العميد طارق يستنهض المخا لاستعادة مجد "بوابة اليمن والعالم"

05:04 2023/02/06

تعيش المخا نشاطاً تنموياً دؤوباً لا يتوقف، كخلية نحل، حركة متواصلة، وشعلة من النشاط في سباق مع الزمن، سعياً لاستعادة مجدها وألقها حلم اليمنيين وجد صانعه وحان تحقيقه.
 
إنه العميد الركن طارق صالح، الذي يتطلع اليمنيون إلى عودة المخا في عهده، كما عاد سد مأرب في عهد الزعيم الشهيد عفاش، وقد اقتربنا من ذلك.
 
تعد المخا من أقدم الموانئ في شبه الجزيرة العربية، بل وأكثر المدن اليمنية التجارية العريقة قصدها الأوروبيون والعثمانيون وهواة التجارة والترحال.. تميزت بالتفرد واكتسبت طابعاً خاصاً حمل شهرتها وعلامتها التجارية إلى العالم، القهوة اليمنية الأصيلة التى اشتهرت باسم موكا.
 
 
لكن هذا المرفأ العريق الذي كان نافذة اليمن إلى العالم وهمزة الوصل بينه وبين حضارة اليمن أخذ بالصعود والأفول بين القرنين 16 و19 ليعاود النهوض المتكرر وينافس بشموخه التجاري ومكانته الاقتصادية بهويته اليمنية.. حتى وصل مرحلة الانهيار والإغلاق والاندثار إبان انقلاب المليشيات الحوثية على مفاصل الدولة وإقحام البلاد في حرب أنهكت قوى اليمنيين ومقدراتهم من أجل خدمة المصالح الإيرانية وتحويل اليمن إلى مستعمرة فارسية ومنها المخا عين اليمن وأيقونتها المتلألئة.
 
لكن هل تنفض المخا غبار السنين وتستعيد مجدها التاريخي ومكانتها المرموقة وتعيد لليمن دوره الحيوي على طرق التجارة الدولية التي تربط شرق العالم بغربه؟!
 
 
ما نشاهده الآن يوحي بذلك.. إيقاع الموج يوحي بالأمان، واستقرار المكان يوحي بالهدوء الذي يسبق رياح التغيير في هذا الجزء من اليمن، فمنذ تحريره من مخالب إيران عاد لشبه الجزيرة العربية النفس العربي المطمئن لسير القوافل البحرية بأمان.
 
وجود قائد يمني حميري مجدد، مثل العميد طارق صالح، يجعل من الممكن أن تستعيد هذه المدينة العتيقة مجدها وتنفض غبار السنين وتجدف نحو أعماق البحار وفنارات الفضاء الرحب كي تحمل معها أماني وطموح اليمنيين.
 
 
استطاع العميد طارق صالح أن يصنع منها تلك السفينة التي تحمل اليمنيين بكل توجهاتهم ومشاربهم، وأن يجمع بين التضاد ويلملم الشتات ويوجه البوصلة نحو الإبجار بهوية وحكمة يمانية وبشخصية توافقية.
 
بهمة المثابر اجتهد العميد في خلق بنية تحتية تكون منطلقاً نحو المستقبل، وببندقيته التي تسبق بندقية جنوده حماها من تربص مخالب إيران، وبرؤية الرجل الثاقب جعل من المخا ذلك المشروع الذي يناضل من أجل تحقيقه لليمن كي يعود بالنفع والفائدة ويرفد اقتصاد البلاد المتهالك.
 
 
سعى العميد طارق صالح بعروبته مع الأشقاء كي يعيد للمخا مجدها، وبنفس  الخُطى التي سلكها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح مع الشيخ زايد بن سلطان -رحمة الله تغشاهما- في إعادة سد مارب، فلا غرابة، فهذا الشبل من ذاك الأسد.
بجهوده الحثيثة عمل العميد طارق على فتح الميناء ووضع خطة مستقبلية تعيدها إلى مكانتها التي تربعت عليها في الماضي، وبخطى ثابتة يجري العمل في الميناء وفق رؤية حديثة ومتطورة.
 
الكل يراهن أن العميد طارق سيعيد المخا كما عاد سد مأب.. هو لا غيره القادر على ذلك، كل من عرفهم الناس خلال عقد من الزمن اكتفوا بالحرب وحمل السلاح وممارسة السياسة، لكنه الوحيد الذي بنى وشيد وعمّر أثناء الحرب. 
 
 
المطار أضحى قاب قوسين من الإنجاز بعد أن تم افتتاح المرحلة الأولى بناء مدرج في عمق البحر، بدأت المرحلة الثانية وهي بناء صالة وبرج مراقبة وأوشكت على الانتهاء، ويصر العميد طارق إلا أن يتابع المرحلة الثالثة شخصياً وهي توسعة المطار كي يستطيع استقبال الطائرات العملاقة.. فترة زمنية قصيرة تفصلنا عن مرحلة التحول التاريخية التي تعيد المخا إلى مكانها الطبيعي.
 
على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. التحولات الحقيقية ما كانت لتحدث لولا وجود قائد بحجم العميد طارق صالح الذي جعل من المخا هدفاً استراتيجياً يحلم اليمنيون بتحقيقه. بعروبته عمل مع الأشقاء في تحقيق هذا المنجز.. منجز جعل من المخا العربية أكثر تجذراً واصطفافاً جنباً إلى جنب مع موانئ شبه الجزيرة العربية، وجنّبها الوقوع في شراك إيران..