الجماعة الإنقلابية أمعنت في إذلال الناس

08:08 2022/05/05

حين كنت طالباً في كلية الآداب كانت الجامعة تضج بالحياة والطلاب.
قبل عدة أشهر زرت الكلية وهي شبه خاوية من الطلاب بعد أن عجزوا عن مواصلة الدراسة في ظل ظروف الحرب فتوجه بعضهم للغربة أو للبحث عن عمل داخل البلد أو تحولوا إلى صور من ذهب منهم للجبهات.
 
والمحزن أكثر كانت حالة البؤس البادية على وجوه دكاترة الكلية وقد ضاقت بهم الحياة بعد انقطاع رواتبهم. ولك أن تتخيل نخبة البلاد وعقولها في هذا الحال.
 
الآن نسمع أن دكاترة الجامعة تحولوا إلى فئة مستحقة للزكاة في رمضان تدفع لهم عشرين ألف ريال.
 
لقد أمعنت الجماعة الانقلابية في إذلال الناس وحرمانهم من حقوقهم وتجويع نخبة البلاد لدرجة مهينة.
 
ولكم أن تتخيلوا المستقبل في ظل بقاء هذه العصابة التي تصرف على ملازم حسين الحوثي وخطابات أخيه أكثر مما تصرف على الجامعات.
 
وهي تجني مليارات الريالات من رسوم التعليم الموازي والنفقة الخاصة والتي لا يعلم أحد أن تذهب ولماذا  يحرم منها أولى الناس بها.
والانكى من ذلك أن أغلب الأقسام على وشك الإغلاق لعدم وجود طلاب.
 
بينما تقام الدورات الثقافية الطائفية وتصرف عليها الجماعة من مال الشعب.
 
***
 
ما يعانيه الناس في صنعاء ومناطق سيطرة الخوثي يوجع القلب، تصلني كل يوم عشرات الرسائل من زملاء وأصدقاء يتحدثون فيها عن الظروف التي يمرون بها وكيف تم التضييق على حياتهم وقطع أرزاقهم. ومنع فاعلين الخير من توزيع زكاتهم بأنفسهم على المحتاجين. واحتكار الجماعة لتوزيعها على حسب أهواء مشرفيها.
 
وكلما انتقدنا الجماعة الانقلابية انبرى بعض المنتفعين للدفاع عنها متناسين أن الله يرى وسيجزيهم من جنس العمل.
كما تم مصادرة كل شيء بما في ذلك ايرادات النفط التي تكفي لدفع رواتب ستة أشهر لموظفي الدولة على الأقل يارب لطفك بالناس بحق هذه الأيام المباركة وانصرهم على من ظلمهم.
 
***
 
نكتب رغيفاً ونأكل أحرفه لنشبع  نكتب ماءً ونصب أحرفه في الكأس، نكتب نوراً ونعلِّقُ الكلمة في سقف الغرفة لنبصر وجوهنا، نكتب وسادةً ونضع رؤوسنا على الورقة حين ننامْ.
 
نكتب حديقةً وندعو أطفالنا إلى اللعب في منحنيات الكلمة، نكتب مدرسةً ونُجلِسُ صغارنا بين الميم والدال، نكتب علماً ونقف لتحيته، نكتب بيتاً ونسكن فيه باباً ونغلق على أنفسنا خلفه، وطناً فتختفي الكلمة قبل أن نكملها، نكتب اليمن فيتسارع نبض قلوبنا حد الانفجار، نكتب حباً فيقف الراء كشرطي في المنتصفْ، نكتب حياةً فتفتح القبور افواهها ترحيباً بنا  ولكننا سنكتب ونكتب ولن نتوقف ....