات، ما يضع أسلحتهم منخفضة الكلفة والمصنع بعضها محليا وبينها الطائرات المسيرة، في مواجهة قدرات الدفاع الإماراتية البالغة قيمتها المليارات من الدولارات.
 
وشدّد المسؤول الإماراتي على قدرة بلاده على التصدّي لأي هجوم، وسعيها إلى تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل مستمر. وقال “تمتلك الإمارات قدرات دفاعية بمستويات عالية وتسعى باستمرار إلى تحديثها”.
 
وتابع “بالإضافة إلى التحديثات السنوية، تعمل الإمارات مع شركائها الدوليين للحصول على أنظمة وتكنولوجيا متطورة لردع ومكافحة التهديدات لأمننا القومي”.
ويبلغ عدد سكان الإمارات عشرة ملايين، جزء كبير منهم من الأجانب. وفرضت الدولة الغنية بالنفط نفسها مركزا ماليا وللأعمال، بفنادقها الفخمة وأبنيتها الحديثة وأبحاثها في مجال التكنولوجيا وسعيها إلى اقتصاد يقوم على تنويع مصادر الطاقة، وطموحاتها الفضائية.
 
وفي شرق أوسط تعصف به النزاعات والفقر، تقدّم الإمارات نفسها كواحة “أمن وأمان” للأعمال والترفيه وجسر إلى العالم.
 
وفي موازاة الهجمات الأخيرة ضد الإمارات، يستهدف المتمردون بشكل متكرر المملكة العربية السعودية المجاورة لليمن، ما تسبّب في مقتل وإصابة مدنيين وألحق أضرارا بالبنية التحتية بما في ذلك المنشآت النفطية والمطارات السعودية.
 
 
واعتبر المسؤول الإماراتي أنّ المتمردين الحوثيين “يجب تصنيفهم” على أنّهم منظمة إرهابية، موضحا “نجري محادثات مع حلفائنا في الولايات المتحدة للدفع نحو هذا التصنيف”.
 
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أدرجت الحوثيين على قائمة المجموعات “الإرهابية” في يناير 2021، ثم قامت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بإلغاء ذلك.
 
وتدور الحرب في اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الذين يسيطرون على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء منذ العام 2014. وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 377 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة، بينما تعاني البلاد من أزمة إنسانية حادة.
 

ذات صلة