البردوني يوثق بطولة العلفي والهندوانة واللَّقية: أيكونُ مُستشفى (الحُدَيدةِ) مولدَ الفَجرِ اليماني

  • ذاكرة اليمن الجمهوري
  • 05:09 2022/09/24

البردوني يوثق للتاريخ بطولة الشهُب الثلاثة العلفي والهندوانة واللَّقية بأبيات بديعة ضمن قصيدته الملحمية "حكاية سنين"، إذ اختتم أبياته عن فشل حركة الشهيد أحمد الثلايا في ١٩٥٥ بمدخل للحديث عن أقيال حركة ١٩٦١ الذين أطلقوا على الطاغية وابلاً من الرصاص في خطوةٍ شجاعةٍ سبقت ال٢٦ من سبتمبر وألزمت الطاغية الفراش وتوفي إثرها في ١٩ سبتمبر ١٩٦٢:
 
.. وهنا تلفَّتَ موعدٌ
في أعينِ القِمَمِ المُشالَةْ
 
وتدافعَ الزَّمنُ الكسيحُ
على جناحٍ من عُلالَةْ
 
وانثالَ كالرِّيحِ العجولِ
يلوِّنُ الفَلَكُ اشتعالَهْ
 
وتساءلت عيناهُ، مَنْ ذا 
ها هُنَا؟ فرأى حِيالَهْ:
 
إشراقةَ (العُلُفيِّ)، إطراقَ
(اللَّقيّةِ) وانفعالَهْ
 
فرمى على زنديْهما الجُلَّى
وأعباءَ الرِّسالَةْ
 
**
 
والى العشِيِّ تعاقدا
واستبطآ سيرَ الثواني
 
الساعةُ المكسالُ مثلُ الشَّعبِ،
تجهلُ ما تُعاني
 
أيكونُ مُستشفى (الحُدَيدةِ)
مولدَ الفَجرِ اليماني
 
وعلى امتدادِ اليومِ ضمَّهُمَا
التَّفَرُّقُ والتَّداني
 
يتفرَّقانِ مِنْ الشُّكوكِ،
وللمُنى يتلاقيانِ
 
يتخوَّفانِ فيُحجِمانِ
ويذكُرانِ فيهزآنِ
 
هل بُحتَ بالسِّرِّ المُخيفِ
إلى فُلانٍ أو فُلانِ؟
 
إنِّي أُحاذرُ مَنْ رأيتُ
على الطَّريقِ ومَنْ يراني
 
كَمْ طالَ عمرُ اليومِ، لِمْ
لا يختفي قبلَ الأوانِ؟
 
حتى ارتمى الشَّفقُ الغريبُ
على سريرٍ مِنْ دُخانِ
 
وكأنَّ هُدبيْ مقلتيْهِ
شاطِئانِ مُعلَّقانِ
 
نظرا إليهِ يُفتِّشانِ
عن الصَّباحِ ويسألانِ
 
وكما أشارَ (الهندوانةُ)
أبدَيَا بعضَ التَّواني
 
ومشى الثلاثةُ شارعيْنِ
مِنْ المشانقِ والأماني
 
ودعا النَّفيرُ، فسارَ (أحمدُ)
سيرَ مُتَّهمٍ مُدانِ
 
يرنو، أيلمحُ حُمْرَةً؟
كلَّا، وتَلمعُ نجمتانِ
 
فيمورُ داخلَ شَخصِهِ
شخصٌ غريبُ الوجهِ ثاني
 
ويَعي ضمانَ مُنجِّمِيهِ
فيستريحُ إلى الضَّمانِ
 
ودنا فماجَ البابُ وانهالَ
السُّكونُ على المكانِ
 
مِنْ أينَ نَبْغَتُهُ؟ ويمَّمَ
فجأةً، قِسْمَ الغواني
 
فتنادتِ الطَّلقاتُ فيهِ
كالزَّغاريدِ القواني
 
وانهدَّ قهَّارُ البنادقِ
كالجدارِ الأرجواني
 
أتَرى حصادَ القبرِ يرجعُ
كالرَّضيعِ بلا لِبانِ
 
وعلى يقينِ الدَّفنِ ردَّ
بنبضتيْن مِنْ البَنانِ
 
فتطلَّعتْ مِنْ كُلِّ أُفْقٍ
تسألُ الشُّهُبَ الرَّواني
 
كيفَ انطفا الشهُبُ (الثلاثةُ)
في ربيعِ العُنفوانِ
 
وتراجعَ (الباهوتُ) يحرقُ
بالمواجعِ وهو فاني
 
يحيا ولا يحيا، يموتُ
ولا يموتُ بِكُلِّ آنِ
 
فتبرَّجَتْ (مأساةُ واق الواق)
تُغدِقُ كالجنانِ 
 
وتجولُ تظفرُ مِنْ ذوائِبها
غروباً مِنْ أغاني
 
وتهزُّ نَهديْهَا اعتلاجاتُ
المَحَبَّةِ والحنانِ
 
فاخضرَّ عامٌ بالمواعدِ
واحتمالاتِ العيانِ
 
وأهَلَّ عامٌ عَسجَدِيُّ اللَّمحِ
صخريُّ اللِّسانِ
 
فرمى إلى حَلقِ التُّرابِ
بقيَّةَ البَطلِ الجَبَانِ
 
وهنا ابتدا فصلٌ تروَّى
فيهِ إبداعُ الَّزمانِ

ذات صلة