قصيدة الدّامِغَة

  • أبي محمد الحسن بن أحمد الهمداني
  • 09:59 2022/06/17

١- أَلا يَا دَارُ لَوْلاَ تَنْطِقِيْنَا
فَإِنَّا سَائِلُونَ ومُخْبِرُونَا 
 ٢- بِمَا قَدْ غَالَنَا مِنْ بَعْدِ هِنْدٍ
ومَاذَا مِنْ هَوَاهَا قَدْ لَقِيْنَا 
 ٣- فَضِفْنَاكِ الغَدَاةَ لتُنْبِئِيْنَا
بِهَا أيْنَ انْتَوَتْ نَبَأً يَقِيْنَا؟ 
 ٤- وعَنْكِ، فَقَدْ نَرَاكِ بَلِيْتِ حَتَّى
لَكِدْتِ، مِنَ التَّغَيُّرِ، تُنْكَرِيْنَا 
 ٥- أَمِنْ فَقْدِ القَطِيْنِ لَبِسْتِ هَذا
فَلاَ فَقَدَتْ مَرَابِعُكِ القَطِيْنَا 
 ٦- أَمِ الأَرْوَاحُ جَرَّتْ فَضْلَ ذَيْلٍ
عَلَى الآيَاتِ مِنْكِ فَقَدْ بَلِيْنَا 
 ٧- بِكُلِّ غَمَامَةٍ سَجَمَتْ عَلَيْهَا
تُرَجِّعُ بَعْدَ إِرْزَامٍ حَنِيْنَا 
 ٨- فَأَبْقَتْ مِنْكِ آيَكِ مِثْلَ سَطْرٍ
عَلَى مَدْفُونِ رَقٍّ لَنْ يَبِيْنَا 
 ٩- فَخِلْتُ دَوادِيَ الوِلْدَانِ هَاءً
إلَى أُخْرَى، وخِلْتُ النُّؤْيَ نُوْنَا 
 ١٠- إِلَى شَعْثِ الذَّوَائِبِ ذِي غِلالٍ
يَبُثُّ النَّاظِرِيْنَ لَهُ شُجُونَا 
 ١١- وسُفْعٍ عَارِيَاتٍ حَوْلَ هَابٍ
شَكَوْنَ القَرَّ إنْ لَمْ يَصْطَلِيْنَا 
 ١٢- تَرَى أَقْفَاءهَا بِيْضًا وحُمْرًا
وأَوْجُهَهَا لِمَا صُلِّيْن جُوْنَا 
 ١٣- وبَدَّلَكِ الزَّمَانُ بِمِثْلِ هِنْدٍ
لِطُوْلِ العَهْدِ أَطْلاءً وعِيْنَا 
 ١٤- وإِلاَّ تَرْجِعِنَّ لَنَا جَوَابًا
فَإنَّا بِالجَوَابِ لَعَارِفُونَا 
 ١٥- كَأَنِّي بِالحُمُولِ وقَدْ تَرَامَتْ
بِأمْثَالِ النِّعَاجِ وقَدْ حُدِيْنَا 
 ١٦- وقَدْ جَعَلُوا مُطَارِ لَهَا شِمَالاً
كَمَا جَعَلُوا لَهَا حَضَنًا يَمِيْنَا 
 ١٧- فَخُلْنَ، وقَدْ زَهَاهَا الآلُ، نَخْلاً
بِمَسْلَكِهَا دَوالِحَ أَوْ سَفِيْنَا 
 ١٨- فَأضْحَتْ مِنْ زُبَالَةَ بَيْنَ قَوْمٍ
إلَى عُلْيَا خُزَيْمَةَ يَعْتَزُونَا 
 ١٩- وظَنَّ قَبِيْلُهَا أَسْيَافَ قَوْمِي
يَهَبْنَ الخِنْدِفِيْنَ إِذَا انْتُضِيْنَا 
 ٢٠- لَقَدْ جَهِلُوا جَهَالَةَ عَيْرِ سُوْءٍ
بِسِفْرٍ عَاشَ يَحْمِلُهُ سِنِيْنَا 
 ٢١- لَقَدْ جُعِلُوا طَعَامَ سُيُوفِ قَوْمِي
فَمَا بِسِوَى أُولَئِكَ يَغْتَذِيْنَا 
 ٢٢- كَمَا الجِرْذَانُ للسِّنَّورِ طُعْمٌ
ولَيْسَ بِهَائِبٍ مِنْهَا مِئِيْنَا 
 ٢٣- كَمَا جُعِلَتْ دِمَاؤُهُمُ شَرَابًا
لَهُنَّ بِكُلِّ أَرْضٍ مَا ظَمِيْنَا 
 ٢٤- فَلَو يَنْطِقْنَ قُلْنَ: لَقَدْ شَبِعْنَا
بِلَحْمِ الخِنْدِفِيْنَ كَمَا رَوِيْنَا 
 ٢٥- وأَضْحَكْنَا السِّبَاعَ بِمُقْعَصِيْهَا
وأَبْكَيْنَا بِهَا مِنْهَا العُيُونَا 
 ٢٦- فَصَارَ البَأْسُ بَيْنَهُمُ رَدِيْدًا
لِعُدْمِهِمُ مِنَ الخَلْقِ القَرِيْنَا 
 ٢٧- كَأَكْلِ النّارِ مِنْها النَّفْسَ، أَنْ لَمْ
تَجِدْ حَطَبًا، وبَعْضَ المُوقِدِيْنَا 
 ٢٨- إذًا لَمْ يَسْكُنِ الغَبْرَاءَ خَلْقٌ
مِنَ الثَّقَلَيْنِ ـ عِلْمِيْ ـ مَا بَقِيْنَا 
 ٢٩- سِوَانَا يَالَ قَحْطَانَ بْنِ هُوْدٍ
لأَنَّا لِلْخَلاَئِقِِ قَاهِرُونَا 
 ٣٠- ونَحْنُ طِلاَعُ عَامِرِهَا، وإِنَّا
عَليْهِ لِلثَّرَاءِ المُضْعِفُونَا 
 ٣١- وصِرْنَا إِذْ تَضَايَقَ في سِوَاهُ
مِنَ العَافِي الخَرَابِ لَهَا سُكُونَا 
 ٣٢- فَأصْبَحَ مَنْ بِهَا مِنْ غَيْرِ قَوْمِي
بِهَا، حَيْثُ، انْتَهَوا مُتَخَفِّرِيْنَا 
 ٣٣- كَأنَّهُمُ إِذَا نَظَرُوا إِلَيْنَا
لِذِلَّتِهِمْ قُرُوْدٌ خِاسِئُونَا 
 ٣٤- نَذَمُّ لَهُمْ بِسَوْطٍ حَيْثُ كَانُوا
فَهُمْ مَادَامَ فِيْهِمْ آمِنُونَا 
 ٣٥- فَإنْ عَدِمُوْهُ أَوْ عَدِمُوا مَقَامًا
لِوَاحِدِنَا فَهُمْ مُتَخَطَّفُونَا 
 ٣٦- ولَوْلاَ نَبْتَغِي لَهُمُ بَقَاءً
لَقَدْ لاقَوا بِبَطْشَتِنَا المَنُونَا 
 ٣٧- أَوِ اسْتَحْيَوا، عَلَى ذُلٍّ، فَكَانُوا
كَأَمْثَالِ النِّعَالِ لِوَاطِئِينَا 
 ٣٨- ولَكِنَّ الفَتَى، أَبَدًا، تَرَاهُ
بِمَا هُوَ مَالِكٌ، حَدِبًا ضَنِيْنَا 
 ٣٩- فَرُوِّيَ عَظْمُ يَعْرُبَ، في ثَرَاهُ،
مِنَ الفَرْغَيْنِ، وَاكِفَةً هَتُوْنَا 
 ٤٠- أَبِي القَرْمَينِ: كَهْلاَنٍ أَبِيْنَا،
وحِمْيَرَ عَمِّنَا وأَخِي أَبِيْنَا 
 ٤١- كما نَجَلَ المُلُوْكَ وكَلَّ لَيْثٍ
شَدِيْدِ البَأسِ، مَا سَكَنَ العَرِيْنَا 
 ٤٢- ولَكِنْ قَدْ تَرَى مِنْهُ إِذَا مَا
تَعَصَّى السَّيْفَ ذَا الأَشْبَالِ دُوْنَا 
 ٤٣- وذَاكَ إذَا نُسِبْنَا يَوْمَ فَخْرٍ
يَنَالُ بِبِعْضِهِ العُلْيَا أَبُونَا 
 ٤٤- بِهِ صِرْنَا لأَدْنَى مَا حَبَانَا
مِنَ المَجْدِ الأَثِيْلِ مُحَسَّدِيْنَا 
 ٤٥- تَمَنَّى مَعْشَرٌ أَنْ يَبْلُغُوهُ
فأَضْحَوا لِلسُّهَا مُتَعَاطِيِيْنَا 
 ٤٦- وأَهْلُ الأَرْضِ لَوْ طَالُوا وطَالُوا
فَلَيْسُوا لِلْكَوَاكِبِ لامِسِيْنَا 
 ٤٧- فَلَمَّا لَمْ يَنَالُوا ما تَمَنَّوا
وصَارُوا للتَّغَيُّظِ كاظِميْنَا 
 ٤٨- أَبَانُوا الحِسْدَ والأَضْغَانَ مِنْهُمْ
فَصَارُوا للجَهَالَةِ سَاقِطِيْنَا 
 ٤٩- وغَرَّهُمُ نُبَاحُ الكَلْبِ مِنْهُمْ
وظَنُّونَا لِكَلْبٍ هَائِبِيْنَا
٥٠- وإِنْ تَنْبَحْ كِلابُ بَنِيْ نِزَارٍ
فَإِنَّا للنَّوَابِحِ مُجْحِرُونَا 
٥١- ونُلْقِمُهَا، إذا أَشْحَتْ، شَجَاهَا
لِيَعْدِمْنَ الهَرِيْرَ، إذَا شَحِيْنَا 
٥٢- ونَحْنُ لِنَاطِحِيْهِمْ رَعْنُ طَوْدٍ
بِهِ فُلَّتْ قُرُونُ النَّاطِحِيْنَا 
٥٣- ولَوْ عَلِمُوا بِأَنَّ الجَوْرَ هُلْكٌ
لَكَانُوا في القَضِيَّةِ عَادِلِيْنَا 
٥٤- ولَيْسَ بِشَاهِدِ الدَّعْوَى عَلَيْهَا
ولا فِيْهَا يَفُوزُ الخَاصِمُونَا 
٥٥- ولَوْ عَلِمُوا الَّذِي لَهُمُ، ومَاذَا
عَليْهمْ مِنْهُ، كَانُوا مُنْصِفِيْنَا 
٥٦- ولَوْ عَرَفُوا الصَّوَابَ بِمَا أَتَوْهُ
لَمَا كَانُوا بِجَهْلٍ نَاطِقِيْنَا 
٥٧- وكَانُوا لِلْجَوَابِ بِمَا أَذَاعُوا
عَلَى أَخْوَالِهِمْ مُتَوَقِّعِيْنَا 
٥٨- فَكَمْ قَومٍ شَرَوا خَرَسًا بِنُطْقٍ
لمُرْغِمِهِ الجَوَابَ مُحَاذِرِيْنَا 
٥٩- فَمَا وَجَدُوا رَعَاعًا يَوْمَ حَفْلٍ
ولا عِنْدَ الهِجَاءِ مُفَحَّمِيْنَا 
٦٠- ولا وَجَدُوا غَداةَ الحَرْبِ عُزْلاً
لِحَدِّ سُيُوفِهِمْ مُتَهَيِّبِيْنَا 
٦١- ولَكِنْ، كُلَّ أَرْوَعَ يَعْرُبِيٍّ
يَهُزُّ بِكَفِّهِ عَضْبًا سَنِيْنَا 
٦٢- يُعَادِلُ شَخْصُهُ في الحَرْبِ جَيْشًا
وأَدْنَى كَيْدِهِ فِيْهَا كَمِيْنَا 
٦٣- ودَامِغَةٍ كَمِثْلِ الفِهْرِ تَهْوِي
عَلَى بَيْضٍ فَتَتْرُكُه طَحِيْنَا
٦٤- تَرُدُّ الطُّوْلَ للأَسَدِيِّ عَرْضًا
وتَقْلِبُ مِنْهُ أَظْهُرَهُ بُطُونَا 
٦٥- فَيَا أَبْنَاءَ قَيْذَرَ عُوْا مَقَالِي
أَيَحْسُنُ عِنْدَكَمْ أَنْ تَشْتُمُونَا؟ 
٦٦- ونَحْنُ وُكُوْرُكُمْ في الشِّرْكِ قِدْمًا
وفي الإِسْلامِ نَحْنُ النَّاصِرُونَا 
٦٧- ونَحْنُ لِعِلْيَةِ الآبَاءِ مِنْكُمْ
بِبَعْضِ الأُمَّهَاتِ مُشَارِكُونَا 
٦٨- كَمَا شَارَكْتُمُ في حِلِّ قَومِي
بِحُورِ العِيْنِ، غَيْرَ مُسَافِحِيْنَا 
٦٩- فَلاَ قُرْبَى رَعَيْتُمْ مِنْ قَرِيْبٍ
ولا لِلْعُرْفِ أَنْتُمْ شَاكِرُونَا 
٧٠- وكَلَّفْتُمْ كُمَيْتَكُمُ هِجَاءً
لِيَعْرُبَ بالقَصَائِدِ مُعْتَدِيْنَا 
٧١- فَبَاحَ بِمَا تَمَنَّى إِذْ تَوَارَى
طِرِمَّاحٌ بِمُلْحَدِهِ دَفِيْنَا 
٧٢- وكَانَ يَعِزُّ ـ وَهْوَ أَخُو حَيَاةٍ ـ
عَلَيْهِ الذَّمُّ لِلْمُتَقَحْطِنِيْنَا 
٧٣- ولَسْتُمْ عَادِمِيْنَ بِكُلِّ عَصْرٍ
لَنَا إِنْ هِجْتُمُ مُتَخَمِّطِيْنَا 
٧٤- وسَوْفَ نُجِيْبُهُ، بِسِوَى جَوابٍ
أَجابَ بِهِ ابْنُ زِرٍّ، مُوْجِزِيْنَا 
٧٥- وغَيْرِ جَوَابِ أَعْوَرَ كَلْبَ، إِنَّا
مِنَ المَجْدِ المُؤَثَّلِ مُوْسَعُونَا 
٧٦- وقَدْ قَصَرَا، ولَمَّا يَبْلُغَا مَا
أَرَادَا مِنْ جَوابِ الفَاضِلِيْنَا 
٧٧- وكُثِّرَ حَشْوُ ما ذَكَرُوا ولَمَّا
يُصِيْبَا مَقْتَلاً لِلآفِكِيْنَا 
٧٨- وخَيْرُ القَوْلِ أَصْدَقُهُ كَمَا إِنْ
نَ شَرَّ القَوْلِ كِذْبُ الكَاذِبِيْنَا 
٧٩- وما عَطِبَ الفَتَى بالصِّدْقِ يَوْمًا
ولا فَاتَ الفَتَى بِالكِذْبِ هُوْنَا 
٨٠- فَلا يُعْجِبْكُمُ قَوْلُ ابْنِ زَيْدٍ
فَمَا هُوَ قَائِدٌ لِلشَّاعِرِيْنَا 
٨١- ولا وَسَطًا يُعَدُّ، ولا إِلَيْهِ،
ولَكِنْ كَانَ بَعْضَ الأَرْذَلِيْنَا 
٨٢- لَقَدْ سَرَقَ ابْنَ عابِسَ بَعضَ شِعْرٍ
(( قِفُوا بالدَّارِ وِقْفَةَ حَابِسِيْنَا )) 
٨٣- وما قِدَمُ الفَتَى إِنْ كَانَ فَدْمًا
يَكُونُ بِهِ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَا 
٨٤- ولا تَأْخِيْرُهُ إِنْ كَانَ طَبًّا
يَكُونُ بِهِ مِنَ المُتَأَخِّرِيْنَا 
٨٥- ونَحْنُ مُحَكِّمُوْنَ مَعًا وأَنْتُمْ
بِمَا قُلْنَا وقُلْتُمْ، آخَرِيْنَا 
٨٦- فِإنْ حَكَمُوا لَنَا طُلْنَا، وإِنْ هُمْ
لَكُمْ حَكَمُوا، فَنَحْنُ الأَقْصَرُونَا 
٨٧- أَلاَ إِنَّا خُلِقْنَا مِنْ تُرَابٍ
ونَحْنُ مَعًا إِلَيْهِ عَائِدُونَا 
٨٨- وأَنْ لَسْتُمْ بِأَنْقَصَ مَنْ رَأَيْتُمْ
ولا أَهْلُ العُلُوِّ بِكَامِلِيْنَا 
٨٩- ومَا افْتَخَرَ الأَنَامُ بِغَيْرِ مُلْكٍ
قَدِيْم،ٍ أَوْ بِدِيْنٍ مُسْلِمِيْنَا 
٩٠- ومَا بِسِوَاهُمَا فَخْرٌ، وإِنَّا
لِذَلِكَ، دُونَ كُلٍّ، جَامِعُونَا 
٩١- ألَسْنَا السَّابِقِينَ بِكُلِّ فَخْرٍ
ونَحْنُ الأَوَّلُونَ الأَقدَمُونَا 
٩٢- ونَحْنُ العَارِبُونَ فَلاَ تَعَامَوا
وأَنْتُمْ بَعْدَنا المُسْتَعْرِبُونَا 
٩٣- تَكَلَّمْتُمْ بِأَلْسُنِنَا فَصِرْتُمْ
بِفَضْلِ القَوْمِ مِنَّا، مُفْصِحِيْنَا 
٩٤- مَلَكْنَا، قَبْلَ خَلْقِكُمُ، البَرايَا
وكُنَّا، فَوْقَهُمْ، مُتَأَمِّرِيْنَا 
٩٥- فَلَمَّا أَنْ خُلِقْتُمْ لَمْ تَكُونُوا
لَنَا في أمْرِنَا بِمُخَالِفِيْنَا 
٩٦- وكُنْتُمْ في الَّذِي دَخَلَ البَرَايَا
بِطَوْعٍ أَوْ بِكَرْهٍ دَاخِلِيْنَا 
٩٧- ومَا زِلْتُمْ لنَا، في كُلِّ عَصْرٍ،
مَلَكْنَا أَوْ مَلَكْتُمْ، تَابِعِيْنَا 
٩٨- أَعَنَّاكُمْ بِدَوْلَتِكُمْ، ولَمَّا
نُرِدْ مِنْكُمْ، بدَوْلَتِنَا، مُعِيْنَا 
٩٩- لِفَاقَتِكُمْ إِليْنَا إِذْ حَسَرْتُمْ
وإِنَّا عَنْ مَعُونَتِكُمْ غَنِيْنَا
١٠٠- وإِنَّا لَلَّذِيْنَ عَرَفْتُمُوهُ
لَكُمْ في كُلِّ هَيْجٍ قَاهِرِيْنَا 
 ١٠١- وإِنَّا لَلَّذيْنَ عَلِمْتُمُوهُ
لَكُمْ، في كُلِّ فَخْرٍ، فَائِتِيْنَا 
 ١٠٢- يَراكُمْ بَيْنَ قَومِي مَنْ يَرَاكُمْ
كَمِلْحِ الزَّادِ، لا بَلْ تَنْزُرُونَا 
 ١٠٣- ونَحْنُ أَتَمُّ أَجْسَامًا ولُبًّا
وأَعْظَمُ بَطْشَةً في البَاطِشِيْنَا 
 ١٠٤- سَنَنَّا كُلَّ مَكْرُمَةٍ فَأَضْحَتْ
لِتَابِعِنَا مِنَ الأَدْيَانِ دِيْنَا 
 ١٠٥- ولَوْلاَ نَحْنُ لم يَعْرِفْ جَمِيْلاً
ولا قُبْحًا، جَمِيْعُ الفَاعِلِيْنَا 
 ١٠٦- وعَرَّفْنَا المُلُوْكَ بِكُلِّ عَصْرٍ
بِآسَاسِ التَّمَلُّكِ، مُنْعِمِيْنَا 
 ١٠٧- وعَوَّدْنَا التَّحِيَّةَ تابِعِيْهِمْ
ومَا كَانُوا لَهَا بِمُعَوَّدِيْنَا 
 ١٠٨- وإِلاَّ فَانْظُرُوا الأَمْلاكَ تَلْقَوا
جَمِيْعَهُمُ بِقَوْمِي مُقْتَدِيْنَا 
 ١٠٩- وسَنَّنَّا النَّشِيْطَةَ والصَّفَايَا
ومِرْبَاعَ الغَنَائِمِ غَانِمِيْنَا 
 ١١٠- وبَحَّرْنَا وسَيَّبْنَا قَدِيْمًا
فَمَا كُنْتُمْ لِذَاكَ مُغَيِّرِيْنَا 
 ١١١- فَكُنْتُمْ لِلُّحَيِّ كَطَوْعِ كَفٍّ
وكُنْتُمْ لِلنَّبِيِّ مُعَانِدِيْنَا 
 ١١٢- وأَحْدَثْنَا الأَسِنَّةَ حِيْنَ كَانَتْ
أَسِنَّةُ آلِ عَدْنَانٍ قُرُونَا 
 ١١٣- وآلاتِ الحُرُوْبِ مَعًا بَدَعْنَا
وفِيْنَا سُنَّةُ المُتَبَارِزِيْنَا 
 ١١٤- وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِأَنْ مَلَكْنَا
بِسَاطَ الأَرْضِ غَيْرَ مُشَارَكِيْنَا 
 ١١٥- ونِصْفَ السَّقْفِ مِنْهَا غَيْرَ شَكٍّ
إِلَيْنَا لِلتَّيَمُّنِ تَنْسُبُونَا 
 ١١٦- مِنَ الغَفْرَيْنِ حَتَّى الحُوْتِ طُوْلاً
وعَرْضًا في الجَنُوْبِ بِمَا وَلِيْنَا 
 ١١٧- ومُلْقِحَةُ السَّحَابِ لَنَا، ومِنَّا
مَخَارِجُهَا، ومِنَّا تُمْطَرُونَا 
 ١١٨- وما بِحِذَاءِ ضَرْعِ الجَوِّ قَوْمٌ
سِوَانَا، مُنْجِدِيْنَ ومُتْهِمِيْنَا 
 ١١٩- لَنَا مَطَرُ المَقِيْظِ بشَهْرِ آبٍ
وتَمُّوْزٍ، وأَنْتُمْ مُجْدِبُونَا 
 ١٢٠- يَظَلُّ بِصَحْوَةٍ ويَصُوبُ فِيْنَا
زَوَالَ الشَّمْسِ غَيْرَ مُقَتَّرِيْنَا 
 ١٢١- ونَزْرَعُ بَعْدَ ذاكَ عَلَى ثَرَاهُ
ونَحْصِدُ والثَّرَى قَدْ حَالَ طِيْنَا 
 ١٢٢- عَلَى أَنْ لَم يُصِبْهُ سِوَى طِلالٍ
شُهُوْرًا ثُمَّ نُصْبِحُ مُمْطَرِيْنَا 
 ١٢٣- وِأَنْفَسُ جَوْهَرٍ لِلأَرْضِ فِيْنَا
مَعَادِنُهُ غَنَائِمُ غَانِمِيْنَا 
 ١٢٤- وأَطْيَبُ بَلْدَةٍ لا حَرَّ فِيْهَا
ولا قَرَّ الشِّتَاءِ مُحَاذِرِيْنَا 
 ١٢٥- بِهَا إِرَمُ الَّتي لَمْ يَخْلُقِ اللَّـ
ـهُ، مُشْبِهَهَا بِدَارِ مُفَاخِرِيْنَا 
 ١٢٦- وإِنْ عُدَّتْ أَقَالِيْمُ النَّواحِي
فَأَوَّلُهَا، بِزَعْمِ الحَاسِبِيْنَا، 
 ١٢٧- لَنَا، ولَنَا جِنَانُ الأَرْضِ جَمْعًا
ونَارُ الحُكْمِ غَيْرَ مُكَذَّبِيْنَا 
 ١٢٨- فَأَيَّ المَجْدِ إِلاَّ قَدْ وَرِثْنَا
وأَيَّ العِزِّ إِلاَّ قَدْ وَلِيْنَا 
 ١٢٩- وأَ [وْ] ضَحْنَا سَبِيْلَ الجُوْدِ حَتَّى
أَبَانَتْ في الدُّجَى لِلْسَّالِكِيْنَا 
 ١٣٠- ولَوْلاَ نَحْنُ مَا عُرِفَتْ لأَنَّا
إِلى سُبِلِ المَكَارِمِ سَابِقُونَا 
 ١٣١- ومَا أَمْوَالُنَا فِيْنَا كُنُوْزًا
إِذَا اكْتَنَزَ الوُفُوْرَ الكَانِزُونَا 
 ١٣٢- ولَكِنْ للوُفُوْدِ وكُلِّ جَارٍ
أَرَقَّ ولِلضُّيُوفِ النَّازِلِيْنَا 
 ١٣٣- نُعِدُّ لَهمْ مِنَ الشِّيْزَى جِفَانًا
كَأَمْثَالِ القِلاتِ إِذَا مُلِيْنَا 
 ١٣٤- فَمِنْ شِقٍّ يَنَالُ الرَّكْبُ مِنْهَا
ومِنْ شِقٍّ يَنَالُ القَاعِدُونَا 
 ١٣٥- تَلَهَّمُ نِصْفَ كُرٍّ مِنْ طَعَامٍ
وكَوْمَاءَ العَرِيْكَةِ أَوْ شَنُوْنَا 
 ١٣٦- عَبِيْطَةَ مَعْشَرٍ لَمَّا يَكُوْنُوا
بِأَزْلاَمٍ عَلَيْهَا يَاسِرِيْنَا 
 ١٣٧- ومَا نَزَلَتْ لَنَا في الدَّهْرِ قِدْرٌ
عَنِ الأُثْفَاةِ، أَجْلَ الطَّارِقِيْنَا 
 ١٣٨- فَمَا لَيْلُ الطُّهَاةِ سِوَى نَهَارٍ
لَدَيْنَا ذَابِحِيْنَ وطَابِخِيْنَا 
 ١٣٩- وأَكَلُبُنَا يَبِتْنَ بِكُلِّ رِيْعٍ
لِمَنْ وَخَّى المَنَازِلَ يَلْتَقِيْنَا 
 ١٤٠- فَبَعْضٌ بالبَصَابِصِ مُتْحِفُوهُ
وبَعْضٌ نَحْوَنَا، كَمُبَشِّرِيْنَا 
 ١٤١- لِمَا قَدْ عُوِّدَتْ وجَرَتْ عَلَيْهِ
لِوَفْدٍ عِنْدَنَا لا يُفْقَدُونَا 
 ١٤٢- تَرَاهُمْ عِنْدَ طَلْعَتِهِمْ سَوَاءً
وأَمْلاكًا عَلَيْنَا مُنْزَلِيْنَا 
 ١٤٣- ومَا كُنَّا كَمِثْلِ بَنِيْ نِزَارٍ
لأَطْفَالِ المُهُودِ بِوَائِدِيْنَا 
 ١٤٤- ومَا أَمْوالُنَا مِنْ بَعْدِ هَذَا
سِوَى بِيْضِ الصَّفَائِحِ، ما غُشِيْنَا 
 ١٤٥- وأَرْمَاحٍ مُثَقَّفَةٍ رِوَاءٍ
بِتَامُورِ القُلُوْبِ مَعَ الكُلِيْنَا 
 ١٤٦- ومُشْطَرَةٍ مِنَ الشَّرْيَانِ زُوْرٍ
كَسَوْنَاهُنَّ مَرْبُوعًا مَتِيْنَا 
 ١٤٨- بِهِ عِنْدَ الفِرَاقِ لِكُلِّ سَهْمٍ
يَكُونُ بِزَوْرِهَا يُعْلِي الرَّنِيْنَا 
 ١٤٩- وجُرْدٍ كَانَ فِيْنَا لا سِوَانَا
مَعَارِقُهَا مَعًا، ولَنَا افْتُلِيْنَا
١٤٩- ومِنَّا صِرْنَ في سَلَفَيْ نِزَارٍ
لِمَا كُنَّا عَليَهِ حَامِليْنَا 
 ١٥٠- رَبَطْنَاهَا لِنَحْمِلَهُمْ عَلَيْهَا
إِذا وَفَدُوا ونَحْمِي مَا يَلِيْنَا 
 ١٥١- ولَوْلاَ نَحنُ مَا عَرَفُوا سُرُوْجًا
ولا كَانُوا لَهُنَّ مُلَجِّمِيْنَا 
 ١٥٢- عَلَوْنَاهُنَّ قَبْلَ الخَلْقِ طُرًّا
وصَيَّرْنَا مَرَادِفَهَا حُصُونَا 
 ١٥٣- تُرَاثُ شُيُوُخِ صِدْقٍ لَمْ يَزالُوا
لَهَا مِمَّنْ تَقَدَّمَ وَارِثِيْنَا 
 ١٥٤- يَظَلُّ النَّاسُ مِنْ فَرَقٍ إِذَا مَا
عَلَوْنَاهُنَّ في شِكَكٍ ثُبِيْنَا 
 ١٥٥- ونَمْنَعُ جَارَنَا مِمَّا مَنَعْنَا
ذَوَاتِ الدَّلِّ مِنْهُ والبَنِيْنَا 
 ١٥٦- ومَا هُمْ عِنْدَنَا بِأعَزَّ مِنْهُمْ
نَقِيْهِمْ بالنُّفُوسِ ولَو رَدِيْنَا 
 ١٥٧- ونَكْظِمُ غَيْظَنَا أَلاَّ يَرَانَا
عَدُّوٌ أَوْ مُحِبٌّ، طَائِشِيْنَا 
 ١٥٨- وعَلَّ بِكُلِّ قَلْبٍ مِنْ جَوَاهُ
لِذَاكَ الغَيْظِ نَارًا تَجْتَوِيْنَا 
 ١٥٩- نَصُوْنُ بِذَاكَ حِلْمًا ذَا أَوَاخٍ
رَسَا فِيْهَا حِرَاءُ وطُورُ سِيْنَا 
 ١٦٠- نَظَلُّ بِهِ إِذًا، مَا إنْ حَضَرْنَا
جَمَاعَةَ مَحْفِلٍ، مُتَتَوِّجِيْنَا 
 ١٦١- ولَسْنَا مُنْعِمِيْنَ بِلا اقْتِدَارٍ
ونِعْمَ العَفْوُ عَفْوُ القَادِرِيْنَا 
 ١٦٢- وإِنْ نَعْصِفْ بِجَبَّارٍ عَنِيْدٍ
يَصِرْ بَعْدَ التَّجَبُّرِ مُسْتَكِيْنَا 
 ١٦٣- كَعَصْفَتِنَا بِمَنْ عَلِمَوا قَدِيْمًا
مِنَ الخُلَفَاءِ لَمَّا سَاوَرُونَا 
 ١٦٤- ولَسْنَا حَاطِمِيْنَ إِذَا عَصَفْنَا
سِوَى الأَمْلاكِ والمُتَعَظِّمِيْنَا 
 ١٦٥- كَعَصْفِ الرِّيْحِ يَعْقِرُ دَوْحَ أَرْضٍ
ولَيْسَ بِعَاضِدٍ مِنْهَا الغُصُونَا 
 ١٦٦- ونَغْدُو بِاللُّهَامِ المَجْرِ، يُغْشِي
بِلَمْعِ البَيْضِ مِنْهُ، النَّاظِرْينَا 
 ١٦٧- فَنَتْرُكُ دَارَ مَنْ سِرْنَا إِلَيْهِ
تَئِنُّ لَدَى القُفُولِ بِنَا أَنِيْنَا 
 ١٦٨- وقَدْ عُرِكَتْ فَسَاوَى الحَزْنُ مِنْهَا
سَبَاسِبَهَا، بِكَلْكَلِ فَاحِسِيْنَا 
 ١٦٩- كَما دَارَتْ رَحًى مِنْ فَوْقِ حَبٍّ
تَدَاوَلُهَا أَكُفُّ المُسْغَبِيْنَا 
 ١٧٠- فَأَصْبَحَ مَا بِهَا لِلرِّيْحِ نَهْبًا
[كَمَا] انْتَهَبَتْ، لخِفَّتِهِ، الدَّرِيْنَا 
 ١٧١- سِوَى مَنْ كَانَ فِيْهَا مِنْ عَرُوْبٍ
تُفَتِّرُ، عِنْدَ نَظْرتِهَا، الجُفُونَا 
 ١٧٢- فإِنَّا مُنْكِحُو العُزَّابِ مِنَّا
بِهِنَّ لأَنْ يَبِيْتُوا مُعَرِسِيْنَا 
 ١٧٣- بِلاَ مَهْرٍ كَتَبْنَاهُ عَلَيْنَا
ومَا كُنَّا لَهُنَّ بِمُحْصِرِيْنَا 
 ١٧٤- سِوَى ضَرْبٍ كَأَشْدَاقِ البَخَاتِي
مِنَ الهَامَاتِ، أَو يَرِدُ المُتُونَا 
 ١٧٥- تَرَى أَرْجَاءهُ، مِمَّا تَنَاءتْ،
وأَرْغَبَ كَلْمِهَا لا يَلْتَقِيْنَا 
 ١٧٦- وطَعْنٍ مِثْلِ أَبْهَاءِ الصَّيَاصِي
وأَفْوَاهِ المَزَادِ إِذَا كُفِيْنَا 
 ١٧٧- تَرَى مِنْها إِذَا انْفَهَقَتْ بِفِيْهَا
مِنَ الخَضْرَاءِ بَاعًا مُسْتَبِيْنَا 
 ١٧٨- ولَسْنَا للغَرائِبِ مُنْذُ كُنَّا
بِغَيْرِ شَبَا الرِّمَاحِ، بِنَاكِحِيْنَا 
 ١٧٩- ومَا بَرزَتْ لَنَا يَوْمًا كَعَابٌ
فَتَلْمَحَهَا عُيُونُ النَّاظِرِيْنَا 
 ١٨٠- ولا أَبْدَى مُخَلْخَلَهَا ارْتِيَاعٌ
لأِنَّا لِلْكَواعِبِ مَانِعُونَا 
 ١٨١- ولا ذَهَبَ العَدُوُّ لَنَا بِوِتْرٍ
فَأَمْسَيْنَا عَلَيْهِ مُغَمِّضِيْنَا 
 ١٨٢- نُضَاعِفُهُ إِذَا مَا نَقْتَضِيْهِ
كإِضْعَافِ المُعَيِّنَةِ الدُّيُونَا 
 ١٨٣- وقَدْ تَأْبَى قَنَاةُ بَنِيْ يَمَانٍ
عَلَى غَمْزِ العُدَاةِ بِأَنْ تَلِيْنَا 
 ١٨٤- كَمَا تَأْبَى الصُّدُوْعَ لَهُمْ صَفَاةٌ
تُحِيْطُ بِهَا فُؤُوْسُ القَارِعِيْنَا 
 ١٨٥- وكَبْشِ كَتِيْبَةٍ قَدْ عَادَلَتْهُ
بِأَلْفٍ، في الحديْدِ مُدَجَّجِيْنَا 
 ١٨٦- أُتِيْحَ لَهُ فَتًى مِنَّا كَمِيٌّ
فَأَرْدَاهُ وأَرْكَبَهُ الجَبِيْنَا 
 ١٨٧- وغَادَرَهُ كَأَنَّ الصَّدْرَ مِنْهُ
وكَفَّيْهِ، بِقِنْدِيْدٍ طُلِيْنَا 
 ١٨٨- تَظَلُّ الطَّيْرُ عَاكِفَةً عَلَيْهِ
يُنَقِّرْنَ البَضِيْعَ ويَنْتَقِيْنَا 
 ١٨٩- وأَبْقَيْنَا مَآتِمَ حَاسِرَاتٍ
عَلَيْهِ يَنْتَزِيْنَ ويَسْتَفِيْنَا 
 ١٩٠- فَكَيْفَ نَكُوْنُ في زَعْمِ ابْنِ زَيْدٍ
عَلَى هَذَا: (( كَشَحْمَةِ مُشْتَوِيْنَا )) ؟ 
 ١٩١- ونَحْنُ لِلَطْمَةٍ وَجَبَتْ عَلَيْنَا
دَخَلْنَا النَّارَ عَنْهَا هَازِئِيْنَا 
 ١٩٢- ونَحْنُ المُرْجِفُوْنَ لأَرْضِ نَجْدٍ
بِأَنْفِ قُضَاعَةٍ والمَذْحِجِيْنَا 
 ١٩٣- فَمَادَتْ تَحْتَنَا لَمَّا وَطِئْنَا
عَلَيْهَا وَطْأةَ المُتَثَاقِلِيْنَا 
 ١٩٤- أَبَلْنَا الخَيْلَ فِيْهَا غَيْرَ يَوْمٍ
وظَلَّتْ في أَطِلَّتِهَا صُفُونَا 
 ١٩٥- ورُحْنَ، تَظُنُّ مَا وَطِئَتْهُ ماءً
يَموُجُ مِنَ الوَجَى في الخَطْوِ طِيْنَا 
 ١٩٦- ورُحْنَا مُرْدِفِيْنَ مَهَا رُمَاحٍ
تُقَعْقِعُ عِيْسُنَا مِنْهَا البُرِيْنَا 
 ١٩٧- تَنَظَّرُ وَفْدَ مَعْشَرِهَا عَلَيْنَا
لِمَنٍّ أَوْ نِكَاحٍ تَمَّ فِيَنْا
١٩٨- ونَحْنُ المُقْعِصُونَ فَتَى سُلَيْمٍ
عُمَارةَ بالغُمَيْرِ مُصَبِّحِيْنَا 
 ١٩٩- وحَمَّلْنَا بَنِيْ العَلاَّقِ جَمْعًا
بِعِتْقِ أَخِيْهِمُ حِمْلاً رَزِيْنَا 
 ٢٠٠- وطَوَّقْنَا الجَعَافِرَ في لَبِيْدٍ
بِطَوْقٍ كَانَ عِنْدَهُمُ ثَمِيْنَا 
 ٢٠١- ولَمْ نَقْصِدْ لِوَجٍّ، إِنَّ فِيْهَا
ـ فَلاَ قَرُبَتْ ـ مَحَلَّ الرَّاضِعِيْنَا 
 ٢٠٢- وغَادَرْنَا بَنِي أَسَدٍ بِحُجْرٍ
وقَد ثُرْنَا حَصِيْدًا خامِدِيْنَا 
 ٢٠٣- كَمِثْلِ النَّخْلِ مَا انْقَعَرَتْ، ولَكِنْ
بِأَرْجُلِهِمْ تَرَاهُمْ شَاغِرِيْنَا 
 ٢٠٤- تَقَوَّتُهُمْ سِبَاعُ الأَرْضِ حَوْلاً
طَرِيًّا، ثُمَّ مُخْتَزَنًا قَيِيْنَا 
 ٢٠٥- وزَلْزَلْنَا دِيَارَهُمُ فَمَرَّتْ
تُبَادِرُنَا بِأَسْفَلِ سَافِلِيْنَا 
 ٢٠٦- بِمُضْمَرَةٍ، تُقِلُّ لُيُوْثَ هَيْجٍ،
عَلَى صَهَواتِهَا، مُسْتَلْئِمِيْنَا 
 ٢٠٧- تَظَلُّ، عَلَى كَوَاثِبِهَا، وَشِيْجٌ
كَأَشْطَانٍ بِأَيْدِيْ مَاتِحِيْنَا 
 ٢٠٨- ومَا قَتَلُوا أَخَانَا، يَوْمَ هَيْجٍ،
فَنَعْذُرَهُمْ، ولَكِنْ غَادِرِيْنَا 
 ٢٠٩- ومَا كَانَتْ بَنُو أَسَدٍ فَغُرُّوا
بِجَمْرَةِ ذِيْ يَمَانٍ، مُصْطَلِيْنا 
 ٢١٠- أَلَيْسُوا جِيْرَةَ الطَّائِيْنَ مِنَّا
بِهِمْ كَانُوا قَدِيْمًا يُعْرَفُونَا 
 ٢١١- هُمُ كَانُوا قَدِيْمًا قَبْلَ هَذَا
لإِرْثِهِمُ لِهَالِكِهِمْ قُيُونَا 
 ٢١٢- وحَسْبُكَ حِلْفُهُمْ عَارًا عَلَيْهِمْ
وهُمْ كَانُوا لِذَلِكَ طَالِبِيْنَا 
 ٢١٣- ولَوْ قَامَتْ، عَلَى قَوْمٍ، بِلَوْمٍ
جَوارِحُهُمْ، مَقَامَ الشَّاهِدِيْنَا 
 ٢١٤- إِذًا، قَامَتْ عَلَى أَسَدٍ وحَتَّى
ثِيَابُهُمُ اللَّوَاتِيْ يَلْبَسُونَا 
 ٢١٥- بِلَوْمٍ، لا تَحِلُّ بِهِ صَلاةٌ
بِهِ أَضْحَوا لَهُنَّ مُدَنِّسِيْنَا 
 ٢١٦- ولَيْسَ بِزائِلٍ عَنْهُمْ إِلَى أَنْ
تَرَاهُمْ كَالأَفَاعِي خَالِسِيْنَا 
 ٢١٧- ولاسِيَمَا بَنِي دُوْدَانَ مِنْهَا
وكَاهِلِهَا إِذَا ما يُجْبَرُونَا 
 ٢١٨- وهُمْ مَنُّوا، بِإِسْلامٍ رَقِيْقٍ،
عَلَى رَبِّيْ، ولَيْسُوا مُخْلِصِيْنَا 
 ٢١٩- وثُرْنَا بِابْنِ أَصْهَبَ وابْنِ جَوْنٍ
فَكُنَّا حِيْنَ ثُرْنَا مُجْحِفِيْنَا 
 ٢٢٠- فَخَرَّتْ جَعْدَةٌ، بِسُيُوفِ قَوْمِيْ،
وضَبَّةُ، حِيْنَ ثُرْنَا، سَاجِدِيْنَا 
 ٢٢١- وآلُ مُزَيْقِيَا، فَلَقَدْ عَرَفْتُمْ
قِرَاعَهُمُ، فَكُرُّوا عَائِدِيْنَا 
 ٢٢٢- ويومَ أُوَارَةَ الشَّنْعَاءِ ظَلْنَا
نُحَرِّقُ بِابْنِ سَيِّدِنَا مِئِيْنَا 
 ٢٢٣- ودَانَ الأَسْوَدُ اللَّخْمِيُّ مِنْكُمْ
بَنِي دُوْدَانَ والمُتَرَبِّبِيْنَا 
 ٢٢٤- بِيَوْمٍ يَتْرُكُ الأَطْفَالَ شِيْبًا
وأَبْكَارَ الكَوَاعِبِ مِنْهُ عُوْنَا 
 ٢٢٥- وصَارَ إِلَى النِّسَارِ يُدِيْرُ فِيْكُمْ
مُطَحْطَحَةً لِمَا لَهِبَتْ طَحُونَا 
 ٢٢٦- فَقَامَ بِثَأْرِ بَعْضِكُمُ وبَعْضٌ
أَحَلَّ بِهِ مُشَرْشَرَةً حَجُونَا 
 ٢٢٧- وأَشْرَكَ طَيِّئًا فِيْهَا فَجَارَتْ
رِمَاحُهُمُ عَلَى المُتَمَعْدِدِيْنَا 
 ٢٢٨- أَدَارُوا كَأْسَ فاقِرَةٍ عَلَيْكُمْ
فَرُحْتُمْ مُسْكَرِيْنَ ومُثْمَلِيْنَا 
 ٢٢٩- وآبُوا بِابْنِ مَالِكٍ القُشَيْرِيْ
فَسَرَّحَ مِنْكُمُ الدَّاءَ الكَنِيْنَا 
 ٢٣٠- وهُمْ مَنَعُوا الجَرَادَ أَكُفَّ قَوْمٍ
دَعَوْهَا جَارَهُمْ مُتَحَفِّظِيْنَا 
 ٢٣١- وعَنْتَرَةَ الفَوَارِسِ قَدْ عَلِمْتمُ
بِكَفِّ رَهِيْصِنَا لاقَى المَنُونَا 
 ٢٣٢- ويَسَّرْنَا شَبَاةَ الرُّمْحِ تَهْوِي
إِلَى ابْنِ مُكَدَّمٍ، فَهَوَى طَعِيْنَا 
 ٢٣٣- وأَوْرَدْنَا ابْنَ ظَالِمٍ المَنَايَا
ولَسْنَا لِلْخَتُوْرِ مُنَاظِريْنَا 
 ٢٣٤- فَذَاقَ بِنَا أَبُو لَيْلَى رَدَاهُ
وكُنَّا لابْنِ مُرَّةَ خَافِرِيْنَا 
 ٢٣٥- أَجَرْنَاهُ مِرَارًا ثُمَّ لَمَّا
تكَرَّهَ ذِمِّةَ الطَّائِيْنَ حِيْنَا 
 ٢٣٦- وعَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ السُّلَيْمِيْ
يُ، مِنْ رِعْلٍ، قَتِيْلُ الخَثْعَمِيْنَا 
 ٢٣٧- فَليْسَ بِمُنْكَرٍ فِيْكُمْ، وهَذَا
سُلَيْكٌ، قَتْلَهُ لا تُنْكِرُوُنَا 
 ٢٣٨- وغَادَرْنَا الضِّبَابَ عَلَى صُمَيْلٍ
يَجُرُّوْنَ النَّوَاصِيَ والقُرُونَا 
 ٢٣٩- وفَاتِكَكُمْ تَأَبَّطَ قَدْ أَسَرْنَا
فَأُلْبِسَ، بَعْدَهَا، ذُلاًّ وهُوْنَا 
 ٢٤٠- وطَاحَ ابْنُ الفُجَاءِ مَطَاحَ سُوْءٍ
تَقَسَّمُهُ رِمَاحُ بَنِيْ أَبِيْنَا 
 ٢٤١- وكَانُوا لِلْقَمَاقِمِ مِنْ تَمِيْمٍ
عَلَى زُرْقِ الأَسِنَّةِ شَائِطِيْنَا 
 ٢٤٢- هَوَى، والخَيْلُ تَعْثُرُ في قَنَاهَا،
لِحُرِّ جَبِيْنِهِ في التَّاعِسِيْنَا 
 ٢٤٣- ومَا زِلْنَا بِكُلِّ صَبَاحِ حَيْفٍ
نُكِبُّ، عَلَى السُّرُوْجِ، الدَّارِعِيْنَا 
 ٢٤٤- ولَمَّا حَاسَ جَوَّابٌ كِلابًا
تَمَنَّعَ فَلُّهُمْ بِالحَارِثِيْنَا 
 ٢٤٥- وهُمْ عَرَكُوْهُمُ مِنْ قَبْلِ هَذَا
كَمَا عَرَكَ الإِهَابَ الخَالِقُونَا 
 ٢٤٦- وأَسْقَوا يَوْمَ مَعْرَكِهِمْ دُرَيْدًا
بِعَبْدِ اللهِ في كَأْسٍ يَرُونَا
٢٤٧- وهُمْ وَرَدُوا الجِفَارَ عَلَى تَمِيْمٍ
لأَبْحُرِ كُلِّ آلٍ خَائِضِيْنَا 
 ٢٤٨- فَأُسْجِرَ بَيْنَهُمْ فِيْهَا وَطِيْسٌ
فَصَلَّوْهَا، وظَلُّوا يَصْطَلُوْنَا 
 ٢٤٩- وفي يَوْمِ الكُلاَبِ فَلَمْ يُذَمُّوا
عَلَى أَنْ لَمْ يَكُوْنُوا الظَّافِرِيْنَا 
 ٢٥٠- وقَلَّدَ تَيْمَ أَسْرُهُمُ يَغُوْثًا
مَخَازِيَ، ما دَرَسْنَ، ولا مُحِيْنَا 
 ٢٥١- لِشَدِّهِمُ اللِّسَانَ بِثِنْيِ نِسْعٍ
فَكَانُوا بِالشَّرِيْفِ مُمَثِّلِيْنَا 
 ٢٥٢- وهُمْ مَنَعُوا القَبَائِلَ مِنْ نِزَارٍ
حِمَى نَجْرَانَ إِلاَّ زَائِرِيْنَا 
 ٢٥٣- ونَحْنُ المُرْحِلُوُنَ جُمُوْعَ بَكْرٍ
وتَغْلِبَ مِنْ تِهَامَةَ نَاقِلِيْنَا 
 ٢٥٤- ومَا فَتَكَتْ مَعَدُّ كَمَا فَتَكْنَا
فَتَقْعَصَ بِالرِّمَاحِ التُّبَّعِيْنَا 
 ٢٥٥- أَوِ الأَقْوَالَ إِذْ بَذِخُوا عَلَيْهَا
لِمَا كَانُوا لَهَا مُسْتَمْهَنِيْنَا 
 ٢٥٦- وكَيْفَ وهُمْ إِذَا سَمِعُوا بِجَيْشٍ
يُسَيَّرُ، أَصْبَحُوا مُتَخَيِّسِيْنَا؟ 
 ٢٥٧- يَرُوْدُوْنَ البِلادَ مَرَادَ طَيْرٍ
تَرُوْدُ [لِمَا] تُفَرِّخُهُ وُكُوْنَا 
 ٢٥٨- فَإِنْ زَعَمُوا بِأَنَّهُمُ لَقَاحٌ
ولَيْسُوا بِالإِتَاوَةِ مُسْمِحِيْنَا 
 ٢٥٩- فَقَدْ كَذَبُوا، لأَعْطَوْهَا، وكَانُوا
بِهَا الأَبْنَاءَ دَأْبًا يَرْهَنُوْنَا 
 ٢٦٠- ولِمْ صَبَرُوا عَلَى أَيَّامِ بُؤْسٍ
لأَهْلِ الحِيْرَةِ المُتَجَبِّرِيْنَا 
 ٢٦١- يَسُومُهُمُ بِهَا النُّعْمَانُ خَسْفًا
وهُمْ في كُلِّ ذَلِكَ مُذْعِنُونَا 
 ٢٦٢- ويَبْعَثُ كَبْشَهُ فِيْهِمْ مَنُوْطًا
بِهِ سِكِّيْنُهُ لِلذَّابِحِيْنَا 
 ٢٦٣- فمَا أَلْفَاهُمُ بِالكَبْشِ يَوْمًا
فَكَيْفَ بِذِيْ الجُمُوْعِ بِفاتِكَيْنَا؟ 
 ٢٦٤- فَلمَّا مَاتَ لَمْ يَنْدُبْهُ خَلْقٌ
سِوَاهُمْ بِالقَصِيْدِ مُؤَبِّنِيْنَا 
 ٢٦٥- وقَدْ كَانُوا، لَهُ إِذْ كانَ حَيًّا
وخَادِمِهِ عِصامٍ، مَادِحِيْنَا 
 ٢٦٦- ويَومَ قُراقِرٍ لَمَّا غَدَرْتُمْ
بِعُرْوَةَ لَمْ تَكُوْنُوا مُفْلَتِيْنَا 
 ٢٦٧- عَلَوْناكُمْ بِهِنَّ مُجَرَّدَاتٍ
كَأَمْثالِ الكَوَاكِبِ يَرْتَمِيْنَا 
 ٢٦٨- فَمَا كُنْتُمْ لِمَاءِ قُراقِرِيٍّ
مَخافَةَ تِلْكَ يَوْمًا وَارِدِيْنَا 
 ٢٦٩- وقَدْ هَمَّتْ نِزَارٌ كُلَّ عَصْرٍ
بِأَنْ تَضْحَى بِعَقْوَتِنَا قَطِيْنَا 
 ٢٧٠- لِمَا نَظَرُوا بِهَا حَتَّى تَوَلَّوا
وهُمْ مِنْهُ حَيَارَى بَاهِتُونَا 
 ٢٧١- وقَدْ نَظَرُوا جِنَانًا مِنْ نَخِيْلٍ
ومِنْ كَرْمٍ، وبَيْنَهُمَا، مَعِيْنَا 
 ٢٧٢- وأَسْفَلَهَا مَزَارِعَ كلِّ نَبْتٍ،
وأَعْلاهَا المَصَانِعَ والحُصُونَا 
 ٢٧٣- وحَلُّوا دَارَ سُوْءٍ لَيْسَ تَلْقَى
بِهَا لِلطَّيْرِ مِنْ شَظَفٍ وُكُوْنَا 
 ٢٧٤- فَثُرْنَا في وُجُوْهِهِمُ بِبِيْضٍ
يُطِرْنَ الهَامَ أَمْثَالَ الكُرِيْنَا 
 ٢٧٥- وإِنْ خَسَفَتْ مَفَارِقَ طَارَ مِنْهَا
فَرَاشُ الهَامِ شَارِدَةً عِزِيْنَا 
 ٢٧٦- وقَالَتْ تَحْتَهُنَّ: قَبٍ وقَقٍّ،
وقَدْ ورَدَتْ مَضَارِبُهَا الشُّؤُونَا 
 ٢٧٧- وأَظْهَرْنَا عَلى الأَجْلاَدِ مِنَّا
لُمُوْعَ البَيْضِ، والحَلَقَ الوَضِيْنَا 
 ٢٧٨- سَرَابِيْلاً تَخَالُ الآلَ، لَمَّا
تَرَقرَقَ في الفَلاَ مِنْهَا، الغُضُونَا 
 ٢٧٩- بِكِدْيَوْنٍ وكُرٍّ أُشْعِرَتْهُ
سَحِيْقًا في مَصَاوِنِهَا جُلِيْنَا 
 ٢٨٠- ووَقَّاهَا النَّدَى والطَّلَّ حَتَّى
أَضَأْنَ فَمَا طَبِعْنَ، ولا صَدِيْنَا 
 ٢٨١- وطِرْنَا فَوْقَ أَكْتَادِ المَذَاكِيْ
كَأَنَّا جِنَّةٌ مُتَعَبْقِرُونَا 
 ٢٨٢- فَوَلَّوا، حِيْنَ أَقْبَلْنَا عَلَيْهِمْ
نَهُزُّ البِيْضَ، مِنَّا، يَرْكُضُونَا 
 ٢٨٣- يَوَدُّ جَمِيْعُهُمْ أَنْ لَوْ أُمِدُّوا
بِأَجْنِحَةٍ فَكَانُوا طَائِرِيْنَا 
 ٢٨٤- بِذَا عُرِفُوا إِذَا مَا إِنْ لَقَوْنَا
لأَثَوَابِ المَنِيَّةِ مُظْهِرِيْنَا 
 ٢٨٥- فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ اللهُ خَيْرًا
بِكُمْ بَعَثَ ابْنَ آمِنَةَ الأَمِيْنَا 
 ٢٨٦- يُعَلِّمُكُمْ كِتَابًا لَمْ تَكُوْنُوا
لَهُ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ قَارِئِيْنَا 
 ٢٨٧- ويُخْبِرُكُمْ عَنِ الرَّحْمَنِ مَا لَمْ
تَكُوْنُوا، لِلْجَهَالَةِ، تَعْقِلُونَا 
 ٢٨٨- فَأَظْهَرْتُمْ لَهُ الأَضْغَانَ مِنْكُمْ
وكُنْتُمْ مِنْ حِجَاهُ سَاخِرِيْنَا 
 ٢٨٩- ولَوْلاَ خِفْتُمُ أَسْيَافَ غُنْمٍ
لَكَانَ بِبِعْضِ كَيْدِكُمُ مُحِيْنَا 
 ٢٩٠- فَأَمَّا الحَصْرُ والهِجْرَانُ مِنْكُمْ
لَهُ، وجَسِيْمُ مَا قَدْ تَهْمِمُونَا 
 ٢٩١- فَقَدْ أَوْسَعْتُمُوْهُ مِنْ أَذَاةٍ
فَأَمْحَلْتُمْ بِدَعْوَتِهِ سِنِيْنَا 
 ٢٩٢- وقَابَلَهُ بَنُو يَالِيْلَ مِنْكُمْ
بِوَجٍّ، والقَبَائِلُ حَاضِرُونَا 
 ٢٩٣- بِأَنْ قَالُوا: تُرَى مَا كانَ خَلْقٌ،
سِوَى هَذَا، لِرَبِّ العَالَمِيْنَا 
 ٢٩٤- رَسُولاً بِالبَلاغِ؟! وإِنْ يَكُنْهُ
فَنَحْنُ بِهِ، جَمْيِعًا، كَافِرُونَا 
 ٢٩٥- وقُلْتُمْ: إِنْ يَكُنْ هَذَا رَسُوْلاً
لَكَ اللَّهُمَّ فِيْنَا، أَنْ نَدِيْنَا
٢٩٦- فَصُبَّ مِنَ السَّمَاءِ سِلاَمَ صَخْرٍ
عَلَيْنَا اليَوْمَ غَيْرَ مُنَاظَرِيْنا 
 ٢٩٧- وعَذِّبْنَا عَذَابًا ذَا فُنُوْنٍ
فَكُنْتُمْ لِلرَّدَى مُسْتَفْتِحِيْنَا 
 ٢٩٨- وخَبَّرَنَا الإِلَهُ بِمَا عَمِرْتُمْ
بِهِ وبِدِيْنِهِ تَسْتَهْزِئُونَا 
 ٢٩٩- أَهَذَا ذَاكِرُ الأَصْنَامِ مِنَّا
بِمَا يُوْحَى لَهُ، مُتَكَرِّهِيْنَا؟ 
 ٣٠٠- فَلَمَّا أَنْ حَكَيْتُمْ قَوْمَ نُوْحٍ
دَعَانَا فَاسْتَجَبْنَا أَجْمَعِيْنَا 
 ٣٠١- وسَارَ خِيَارُنَا مِنْ كُلِّ أَوْبٍ
إِلَيْهِ مُؤْمِنِينَ مُوَحِّدِيْنَا 
 ٣٠٢- فَآسَوْهُ بِأَنْفُسِهِمْ، وأَصْفَوا
لَهُ مَا مُلِّكُوْهُ طَائِعِيْنَا 
 ٣٠٣- وكُنْتُمْ مِثْلَ مَا قَدْ قَالَ رَبِّيْ
مَتَى تُحْفَوا تَكُونُوا بَاخِلِيْنَا 
 ٣٠٤- وكَانَ المُصْطَفَى، بِأَبِيْ وأُمِّيْ،
بِأَفْخَرِ مَفْخَرٍ لِلآدَمِيْنَا 
 ٣٠٥- ولَمْ يَكُ في مَعَدَّ لَهُ نَظِيْرٌ
ولا قَحْطَانَ، غَيْرَ مُجَمْجِمِيْنَا 
 ٣٠٦- فَمِمَّا قَدْ جَهِلْتُمْ لَمْ تَكُوْنُوا
لِمَا أُعْطِيْتُمُوهُ آخِذِيِنْا 
 ٣٠٧- ونُصْرَتُهُ ذَوُو الأَلْبَابِ مِنَّا
فَأَقْبَلْنَا إلَيْهِ مُبَادِرِيْنَا 
 ٣٠٨- فَأَحْرَزْنَاهُ دُوْنَكُمُ، وأَنْتُمْ
قِيَامٌ، كَالبَهَائِمِ تَنْظُرُونَا 
 ٣٠٩- تَرَوْنَ ضَنِيْنَكُمْ فِي كَفِّ ثَانٍ
وذَلِكَ سُوْءُ عُقْبَى الجَاهِلِيْنَا 
 ٣١٠- فَتَمَّمْنَا مَفَاخِرَنَا بِذَاكُمْ
فَزِدْنَا، إِذْ نَرَاكُمْ تَنْقُصُونَا 
 ٣١١- لَقَدْ لُقِّيْتُمُ فِيْهِ رَشَادًا
فَتَتَّبِعُونَ دُوْنَ بَنِيْ أَبِيْنَا 
 ٣١٢- إِذًا نِلْتُمْ بِهِ فَخْرًا، وكَانُوا،
عَلَى قَدْرِ الوِلادَةِ يُشْرِكُونَا 
 ٣١٣- وكَانَ دُعَاؤُهُ: يَا رَبِّ إِنِّيْ
بِقَرْيَةِ قَوْمِ سُوْءٍ فَاسِقِيْنَا 
 ٣١٤- فَأَبْدِلْنِيْ بِهِمْ قَوْمًا سِوَاهُمْ ْ
فَكُنَّاهُمْ، وأَنْتُمْ مُبْعَدُونَا 
 ٣١٥- وآوَيْنَاهُ إذْ أَخْرَجْتُمُوهُ
وكُنَّا فِيْهِ مِنْكُمْ ثَائِرِيْنَا 
 ٣١٦- وأَسْلَمْتُمْ بِحَدِّ سُيُوْفِ قَوْمِي
عَلَى جَدْعِ المَعَاطِسِ صَاغِرِيْنَا 
 ٣١٧- وأَذْعَنْتُمْ، وقَد حَزَّتْ ظُبَاهَا
بِأَيْدِيْنَا عَلَيْكُمْ كَارِهِيْنَا 
 ٣١٨- وكَانَ اللهُ لَمَّا أَنْ أَبَيْتُمْ
كَرَامَتَهُ، بِنَا لَكُمُ مُهِيْنَا، 
 ٣١٩- وصَيَّرَنَا، لِمَا لَمْ تَقْبَلُوا مِنْ
كرَامَتِهِ الجَسِيْمَةِ، وارِثِيْنَا 
 ٣٢٠- وكَنْتُمْ حِيْنَ أُرْمِسَ في ثَرَاهُ
لَهُ في الأهْلِ بِئْسَ الخَالِفُونَا 
 ٣٢١- غَدَرْتُمْ بِابْنِهِ فَقَتَلْتُمُوْهُ
وفِتْيَانًا مِنَ المُتَهَشِّمِيْنَا 
 ٣٢٢- وأَعْلَيْتُمْ بِجُثَّتِهِ سِنَانًا
إِلَى الآفَاقِ مَا إنْ تَرْعَوُونَا 
 ٣٢٣- وكُنْتُمْ لابْنِهِ، كَيْ تَنْظُرُوهُ
أَأَتْفَثَ تَقْتُلُوْهُ، كَاشِفِيْنَا 
 ٣٢٤- وأَشْخَصْتُمْ كَرَائِمَهُ اعْتِدَاءً
عَلَى الأَقْتَابِ غَيْرَ مُسَاتِرِيْنَا 
 ٣٢٥- أَكَلْتُمْ كِبْدَ حَمْزَةَ يَوْمَ أُحْدٍ
وكُنْتُمْ بِاجْتِدَاعِهِ مَاثِلِيْنَا 
 ٣٢٦- وهَا أَنْتُمْ إلَى ذَا اليَوْمِ عَمَّا
يَسُوْءُ المُصْطَفَى مَا تُقْلِعُونَا 
 ٣٢٧- فَطَوْرًا تَطْبُخُونَ بَنِيْهِ طَبْخًا
بِزَيْتٍ، ثُمَّ طَوْرًا تَسْمُرُونَا 
 ٣٢٨- فَهُمْ في النَّجْلِ لِلأَخْيَارِ دَأْبًا
وأَنْتُمْ غَيْرَ شَكٍّ تَحْصدُونَا 
 ٣٢٩- كَأَنَّ اللهَ صَيَّرَهُمْ هَدَايَا
لِمَنْسَكِكُمْ، وأَنْتُمْ تَنْسُكُونَا 
 ٣٣٠- وأَنْتُمْ قَبْلَ ذَلِكَ مُسْمِعُوْهُ
قَبِيْحَ المُحْفِظَاتِ مُوَاجِهِيْنَا 
 ٣٣١- وهَاجُوْهُ، ومُرْوُو ذَاكَ فِيهِ
قِيَانَ ابْنِ الأُخَيْطِلِ عَامِدِيْنَا 
 ٣٣٢- وقُلْتُمْ: أَبْتَرٌ، صُنْبُورُ نَخْلٍ
وقُلْتُمْ: يابْنَ كَبْشَةَ، هَازِئِيْنَا 
 ٣٣٣- وطَايَرْتُمْ عَلَيْهِ الفَرْثَ عَمْدًا
وكُنْتُمْ لِلثَّنِيَّةِ ثَارِمِيْنَا 
 ٣٣٤- وكُنَّا طَوْعَهُ في كُلِّ أَمْرٍ
مُطَاوَعَةَ البُرُوْدِ اللاَّبِسِيْنَا 
 ٣٣٥- ومَا قُلْنَا لَهُ كَمَقَالِ قَوْمٍ
لِمُوْسَى خِيْفَةَ المُتَعَمْلِقِيْنَا: 
 ٣٣٦- أَلاَ قَاتِلْ بِرَبِّكَ إِنَّ فِيهَا
جَبَابِرَةً، وإِنَّا قاعِدُونَا 
 ٣٣٧- وقُلْنا: سِرْ بِنَا إِنَّا لِجَمْعٍ
أَرَادَ لَكَ القِتَالَ، مُقَاتِلُونَا 
 ٣٣٨- فَلَوْ بِرْكَ الغِمَادِ قَصَدْتَ كُنَّا
لَهُ مِنْ دُوْنِ شَخْصِكَ سَائِرِيْنَا 
 ٣٣٩- وكُلُّ مُؤَلَّفٍ فِيْكُمْ، ولَمَّا
يَكُنْ في اليَعْرُبِيْنَ مُؤَلَّفِيْنَا 
 ٣٤٠- وآتَيْنَا الزَّكَاةَ وكُلَّ فَرْضٍ
وأَنْتُمْ، إِذْ بَخِلْتُمْ، مَانِعُونَا 
 ٣٤١- ومَا حَارَبْتُمُ إِلاَّ عَلَيْهَا
ولَوْلا تِلْكَ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَا 
 ٣٤٢- فأَيُّ المَعْشَرَيْنِ بِذَاكَ أَوْلَى
عَلَى مَا قَدْ ذَكَرْنَا، واصْدقُونَا؟ 
 ٣٤٣- وفَخْرُكُمُ بإِبْرَاهِيْمَ جَهْلاً
فإِنَّا ذَاكَ عَنْكُمْ حَائِزُونَا 
 ٣٤٤- ونَحْنُ التَّابِعُوْنَ لَهُ، وأَوْلَى
بِهِ مِنْكُمْ، لَعَمْرِيْ، التَّابِعُونَا
٣٤٥- دَعَانَا يَوْمَ أَذَّنَ فَاسْتَجَبْنَا
بِأَنْ لَبَّيْكَ، لَمَّا أَنْ دُعِيْنَا 
 ٣٤٦- وإِنْ تَفْخَرْ بِبُرْدَيْهِ نِزَارٌ
فَنَحْنُ بِهِ عَلَيْكُمْ فَاخِرُونَا 
 ٣٤٧- وإِنْ كَانُوا بَنِيْهِ فَنَحْنُ أَوْلَى
لأَنَّا التَّابِعُونَ العَاضِدُونَا 
 ٣٤٨- وقَدْ يَزْهُو بِبُرْدِ مُحَرِّقٍ، مِنْ
تَمِيْمٍ، وَهْوَ مِنَّا، البَهْدَلُونَا 
 ٣٤٩- وهُمْ نَادَوا رَسُولَ اللهِ يَوْمًا
مِنَ الحُجُرَاتِ غَيْرَ مُوَقِّرِيْنَا 
 ٣٥٠- ويَفْخَرُ بالدُّخُوْلِ عَلَى بَنِيْهِ
أُمَيَّةُ رَيِّسُ المُتَدَعْمِصِيْنَا 
 ٣٥١- ويَعْلُوْ قُسُّكُمْ بِالفَخْرِ لَمَّا
رَأَى مِنَّا المُلُوْكَ البَاذِخِيْنَا 
 ٣٥٢- وطَالَ بِكَفِّ ذِيْ جَدَنٍ عَلَيْكُمْ
وكَانَ مِنَ المُلُوْك الوَاسِطِيْنَا 
 ٣٥٣- فَدَلَّ بِأَنَّكُمْ لَمَّا تَكُوْنُوا
بِكَفٍّ لِلْمُلُوْكِ مُصَافِحِيْنَا 
 ٣٥٤- وتَفْخَرُ بالرِّدَافَةِ مِنْ تَمِيْمٍ
رِيَاحٌ، دَهْرَهُمْ، والدَّارِمُونَا 
 ٣٥٥- وقَدْ طَلَبَ ابْنُ صَخْرٍ يَوْمَ قَيْظٍ
إِلَى عَبْدِ الكَلالِ بِأَنْ يَكُونَا 
 ٣٥٦- لَهُ رِدْفًا، فَقَالَ لَهُ: تُرَانَا
[نَكُوْنُ] لِذِي التِّجَارَةِ مُرْدِفِيْنَا؟ 
 ٣٥٧- فَقَالَ: فَمُنَّ بِالنَّعْلَيْنِ، إِنِّيْ
رَمِيْضٌ، قَالَ: لَسْتُمْ تَحْتَذُونَا، 
 ٣٥٨- حِذَاءَ مُلُوْكِ ذِيْ يَمَن، ٍ ولَكِنْ
تَفَيَّأْ، إِنَّنَا لَكَ رَاحِمُونَا 
 ٣٥٩- ونَحْنُ بُنَاةُ بَيْتِ اللهِ قِدْمًا
وأَهْلُ وُلاتِهِ والسَّادِنُونَا 
 ٣٦٠- وخيْفَ مِنًى مَلَكْنَاهُ وجَمْعًا
ومُشْتَبَكَ العَتَائِرِ والحُجُونَا 
 ٣٦١- ومُعْتَلَمَ المَوَاقِفِ مِنْ إِلالٍ
بِحَيْثُ تَرَى الحَجِيْجَ مُعَرِّفِيْنَا 
 ٣٦٢- فَصَاهَرَنَا قُصَيٌّ، ثُمَّ كُنَّا
إِلَيْهِ بالسِّدَانِةِ، عَاهِدِيْنَا 
 ٣٦٣- وأَصْرَخَهُ رِزَاحٌ في جُمُوْعٍ
لِعُذْرَةَ في الحَدِيْدِ مُقَنَّعِيْنَا 
 ٣٦٤- فَكَاثَرَ في الجَمِيْعِ بِهِمْ خُزَاعًا
فَأَجْذَمَ بِاليَسَارِ لَنَا اليَمِيْنَا 
 ٣٦٥- ولَوْلاَ ذَاكَ مَا كَانَتْ بِوَجْهٍ
خُزَاعَةُ في الجَمِيْعِ مُكَاثَرِيْنَا 
 ٣٦٦- ولا فَخْرٌ لِعَدْنَانٍ عَلَيْنَا
بِمَا كُنَّا [لَهُمْ] بِهِ مُتْحِفِيْنَا 
 ٣٦٧- ومَا كُنّا لَهُمْ، مِنْ غَيْرِ مَنٍّ،
طِلاَبَ الشُّكْرِ مِنْهُمْ، واهِبِيْا 
 ٣٦٨- ونَحْنُ غَدَاةَ بَدْرٍ قَدْ تَرَكْنَا
قَبِيْلاً في القَلِيْبِ مُكَبْكَبِيْنَا 
 ٣٦٩- ويَوْمَ جَمَعْتُمُ الأَحْزَابَ كَيْمَا
تَكُونُوا لِلْمَدِيْنَةِ فَاتِحِيْنَا 
 ٣٧٠- فَسَالَ ابْنُ الطُّفَيْلِ وُسُوْقَ تَمْرٍ
يَكُوْنُ بِهَا عَلَيْكُمْ مُسْتَعِيْنَا 
 ٣٧١- فَقُلْنَا: رَامَ ذَاكَ بَنُو نِزَارٍ،
فَمَا كَانُوا عَلَيْهِ قَادِرِيْنَا 
 ٣٧٢- وإِنْ طَلَبُوا القِرَى والبَيْعَ مِنَّا،
فَإِنَّا واهِبُونَ ومُطْعِمُونَا 
 ٣٧٣- فَلَمَّا أَنْ أَبَوا إِلاَّ اعْتِسَافًا
وأَضْحَوا بِالإِتَاوَةِ طَامِعِيْنَا 
 ٣٧٤- فَلَيْنَا هَامَهُمْ بِالبِيْضِ، إِنَّا
كَذَلِكَ لِلْجَمَاجِمِ مُفْتَلُونَا 
 ٣٧٥- وذَاكَ المُوْعِدُ الهَادِيْ بِخَيْلٍ
وفِتْيَانٍ عَلَيْهَا عَامِرِيْنَا 
 ٣٧٦- فَقَالَ المُصْطَفَى: يَكْفِيْهِ رَبِّيْ
وأَبْنَاءٌ لِقَيْلَةَ حَاضِرُونَا 
 ٣٧٧- ومَا إِنْ قَالَ: تَكْفِيْهِ قُرَيْشٌ،
ولاَ أَخَوَاتُهَا المُتَمَضِّرُونَا 
 ٣٧٨- وأَفْنَيْنَا قُرَيْظَةَ إِذْ أَخَلُّوا
وأَجْلَيْنَا النَّضِيْرَ مُطَرَّدِيْنَا 
 ٣٧٩- وسِرْنَا نَحْوَ مَكَّةَ يَوْمَ سِرْنَا
بِصِيْدٍ دَارِعِيْنَ وحَاسِرِيْنَا 
 ٣٨٠- فَأَقْحَمْنَا اللِّوَاءَ بِكَفِّ لَيْثٍ
فَقَالَ ضِرَارُكُمْ مَا تَعْرِفُونَا 
 ٣٨١- فَآثَرَنَا النَّبِيُّ بِكُلِّ فَخْرٍ،
وسَمَّانَا إلَهِي المُؤْثِرِيْنَا 
 ٣٨٢- وحَانَ بِنَا مُسَيْلِمَةُ الحَنِيْفِيْ
يُ، إِذْ سِرْنَا إِلَيْهِ مُوْفِضِيْنَا 
 ٣٨٣- وزَارَ الأَسْودَ العَنْسِيَّ قَيْسٌ
بِجَمْعٍ مِنْ غُطَيْفٍ مُرْدِفِيْنَا 
 ٣٨٤- فَعَمَّمَ رَأَسَهُ بِذُبَابِ عَضْبٍ
فَطَارَ القَحْفُ يَسْمَعُهُ حَنِينَا 
 ٣٨٥- وهَلْ غَيرُ ابْنِ مَكْشَوحٍ هُمَامٌ
نَكُونُ بِهِ مِنَ المُتَمَرِّسِيْنَا 
 ٣٨٦- وطَارَ طُلَيْحَةُ الأَسَدِيُّ لَمَّا
رآنَا لِلصَّوَارِمِ مُصْلِتِيْنَا 
 ٣٨٧- ونَحْنُ الفَاتِحُونَ لأَرْضِ كِسْرَى
وأَرْضِ الشَّامِ غَيْرَ مُدَافَعِيْنَا 
 ٣٨٨- وأَرْضِ القَيْرَوَانِ إلى فِرَنْجَا
إِلَى السُّوْسِ القَصِيِّ مُغَرِّبِيْنَا 
 ٣٨٩- وجَرْبِيَّ البِلادِ فَقَدْ فَتَحْنَا
وسِرْنَا في البِلادِ مُشَرِّقِيْنَا 
 ٣٩٠- كَأَنَّا نَبْتَغِيْ مِمَّا وَغَلْنَا
ورَاءَ الصِّيْنِ، في الشَّرْقِيِّ، صِيْنَا 
 ٣٩١- وغَادَرْنَا جَبَابِرَهَا جَمِيْعًا
هُمُوْدًا في الثَّرَى، ومُصَفَّدِيْنَا 
 ٣٩٢- وتَابِعَهُمْ يُؤَدِّيْ كُلَّ عَامٍ
إِلَيْكُمْ مَا فَرَضَنَا مُذْعِنِيْنَا 
 ٣٩٣- وآزَرْنَا أَبَا حَسَنٍ عَلِيًّا
عَلَى المُرَّاقِ بَعْدَ النَّاكِثِيْنَا
٣٩٤- وصَارَ إِلَى العِرَاقِ بِنَا، فَسِرْنَا
كَمِثْلِ السَّيْلِ نَحْطِمُ مَا لَقِيْنَا 
 ٣٩٥- عَلَيْنَا اللأْمُ لَيْسَ يَبِيْنُ مِنَّا
بِهَا غَيْرُ العُيُونِ لِنَاظِرِيْنَا 
 ٣٩٦- فأَرْخَصْنَا الجَمَاجِمَ يَوْمَ ذَاكُمْ
ومَا كُنَّا لَهُنَّ بِمُثْمِنِيْنَا 
 ٣٩٧- وأَجْحَفْنَا بِضَبَّةَ يَوْمَ صُلْنَا
فَصَارُوا مِنْ أَقَلِّ الخِنْدِفِيْنَا 
 ٣٩٨- وطَايَرْنَا الأَكُفَّ عَلَى خِطَامٍ
فَمَا شَبَّهْتُهَا إِلاَّ القُلِيْنَا 
 ٣٩٩- وعَنَّنَّا الخُيُوْلَ إِلَى ابْنِ هِنْدٍ
نُطَالِبُ نَفْسَهُ أَوْ أَنْ يَدِيْنَا 
 ٤٠٠- وظَلْنَا نَفْتِلُ الزَّنْدَيْنِ حَتَّى
[أَ] طَارَا ضَرْمَةً لِلْمُضْرِمِيْنَا 
 ٤٠١- ورَوَّحْنَا عَلَيْهَا بِالعَوَالِي
وبِيْضِ الهِنْد، فَاسْتَعَرَتْ زَبُوْنَا 
 ٤٠٢- ونَادَيْنَا: مُعَاوِيَةُ، اقْتَرِبْنَا
بِجَمْعِكَ، إِنَّنَا لَكَ مُوقِدُونَا 
 ٤٠٣- فَصَدَّ بِوَجْهِهِ عَنَّا كَأَنَّا
سَأَلنَاهُ شَهَادَةَ مُزْوِرِيْنَا 
 ٤٠٤- وحَامَتْ دُوْنَهُ جَمَرَاتُ قَوْمِيْ
ومِنْ دُوْنِ الوَصِيِّ مُحَافِظِيْنَا 
 ٤٠٥- فَأَبْهَتْنَا نِزَارًا بِالَّذِيْ لَمْ
يَكُونُوا في الوَقَائِعِ يَعْرِفُونَا 
 ٤٠٦- فَطَارَ فُؤَادُ أَحْنَفِكُمْ فَوَلَّى
بِبَعْضِ تَمِيْمَ عَنَّا، مُرْعَبِيْنَا 
 ٤٠٧- ويَوْمَ النَّهْرَوَانِ، فَأَيَّ يَوْمٍ
فَلَلْنَا فِيهِ نَابَ المَارِقيْنَا 
 ٤٠٨- ولاَقَى مُصْعَبٌ بِالدَّيْرِ مِنَّا
شَبَاةَ مُذَلَّقٍ، بَتَكَ الوَتِيْنَا 
 ٤٠٩- وإِنَّا لَلأُولَى بِالمَرْجِ مِلْنَا
عَلَى الضَّحَّاكِ والمُتَقَيِّسِيْنَا 
 ٤١٠- ووَلَّى، خَوْفَنَا، زُفَرٌ طَرِيْدًا
بِرَاهِطَ، والأَحِبَّةُ مُقْعَصُونَا 
 ٤١١- وقَوَّمْنَا أُمَيَّةَ فاسْتَقَامَتْ
وكَانُوا قَبْلَهَا مُتَأَوِّدِيْنَا 
 ٤١٢- فَلَمَّا رَفَّعُوا مُضَرًا عَلَيْنَا
جَعَلْنَا كُلَّهُمْ في الأسْفَلِيْنَا 
 ٤١٣- وقُلْنَا: الهَاشِمُونَ أَحَقُّ مِنْكُمْ،
ونَحْنُ لَهُمْ عَلَيْكُمٍ مائِلُونَا 
 ٤١٤- فَقَامَ بِنَصْرِهِمْ مِنَّا جُدَيْعٌ
وكَانَ لِحَرْبِهِمُ حِصْنًا حَصِيْنَا 
 ٤١٥- وقَحْطَبَةُ الهُمَامُ، هُمَامُ طَيْئٍ
ومَا المُسْلِيُّ عَامِرُ مِنْهُ دُوْنَا 
 ٤١٦- شَفَى بِالزَّابِ مِنْ مَرْوَانَ غَيْظًا
وغَادَرَهُ بِبُوْصِيْرٍ رَهِيْنَا 
 ٤١٧- وأَثْكَلْنَا زُبَيْدَةَ مِنْ فَتَاهَا
وغِلْنَاهَا مُحَمَّدَهَا الأَمِيْنَا 
 ٤١٨- وأرْدَيْنَا الوَلِيْدَ بِقَرْمِ قَسْرٍ
ولَمْ نَكُ فِيْهِ ذَاكُمْ مُرْتَضِيْنَا 
 ٤١٩- ورُبَّ فَتًى أَزَرْنَاهُ شَعُوْبًا
إِذَا يُدْعَى أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَا 
 ٤٢٠- وجَدَّعْنَا بَنِيْ مَطَرٍ بِمَعْنٍ
ونَحْنُ بِمِثْلِ ذَلِكَ جَادِعُونَا 
 ٤٢١- سَمَا مِنْ حَضْرَمَوتَ لَهُ ابْنُ عَمْرٍو
يُطَالِبُ مِنْ بَنِيْ مَطَرٍ دُيُونَا 
 ٤٢٢- فَحَيَّرَهُ بِبُسْتَ لَهُمْ ووَلَّى
وكَانَ بِهَا ابْنُ زَائِدَةٍ قَمِيْنَا 
 ٤٢٣- وفي يَوْمِ البصيرةِ يَوْمَ ثَارَتْ
وفِتْنَةِ مِصْرَ، كُنَّا القَائِدِيْنَا 
 ٤٢٤- وأَيَامُ الدَّيَالِمِ، نَحْنُ كُنَّا،
وقَزْوِيْنٍ، لِكُلٍّ قَامِعِيْنَا 
 ٤٢٥- ونَحْنُ لِكُلِّ حَيٍّ، مُنْذُ كُنَّا،
إذَا خَافَ المَهَالِكَ عَاصِمُونَا 
 ٤٢٦- كَعِصْمَتِنَا رَبِيْعَةَ يَوْمَ طَالَتْ
عَلَى إخْوَانِهَا بالحِلْفِ فِيْنَا 
 ٤٢٧- وصَارُوا في تَعَاظُمِهِ لَدَيْهِمْ
بِهِ في الشِّعْرِ دَأْبًا يَفْخَرُونَا 
 ٤٢٨- وقَدْ جَعَلَتْ مَعَدُّ الصِّهْرَ مِنَّا
لَهُمْ فَخْرًا بِهِ يَتَطَاوَلُونَا 
 ٤٢٩- بِذَا نَطَقَ القَرِيْضُ لِمُعْظَمِيْهِمْ
وكُنَّا فِيْهِ مِنْكُمْ زَاهِدِيْنَا 
 ٤٣٠- وقَدْ طَلَبَتْ تَمِيْمٌ صِهْرَ جارٍ
لَهُمْ مِنّا فَأَضْحَوا مُبْعَدِيْنا 
 ٤٣١- وما كانُوا لِغَسّانٍ بِكُفْءٍ
لِرَبّاتِ الحِجالِ مُقَدَّمِيْنا 
 ٤٣٢- ونَحْنُ النَّاكِحُونَ إِلَى عَدِيٍّ
كَرَائِمَهُ، ونِعْمَ المُنْكَحُونَا 
 ٤٣٣- فأَمْهَرْنَا الَّذِيْ جَعَلُوْهُ فِيهِمْ
رِضًا لِجَمِيعِهِمْ مَسْكًا دَهِيْنَا 
 ٤٣٤- ولَمَّا يَجْنِ جَانِيْكُمْ عَلَيْنَا
فَيَقْصِدَ غَيْرَنَا في المُعْرِبِيْنَا 
 ٤٣٥- فَمِنْ لَخْمٍ إِلَى غَسَّانَ يَجْرِي
ومِنْ غَسَّانَ في لَخْمٍ لَعِيْنَا 
 ٤٣٦- يُنَقِّلُ وِلْدَهُ كَجِرَاءِ كَلْبٍ
يُنَقِّلُها حِذَارَ الرَّاجِمِيْنَا 
 ٤٣٧- ونَحْنُ الوَاهِبُوْنَ الدِّرْعَ قَيْسًا
ومَا كُنَّا لِشَيْءٍ خَازِنِيْنَا 
 ٤٣٨- فَلَمْ تَعْظُمْ لَدَيْنَا، واسْتَثَرْتُمْ
بِهَا مَا بَيْنَكُمْ شَرًّا مُهِيْنَا 
 ٤٣٩- وعُدَّ بِهَا الرَّبِيْعُ رَبِيْعُ عَبْسٍ
إِذَا افْتَخَرُوا بِهَا في السَّارِقِيْنَا 
 ٤٤٠- ونَحْنُ الوَاهِبُو الصَّمْصَامِ يَوْمَا
لِبَعْضِ سَمَادِعِ المُتَعَبْشِمِيْنَا 
 ٤٤١- فَآلَتْ حَالُهُ في النُّسْكِ فِيْهِمْ
وكَانَ بِنَا مِنَ المُتَمَرِّدِيْنَا 
 ٤٤٢- ورُبَّ خَزَايَةٍ فِيْكُمْ كَنَيْنَا
تُشَقُّ بِهَا رُؤُوسُ السَّامِعِيْنَا
٤٤٣- يُنَبِّهُ شِعْرُ حَسَّانٍ عَلَيْهَا
إِذَا أَنْشَدْتُمُوهُ القَاطِنِيْنَا 
 ٤٤٤- وقَدْ قَالَ النَّبِىُّ لَهُ: أجِبْهُمْ
تَجِدْ رُوْحَ الهُدَى فِيهِ مُعِيْنَا 
 ٤٤٥- فَقَوْلُكَ كالعَذَابِ يُصَبُّ صَبًّا
عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ومُعْتِمِيْنَا 
 ٤٤٦- ودُونَكَ مِنْ أَبي بَكْرٍ هَنَاتٍ
تَرُدُّ بِهَا نِزَارًا خَامِلِيْنَا 
 ٤٤٧- فَعَيَّرَكُمْ بِرَايَاتِ البَغَايَا
ومَا كُنْتُمْ قَدِيْمًا تَمْهَنُونَا 
 ٤٤٨- وخَبَّرَ أَنَّ قَوْمًا نَسْلُ قِبْطٍ
وأَقْوَامًا سُلاَلَةُ أَسْوَدِيْنَا 
 ٤٤٩- وأَلْحَقَ سَاقِطًا ونَفَى سِوَاهُ
فَأَلْحَقَهُ بِقَوْمٍ أَبْعَدِيْنَا 
 ٤٥٠- وأَخْبَرَ بِاللَّقِيْطِ بِمَا عَلِمْتُمْ
ولَمْ نَكُ غَيْرَ حَقٍّ قَائِلِيْنَا 
 ٤٥١- ومِنْكُمْ ذُو الخُوَيْصِرَةِ المُنَادِيْ
رَسُولَ اللهِ عَدْلَ القَاسِمِيْنَا 
 ٤٥٢- وسَيِّدُكُمْ عُيَيْنَةُ قَدْ عَلِمْتُمْ
يُعَدُّ بِحُمْقِهِ في المُرْضَعِيْنَا 
 ٤٥٣- وسَيِّدُ مِنْقَرٍ لَمَّا تَزَعْهُ
حِجَاهُ عَنْ خِلاَلِ الطَامِعِيْنَا 
 ٤٥٤- وقَدْ نَهبَ الزَّكَاةَ، وقَالَ يَهْجُو
أَبَا بَكْرٍ، فَمَا أَضْحَى مَشِيْنَا 
 ٤٥٥- وأَحْبَلَ بِنْتَهُ، والبِدْعَ يُدْعَى
وغَادَرَ مِنْقَرًا في المُرْتَدِيْنَا 
 ٤٥٦- وأَقْرَعُ، وابْنُ ضَمْرَةَ، رَيِّسَاكُمْ
فَذَا فَدْمٌ، وذَا في المُرتَشِيْنَا 
 ٤٥٧- وبَعْضُ بَنِي أَبي ذِبَّانَ مِنْكُمْ
فَكَانَ يُعَدُّ رَأْسَ الأَحْمَقِيْنَا 
 ٤٥٨- وأَظْهَرَتِ القَصَائِدُ مِنْ وَلِيْدٍ
عَظِيْمَ الكُفْرِ لِلْمُتَوَسِّمِيْنَا 
 ٤٥٩- ووافِدُ ضَبَّةٍ نَحْوَ ابْنِ هِنْدٍ
فَمِنْ أُعْجُوبَةِ المُتَعَجِّبِيْنَا 
 ٤٦٠- ونُوْكًا لَسْتُ أُحْصِيْهِمْ إِلَيْكُمْ
وقَدْ كَذَبُوا بِطَيْئٍ يَنْتَمُونَا 
 ٤٦١- وفِيْنَا الحِكْمَةُ الغَرَّاءُ تَطْمُو
عَلَى أفْوَاهِنَا مُتَكَلِّمِيْنَا 
 ٤٦٢- وإِيْمَانُ القُلُوبِ وكُلُّ صِدْقٍ
ورُكْنُ البَيْتِ لِلْمُتَيَمِّنِيْنَا 
 ٤٦٣- وقَدْ قَالَ النَّبِيُّ: أَمَا رَضِيْتُمْ
بِأَنْ تُضْحِيْ نِزَارٌ غَانِمِيْنَا 
 ٤٦٤- بِشَاءٍ أَوْ بِعِيْرٍ أَوْ عَبِيْدٍ،
وأَنْتُمْ بِي الغُدَيَّةَ تَذْهَبُونَا 
 ٤٦٥- وأَنْتُمْ في الدَّناةِ أَقَلُّ قَوْمٍ
وفي الهَيْجَاءِ ـ عِلْمِيَ ـ تَكْثُرُونَا 
 ٤٦٦- وقَالَ اللهُ لَمَّا أَنْ كَفَرْتُمْ
وكُنْتُمْ عَنْ كِتَابِهِ تَنْفرُونَا 
 ٤٦٧- لَقَدْ وَكَّلْتُ بِالإِيْمَانِ قَوْمًا،
فَكُنَّاهُمْ، ولَيْسَ بِكَافِرِيْنَا 
 ٤٦٨- فَخَلُّوا الفَخْرَ، يَا عَدْنَانُ، لَسْتُمْ
ـ وقَدْ رُحْنَا بِأَحْمَدَ ـ تَحْسُنُونَا 
 ٤٦٩- وكَيْفَ يُعَدُّ مِثْلَكُمُ، وأَنْتُمْ
بِقَوْلِ إِلَهِنَا المُسْتَضْعَفُونَا؟ 
 ٤٧٠- سَوَاءٌ كُنْتُمُ أَوْ لَمْ تَكُونُوا
عَلَى الدُّنْيَا، فَكَيْفَ تَفَخَّمُوْنَا؟ 
 ٤٧١- ولَسْتُمْ لِلْمُسَائِلِ أَهْلَ نَفْعٍ
ولَسْتُمْ لِلْمُبَايِنِ ضَائرِيْنَا 
 ٤٧٢- ونَحْنُ النَّاحِتُوْنَ الصَّخْرَ قِدْمًا
مَسَاكِنَ فُسْحَةٍ، والشَّائِدُونَا 
٤٧٣ كَغُمْدَانَ المُنِيْفِ وقَصْرِ هَكْرٍ
وبَيْنُونَ المُنِيْفَةِ مُحْكِمِيْنَا 
 ٤٧٤- وصِرْواحٌ، ومَأْرِبُ نَحْنُ شِدْنَا
عَلَيْهَا بِالرُّخَامِ مُعَمِّدِيْنَا 
 ٤٧٥- فَأَهْلَكَهَا الإِلَهُ بِبَثْقِ سَيْلٍ
ونَجَّانَا فَلَمْ نَكُ مُهْلَكِيْنَا 
 ٤٧٦- وأَهْلَكَ مَنْ عَصَاهُ مِنْ سِوَانَا
بِأَنْوَاعِ البَلاَءِ مُبَاكَرِيْنَا 
 ٤٧٧- وقَالَ لَنَا اشْكُرُوني واحْمَدُوْني،
فَإِنِّي غَافِرٌ مَا تَجْرَحُونَا 
 ٤٧٨- وقَالَ لِغَيْرِنَا كُونُوا عَلَى مَا
زَوَيْتُ إِلَى سِوَاكُمُ صَابِرِيْنَا 
 ٤٧٩- وقَصْرَ ظَفَارِ قَدْ شِدْنَا قَدِيْمًا
وبَعْدَ بَرَاقِشٍ شِدْنَا مَعِيْنَا 
 ٤٨٠- وأَنْكَحْنَا بِبِلْقِيْسٍ أَخَانَا
ومَا كُنَّا سِوَاهُ مُنْكِحِيْنَا 
 ٤٨١- ولَمْ نَطْلُبْ بِذِي بَتْعٍ بَدِيْلاً
ولَوْ أَنَّا بِتَنْزِيْلٍ أُتِيْنَا 
 ٤٨٢- وكَانَ لَهَا بِقَوْلِ اللهِ عَرْشٌ
عَظِيمٌ، والبَرِيَّةُ مُقْتَوِيْنَا 
 ٤٨٣- وشِدْنَا نَاعِطًا في رَأْسِ نِيْقٍ
وكُنَّا لِلْخَوَرْنَقِ شَائِدِيْنَا 
 ٤٨٤- ونَصَّبْنَا عَلَى يَأْجُوْجَ رَدْمًا
فَمَا كَانُوا عَلَيْهِ ظَاهِرِيْنَا 
 ٤٨٥- بِلِبْنٍ مِنْ حَديدٍ بَيْنَ قِطْرٍ
ونَحْنُ الآنَ فِيهِ حَارِسُونَا 
 ٤٨٦- وخَوَّلْنَا النَّجَائِبَ نَمْتَطِيْهَا
فَذَلَّتْ بَعْدَنَا لِلْمُمْتَطِيْنَا 
 ٤٨٧- ومِنَّا سِرُّهَا في آلِ كَلْبٍ
ومَهْرَةَ قَصْرُهُ، والدَّاعِرِيْنَا 
 ٤٨٨- وفِيْنَا العَيْشُ رَاخٍ، وَهْوَ فِيكُمْ
أَعَزُّ مِنَ الشِّفَاءِ لِمُسْقَمِيْنَا 
 ٤٨٩- تَظَلُّوْنَ النَّهَارَ عَلَى لَبِيْنٍ
وطُوْلَ اللَّيْلِ عَنْهُ مُخْمَصَيْنَا 
 ٤٩٠- وقَدْ قَالَ ابْنُ ظَالِمَ: كَمْ تَرَانَا
لآِثَارِ السَّحَائِبِ نَاجِعِيْنَا 
 ٤٩١- وقَالَ لَكُمْ أَبَو حَفْصٍ: أَلا قَدْ
عَرَفْنَا طِيْبَ عَيْشِ العَائِشِيْنَا
٤٩٢- لُبَابَ البُرِّ يَكْسُوهُ، ثَرِيْدًا،
صِغَارُ المَعْزِ، واللَّبَنَ الحَقِيْنَا 
 ٤٩٣- وقَالَ مُتَمِّمٌّ يَحْكِي أَخَاهُ
ويَنْعَتُهُ لِبَعْضِ السَّائِلِيْنَا 
 ٤٩٤- بِشَمْلَتِهِ الفَلُوْتِ عَلَى ثَفَالٍ
فُوَيْقَ مَزَادَةٍ لِلْمُسْتَقِيْنَا 
 ٤٩٥- وقَالَ مُنَخِّلٌ يَحْكِي غِنَاهُ
ويَحْسِبُ أَنَّهُ في المَالِكِيْنَا: 
 ٤٩٦- أَنَا رَبُّ الشُّوَيْهَةِ في بِجَادِيْ،
ورَبُّ النِّضْوِ بَيْنَ الظَّاعِنِيْنَا 
 ٤٩٧- وأَعْظَمُ سَيِّدٍ فِيْكُمْ يُفَادَى
بِعُشْرِ فِدَاءِ أشْعَثَ، تَعْلَمُونَا 
 ٤٩٨- وأشْعَثُ لَيْسَ أَرْفَعَ ذِيْ يَمَانٍ
ومَا هُوَ إِنْ عَدَدْتُ مِنَ الذَّوِيْنَا 
 ٤٩٩- ومَا قَادَتْ يَمِيْنُ أَبي تُرَابٍ
بِغَيْرِهِ، مِخْطَمَ المُتَيَمِّنِيْنَا 
 ٥٠٠- وهَرْوَلَ يَوْمَ صِفِّيْنٍ عَجُولاً
فَسَارَ العَسْكَرَانِ مُهَرْوِلِيْنَا 
 ٥٠١- لإِعْظَامِ الجَمِيْعِ لَهُ فَلَمَّا
تَوَقَّفَ وَقَّفُوا، لا يَحْرُكُونَا 
 ٥٠٢- وكُنْتُمْ بَيْنَ عَابِدِ مَا هَوِيْتُمْ
وبَيْنَ زَنَادِقٍ ومُمَجِّسِيْنَا 
 ٥٠٣- كَآلِ زُرَارَةٍ نَكَحُوا بِجَهْلٍ
بَنَاتِهِمُ، بِكِسْرَى مُقْتَدِيْنَا 
 ٥٠٤- ونَبَّوا مِنْهُمُ أُنْثَى، وقَالُوا:
نَكُونُ بِهَا الذُّكُوْرَةَ مُشْبِهِينَا 
 ٥٠٥- وضَارِطُهُمْ فَلَمْ يَخْجَلْ، ولَمَّا
يَكُنْ لِنَشِيْدِهِ مِ القَاطِعِيْنَا 
 ٥٠٦- ولاَ تَنْسَوا طِلاَبَ هُذَيْلَ مِنْكُمْ
لِتَحْلِيْلِ الزِّنَا مُسْتَجْهِدِيْنَا 
 ٥٠٧- وبَكْرًا يَوْمَ بَالُوا في كِتَابٍ
أَتَى مِنْ عِنْدِ خَيْرِ المُنْذِرِيْنَا 
 ٥٠٨- وكَانَتْ عَامِرٌ [بِكِتَابِ] حَقٍّ
أَتَى مِنْهُ لِدَلْوٍ رَاقِعِيْنَا 
 ٥٠٩- وعُكْلٌ يَوْمَ أَشْبَعَهُمْ فَتَرُّوا
بِرِسْلِ لِقَاحِهِ مُتَغَبِّقِيْنَا 
 ٥١٠- فَكَافَوْهُ بِأَنْ قَتَلُوا رِعَاهُ
وشَلُّوْهُنَّ شَلاًّ مُسْرِعِيْنَا 
 ٥١١- ونَحْنُ بِصَالِحٍ، والجَدِّ هُوْدٍ،
وذِي القَرْنَيْنِ، والمُتَكَهِّفِيْنَا، 
 ٥١٢- وفَيْصَلِ مُرْسَلِيْ رَبِّيْ، شُعَيْبٍ،
وذِيْ الرَّسِّ ابْنِ حَنْظَلَ، فَاخِرُونَا 
 ٥١٣- وبِالسَّعْدَيْنِ سَعْدٍ ثُمَّ سَعْدٍ
وعَمَّارِ بْنِ يَاسِرَ طَائِلُوْنَا 
 ٥١٤- ولُقْمَانُ الحَكِيْمُ فَكانَ مِنَّا
ومَوْلَى القَوْمِ في عِدْلِ البَنِيْنَا 
 ٥١٥- ومِنَّا شِبْهُ جِبْرِيْلٍ، ومِنْكُمْ
سُرَاقَةُ شِبْهُ إِبْلِيسٍ يَقِيْنَا 
 ٥١٦- بِبَدْرٍ يَوْمَ وَلَّى لَيْسَ يُلْوِيْ
عَلَى العَقِبَيْنِ أُوْلَى النَّاكِصِيْنَا 
 ٥١٧- ومِنَّا زَيْدٌ المَشْهُوْرُ بِاسْمٍ
مِنَ التَّنْزِيْلِ بَيْنَ العَالَمِيْنَا 
 ٥١٨- ورِدْفُ المُصْطَفَى مِنَّا ومِنَّا
فَأَنْصَارٌ لَهُ ومُهَاجِرُونا 
 ٥١٩- ومِنَّا ذُو اليَمِيْنَيْنِ الخُزَاعِيْ
وذُو السَّيْفَيْن خَيْرُ المُصْلِتِيْنَا 
 ٥٢٠- ومِنَّا ذُو الشِّمَالَيْنِ المُحَامِي
وذُو العَيْنَيْنِ عُجْبَ النَّاظِرِيْنَا 
 ٥٢١- وذُو التَّمَرَاتِ مِنَّا، ثُمَّ حُجْرٌ،
وخَبَّابٌ إمَامُ المُوقِنِيْنَا 
 ٥٢٢- وذُو الرَّأْيِ الأَصِيْلِ، وكَانَ مِنَّا
خُزَيْمَةُ عِدْلُ شَفْعِ الشَّافِعِيْنَا 
 ٥٢٣- ومِنَّا أَقْرَأُ القُرَّا أُبَيٌّ
ومِنَّا بَعْدُ رَأْسُ الفَارِضِيْنَا 
 ٥٢٤- ومِنَّا مَنْ تَكَلَّمَ بَعْدَ مَوْتٍ
فَأَخْبَرَ عَنْ مَصِيْرِ المَيِّتِيْنَا 
 ٥٢٥- وأَوَّلُ مَنْ بِثُلْثِ المَالِ أَوْصَى
لِيُفْرَقَ بَعْدَهُ في المُقْتِرِيْنَا 
 ٥٢٦- ومَنْ أُرِيَ الأَذَانَ، وكَانَ مِنَّا
مُعَاذٌ رَأْسُ رُسْلِ المُرْسَلِيْنَا 
 ٥٢٧- ومِنَّا مَنْ رَأَى جِبْرِيْلَ شَفْعًا
ومِنَّا في النَّبِيِّ الغَائِلُونَا 
 ٥٢٨- ومِنَّا مَنْ أَبَرَّ اللهُ رَبِّي
لَهُ قَسَمًا، وقَلَّ المُقْسِمُونَا 
 ٥٢٩- ومَنْ بَسَطَ النَّبِيُّ لَهُ رِدَاءً
وأَوْصَاكُمْ بِهِ لِلسَّيِّدِيْنَا 
 ٥٣٠- ومِنَّا ذُو المُخَيْصِرَةِ بْنُ غُنْمٍ
ومِنَّا لِلْقُرَانِ الحَافِظُونَا 
 ٥٣١- ومِنَّا المُكْفَنُونَ، وذَاكَ فَخْرٌ
بِقُمْصِ المُصْطَفَى، إِذْ يُدْفَنُونَا 
 ٥٣٢- كَصَيْفِيِّ بْنِ سَاعِدَ، وابْنِ قَيْسٍ
وعَبْدِ اللهِ رَأْسِ الخَزْرَجِيْنَا 
 ٥٣٣- ومَا ابْنُ أَبِيْ سَلُوْلٍ ذَا نِفَاقٍ
فَإِنْ قُلْتُمْ: بَلَى، فَاسْتَخْبِرُونَا 
 ٥٣٤- أَلَيْسَ القَوْلُ يُظْهِرُ كُلَّ سِرٍّ
لَهُ كُلُّ الخَلاَئِقِ كَاتِمُونَا؟ 
 ٥٣٥- ونَحْنُ نَرَاهُ عَاذَ بِمَا يُصَالِي
بِجِلْدِ الهَاشِمِيِّ، ولَنْ يَكُونَا 
 ٥٣٦- بِغَيْرِ حَقِيقَةٍ إِلاَّ شَقَقْنَا
لَكُمْ عَنْ قَلْبِهِ تَسْتَيْقِنُونَا 
 ٥٣٧- كَمَا قَدْ قَال أَحْمَدُ لابْنِ زَيْدٍ
لِقَتْلِ فَتًى مِنَ المُسْتَشْهِدِيْنَا: 
 ٥٣٨- فَلَوْلاَ إذْ شَكَكْتَ شَقَقَتَ عَنْهُ
فَتَعْلَمَ أَنَّهُ في الكَافِريْنَا 
 ٥٣٩- وفِيْنَا مَسْجِدُ التَّقْوَى، وفِيْنَا
إذَا اسْتَنْجَيْتُمُ المُتَطَهِّرُونَا 
 ٥٤٠- ومِنَّا الرَّائِشَانِ، وذُو رُعَيْنٍ
ومَنْ طَحَنَ البِلادَ لأَنْ تَدِيْنَا
٥٤١- وقَادَ الخَيْلَ لِلظُّلُمَاتِ تَدَمَى
دَوَابِرُهَا لِكَثْرَةِ مَا وَجِيْنَا 
 ٥٤٢- يُطَرِّحْنَ السِّخَالَ بِكلُِّ نَشْزٍ
خِدَاجًا لَمْ تُعَقَّ لِمَا لَقِيْنَا 
 ٥٤٣- طَوَيْنَ الأَرْضَ طُوْلاً بَعْدَ عَرْضٍ
وهُنَّ بِهَا، لَعَمْرُكَ، قَدْ طُوِيْنَا 
 ٥٤٤- فَهُنَّ لَوَاحِقُ الأَقْرَابِ قُبٌّ
كَأَمْثَالِ القِدَاحِ إذَا حُنِيْنَا 
 ٥٤٥- يَطَأنَ عَلَى نُسُوْرٍ مُفْرَجَاتٍ
لِلَقْطِ المَرْوِ مَا اعْتَلَتِ الوَجِيْنَا 
 ٥٤٦- فَتُحْسَبُ لِلتَّوَقُّمِ مُنْعَلاَتٍ
بِأَعْيُنِهِنَّ مِمَّا قَدْ حَفِيْنَا 
 ٥٤٧- تَكَادُ إِذا العَضَارِيْطُ اعْتَلَتْهَا
يُلاثِمْنَ الثَّرَى مِمَّا وَنِيْنَا 
 ٥٤٨- فَدَانَ الخَافِقَانِ لَهُ، وأَضْحَى
مُلُوكُهُمَا لَهُ مُتَضَائِلِيْنَا 
 ٥٤٩- أَبُو حَسَّانَ أَسْعَدُ ذُو تَبَانٍ
وذَلِكَ مُفْرَدٌ عَدِمَ القَرِيْنَا 
 ٥٥٠- ومِنَّا الحَبْرُ كَعْبٌ، ثُمَّ مِنَّا
إِذَا ذُكِرُوا خِيَارُ التَّابِعِيْنَا 
 ٥٥١- أَخُو خَوْلاَنَ، ثُمَّ أَبُو سَعِيْدٍ،
وثَالِثُهُمْ إذَا مَا يُذْكَرُونَا 
 ٥٥٢- فَعَامِرُ، وابْنُ سِيْرِيْنٍ، وأَوْسٌ،
وذاكَ نَعُدُّهُ في الشَّافِعِيْنَا 
 ٥٥٣- وبِابْنِ الثَّامِرِيِّ إذَا افْتَخَرْنَا
ظَلَلْنَا لِلْكَوَاكِبِ مُعْتَلِيْنَا 
 ٥٥٤- ومِنَّا كُلُّ ذِيْ ذَرِبٍ خَطِيْبٍ
ومِنَّا الشَّاعِرُونَ المُفْلِقُونَا 
 ٥٥٥- ومِنَّا بَعْدُ ذَا الكُهَّانُ جَمْعًا
وحُكَّامُ الدِّمَاءِ الأَوَّلُونَا 
 ٥٥٦- ومِنَّا القَافَةُ المُبْدُونَ، مَهْمَا
بِهِ شَكِلَتْ، عُرُوقَ النَّاسِبِيْنَا 
 ٥٥٧- ومِنَّا عَابِرُ الرُّؤْيَا بِمَا قَدْ
تَجِيءُ بِهِ، ومِنَّا العَائِفُونَا 
 ٥٥٨- ومِنَّا رَاوِيُو خَبَرِ البَرايَا
ومِنَّا العَالِمُونَ النَّاسِبُونَا 
 ٥٥٩- ومِنَّا أُسْقُفَا نَجْرَانَ كَانَتْ
بِرَأْيِهِمَا النَّصَارَى يَصْدُرُونَا 
 ٥٦٠- وتَفْخَرُ بِالخَلِيْلِ الأَزْدُ مِنَّا
وحُقَّ لَهُمْ حَكِيْمُ المُسْلِمِيْنَا 
 ٥٦١- ومِنَّا سِيْبَوِيْهِ، وذُو القَضَايَا
أَخُو جَرْمٍ رَئِيْسُ الحَاسِبِيْنَا 
 ٥٦٢- ومِنَّا كُلُّ أَرْوَعَ كَابْنِ مَعْدِيْ
وزَيْدِ الخَيْلِ مُرْدِي المُعْلِمِيْنَا 
 ٥٦٣- وفَرْوَةَ، وابْنِ مَكْشُوحٍ، وشَرْحٍ
ووَعْلَةَ فَارِسِ المُتَرَسِّبِيْنَا 
 ٥٦٤- ومُسْهِرَ، وابْنِ زَحْرٍ، ثُمَّ عَمْرٍو
وعَبْدِ اللهِ سَيْفِ اليَثْرِبِيْنَا 
 ٥٦٥- وسُفْياَنَ بْنِ أَبْرَدَ، [و] ابْنِ بَحْرٍ
ومِنَّا الفِتْيَةُ المُتَهَلِّبُونَا 
 ٥٦٦- ومِنْهُمْ مَالِكُو الأَرْبَاعِ جَمْعًا
وكَانُوا لِلْخَوَارِجِ شَاحِكيْنَا 
 ٥٦٧- ومَا لِلأَشْتَرِ النَّخَعِيِّ يَوْمًا
ولا قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ مُشْبِهُونَا 
 ٥٦٨- ولا كَعَدِيِّ طَيْئٍ، وابْنِ قَيْسٍ
سَعِيْدِ المَلْكِ قَرْمِ الحاشِدِيْنَا 
 ٥٦٩- وشَيْبَانَ بْنِ عَامِرَ عِدْلِ أَلْفٍ
ومَا مِثْلُ ابْنِ وَرْقَا تَنْجُلُونَا 
 ٥٧٠- ومِنَّا المُتَّلُوْنَ لِكُلِّ فَتْحٍ
ورَائِبُ صَدْعِكمْ والرَّاتِقُونَا 
 ٥٧١- وبِالحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ افْتِخَارِي
إِذا مَا تَذْكُرُونَ المُطْعِمِيْنَا 
 ٥٧٢- فَتًى أَمَرَتْ مُلُوكُ الرُّوْمِ لَمَّا
رَأَتْهُ عِدْلَ نِصْفِ المُعْرِبِيْنَا 
 ٥٧٣- بِصُوْرَتِهِ عَلَى بِيَعِ النَّصَارَى
وتِمْثَالاً بِطُرْقِ السَّابِلِيْنَا 
 ٥٧٤- ومَا مِثْلُ ابْنِ عُلْبَةَ، وابْنِ كُرْزٍ،
وعَبْدِ يَغُوثَ بَيْنَ القاَتِلِيْنَا 
 ٥٧٥- فَهَذَا مُصْلِحٌ شِسْعًا، وهَذَا
يَقُولُ قَصِيدَةً في الجَاذِلِيْنَا 
 ٥٧٦- وذَاكَ مُؤْمِّرٌ مِنْ بَعْدِ قَتْلٍ
بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ في الجَازِعِيْنَا 
 ٥٧٧- ومَدَّ بِذاكَ، يُسْرَى بَعْد يُمْنَى
ولَمْ يَكُ لِلْمَنِيَّةِ مُسْتَكِيْنَا 
 ٥٧٨- ومَا كَجَوَادِنَا فِيْكُمْ جَوَادٌ،
وكَلاَّ، لَيْسَ فِيْكُمْ بَاذِلُونَا 
 ٥٧٩- وأَيْنَ كَحَاتِمٍ فِيْكُمْ، وكَعْبٍ،
وطَلْحَةَ لِلْعُفَاةِ المُجْتَدِيْنَا؟ 
 ٥٨٠- وحَسَّانُ بْنُ بَحْدَلَ قَدْ تَوَلَّى
خِلافَتَكُمْ، وأَنْتُمْ حَاضِرُونَا 
 ٥٨١- ومَنْ خِفْتُمْ غَوَائِلَهُ عَلَيْهَا
وكُنْتُمْ مِنْهُ فِيْهَا مُوْجَلِيْنَا 
 ٥٨٢- ومِنَّا مَنْ كَسَرْتُمْ، يَوْمَ أَوْدَى
عَلَيْهِ مِنْ لِوَاءٍ، أَرْبَعِيْنَا 
 ٥٨٣- ومَنْ سَجَدَتْ لَهُ مِئَتَا أُلُوفٍ
وأَعْتَقَ أُمَّةً يَتَشَهَّدُونَا 
 ٥٨٤- ومِنَّا مُدْرِكُ بْنُ أَبِيْ صَعِيْرٍ
ومُذْكُو الحَرْبِ ثُمَّ المُخْمِدُونَا 
 ٥٨٥- وقَاتِلُ صِمَّةَ الهِنْدِيِّ مِنَّا
ومِنَّا بَعْدَ ذَا المُتَصَعْلِكُونَا 
 ٥٨٦- كَمِثْلِ الشَّنْفَرَى، وهُمَامِ نَهْدٍ
حَزِيْمَةَ أَمْرَدِ المُتَمَرَدِّيْنَا 
 ٥٨٧- ونَدْمَانُ الفَرَاقِدِ كَانَ مِنَّا
وضَحَّاكُ بْنُ عَدْنَانٍ أَخُوْنَا 
 ٥٨٨- ومَنْ خَدَمَتْهُ جِنُّ الأَرْضِ طَوْعًا
ومَا كَانُوا لِخَلْقٍ خَادِمِيْنَا 
 ٥٨٩- وبَادِرُنَا فَلَمْ نَحْصِيْ إذَا مَا
عَدَدْتُمْ أَوْ عَدَدْنَا المُفْرَدِيْنَا
٥٩٠- ونَاقِلُنَا قَدِ اتُّبِعُوا لَديْكُمْ
وكَانُوا خَلْفَ قَوْمِيْ تَابِعِيْنَا 
 ٥٩١- وفِيْنَا ضِعْفُ مَا قُلْنَا، ولَكِنْ
قَصَرْنَا؛ إِذْ يُعَابُ المُسْهِبُونَا 
 ٥٩٢- ولَكِنِّيْ كَوَيْتُ قُلُوْبَ قَوْمٍ
فَظَلُّوا بِالمَنَاخِرِ رَاغِمِيْنَا 
 ٥٩٣- يَعَضُّونَ الأَنَامِلَ مِنْ خَزَاءٍ
ومَاذَاكُمْ بِشَافِي النَّادِمِيْنَا 
 ٥٩٤- فَلاَ فَرَجَ الإِلَهُ هُمُوْمَ قَوْمٍ
بِقُبْحِ القَوْلِ كَانُوا مُبْتَدِيْنَا 
 ٥٩٥- هُمُ وَلَجُوا إِلَى قَحْطَانَ نَهْجًا
فَصَادَفَهُمْ بِهِ مَا يَحْذَرُوْنَا 
 ٥٩٦- وقَدْ شَيَّدْتُ فَخْرًا في قَبِيْلِيْ
يُقِيْمُ مُخَلَّدًا في الخَالِدِيْنَا 
 ٥٩٧- فَمَنْ ذَا يَضْطَلِعْ بَعْدِيْ بِهَدْمٍ
فَيَهْدِمَهُ بِإِذْنِ الشَّائِدِيْنَا 
 ٥٩٨- فَهَدْمُ الشَّيْءِ أَيْسَرُ، غَيْرَ كِذْبٍ،
مِنَ البُنْيَانِ عِنْدَ الهَادِمِيْنَا 
 ٥٩٩- ولَوْ أَنِّيْ أَشَاءُ لَقُلْتُ بَيْتًا
تَكَادُ لَهُ الحِجَارَةُ أَنْ تَلِيْنَا 
 ٦٠٠- ولَكِنِّي لِرَحْمَتِهِمْ عَلَيْهِمْ
بِتَزْكِيَةٍ مِنَ المُتَصَدِّقِيْنَا 
 ٦٠١- فَكَمْ حِلْمٍ أَفَادَ المَرْءَ عِزًّا
ومِنْ جَهْلٍ أَفَادَ المَرْءَ هُوْنَا 
 ٦٠٢- وحَسْبُكَ أَنَّ جَهْلَ المَرْءِ يَضْحَى
عَلَيْهِ لِلْعِدَاءِ لَهُ مُعِيْنَا

ذات صلة