جديد الدفاع ضد المسيّرات

01:44 2022/11/24

صرحت مؤخراً القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية والبحرية البريطانية - كلٌ على حدة - بأن قواتهما سوف تنشر قوارب مسيّرة لرصد واعتراض المسيّرات المعادية في الجوانب المائية الثلاثة المحيطة بشبه الجزيرة العربية، وهو استحضار لحرب الناقلات قبل 35 سنة باحتمال حرب وشيكة بين المسيّرات الحليفة والعدوّة لإثبات عدة مفاهيم.
 
تقنياً، يتم جس نبض التقدم في التصنيع بين المسيّرات أثناء المواجهة، على غرار أسراب الطائرات المقاتلة عند العبور الخاطف للاستطلاع أو القصف والهروب من الاعتراض، ويعلم كل طرف قدرة عتاد الآخر بمقدار نجاح الرصد (الانكشاف أمام الرادارات)، والتدمير الاستباقي (فاعلية الذخائر المضادة)، وحشد الأسراب لصنع ستار للتفجير الدفاعي أو الهجومي swarming.
 
هنالك ثلاثة تطورات علمية حدثت مؤخراً تفيد الدفاع، جديرة بالنظر فيها لتدعيم وتحصين البنى التحتية الحرجة والتجمعات الحضرية والمساحات الزراعية. التطور الأول يأتي من جامعة ديلفت للتكنولوجيا في أمستردام، وهو السوبر GPS المعتمد على أبراج الاتصالات لتحديد المواقع فوراً بمقياس السنتيمترات عوضاً عن المرور بالكيلومترات عن طريق الأقمار الصناعية ثم تصغيرها، ومن شأن ذلك تحديد الموقع الحي لحركة واقتراب ومسار المسيّرات الجوية والبحرية بسرعة، ما يحتّم نشر مزيدٍ من أبراج الاتصال في الصحاري ومنصاتها في المياه الإقليمية للكشف المبكر بالتزامن مع تقوية شبكات الاتصال. التطور الثاني يتمثّل في معالج Loihi 2 من شركة intel، وهو معالج من الجيل الثاني لأبحاث محاكاة النظام العصبي في عقول آلات الذكاء الاصطناعي، ومن شأنه – إن تم تسخيره لذلك – أن يساعد المسيّرات الأذكى على قراءة مسرح العمليات بصورة أدق وأسرع وأقدر على تبديل المسار وحتى اختيار أهداف بديلة للعملية تكون شبيهة الضرر. التطور الثالث هو نظام PTS-P من بوينغ لتحصين الاتصالات الفضائية ضد التشويش، والذي تمت تجربته مؤخراً لصالح القوة الفضائية الأميركية.
 
استضافة بعض دول الخليج لمثل هذا الكم التقني ورعاية جهد تجميعه وتصنيعه وتجربته في مناورات أو لصد أو إجراء هجمات فعلية هي مسألة ليست فقط من قبيل احتكاك التصنيع العسكري الوطني بأحدث صوره لدى الدول الغربية المتقدمة، وإنما يتم أيضاً بواسطتها إبطال جدوى تصنيع المكونات للمسيّرات المعادية، وهي مكونات إما غربية المنشأ تم اقتناؤها عبر السوق السوداء وتجميعها، أو مسيّرات شرقية بدائية مطورة محلياً يجدر اختبار صدها بأحدث التقنيات، وعند اجتماع أحدث صيحات التقنية الغربية في مكان ما، تعمد أحدث تقنيات الشرق لمنازلتها ولو بصورة غير مباشرة، لإثبات مفهوم أو اختبار حدود إمكانياتها.
 
موعد نشر المسيّرات هو بعد عام من الآن، بحسب تصريح قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا في حوار المنامة الأخير، عبر القوة 59، التي قال إنها تشكل جهد الولايات المتحدة لبناء برنامج تجريبي في الشرق الأوسط للتغلب على المسيّرات الطائرة بالتعاون مع الشركاء، وأنه "مع تقدم تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، فقد يكون (تطوير) أعدائنا للطائرات المسيّرة أكبر تهديد تكنولوجي للأمن الإقليمي".
 
فلننتظر النتائج.
 
- skynewsarabia