اليمنيات في مرمى "حرب حوثية بلا هوادة أو هدنة" (شهادات)

  • الساحل الغربي، سحر العراسي:
  • 10:17 2023/04/01

استخدمت مليشيا الحوثي أبشع صور الطغاة خلال فترة قصيرة من سيطرتها على صنعاء ومفاصل الدولة تمثل ذلك بتفجير المنازل والمساجد والمدارس والمؤسسات الحكومية والقصف العشوائي على المواطنين والأطفال الأبرياء العزل وتشريدهم من منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى. 
 
كما استخدمت أيضا أسلوب الرعب والتخويف للنساء والأطفال، بالإضافة إلى الاختطافات والاعتقالات والاعتداء على النساء والمكونات النسوية المطالبة بالعدالة واستعادة الدولة سلماً، ورفض الانقلاب.
 
حرب بلا هوادة أو هدنة
 
تقول أستاذة بجامعة صنعاء إن "اليمنيات دون ريب يعشن أسوأ وأخطر المراحل منذ أكثر من نصف قرن"، وتلخص العلاقة المتفاقمة عبر ثماني سنوات بأنها "حرب حقيقية داخل الحرب وبلا هوادنة أو هدنة ضد النساء والمرأة اليمنية في اتجاهات مختلفة."
قمع ممنهج 
 
خصصت مليشيا الحوثي جهازا عسكريا لقمع وإرهاب النساء اللاتي يخالفن قراراتها، ونسبت لهن تهما كيدية أبرزها مخالفة الفضيلة والتخابر والدعارة وغيرها.
 
 
تتسع انتهاكات وإجراءات التضييق تجاه اليمنيات في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، لتفرض عليهن قيوداً دخيلة تسلبهن حرية العيش في كل مناحي الحياة.
 
هذه القيود والمضايقات مع بداية سيطرة المليشيات الحوثية على المدن والمحافظات اليمنية وبدأت في ممارستها تدريجياً ضد اليمنيات، بدءاً بمنع الناشطات من حرية التعبير عن آرائهن، حتى وصلت لمرحلة تضييق تام بعد ديسمبر 2017م لتشمل الملبس والتنقل والمشي وكل الخصوصيات.
مضاعفات
 
من جهتها تقول الدكتورة فاتن أخصائية إرشاد ودعم النفسي: جراء حالات العنف والتعذيب التي تتعرض لها النساء في المعتقلات ينتابهن مضاعفات نفسية خطيرة قد تصل إلى التوحد والحزن والخوف المستمرين، بالإضافة لحالات الذعر والتشنج لأدنى شيء قد يحصل لهن في حياتهن العادية، وقد تصل هذه التأثيرات لمضاعفات كبيرة ترافق حياة المعتقلات.
 
وتضيف، إن الأثر النفسي لهذه الشريحة يكون أكثر من الجسدي في الخطورة، حيث يصل بعضهن إلى الانتحار أو مضاعفات أخرى تؤدي إلى الموت، ولتفادي هذه المضاعفات يجب توجيه الاهتمام لهذه الفئة وتوجيه جلسات الإرشاد والدعم النفسي لهن بفترات متصلة ومنتظمة.
 
تطورات ونهج متفاقم
 
تكشف الناشطة المجتمعية وداد عبده في تصريحات سابقة  لجريدة الشرق الأوسط، عن تطورات جديدة في الممارسات ضد النساء العاملات في مناطق سيطرة الميليشيات، فقد سلطت الضوء على تجربة الميليشيات في صعدة، حيث شرعت في عزل النساء عن الرجال في مؤسسات الدولة التي سيطرت عليها بحجة عدم الاختلاط، مبدية خشيتها من أن يتطور الأمر إلى إقصائهن وطردهن من وظائفهن.
 
كما تسعى الميليشيات الحوثية إلى تقييد وعرقلة أنشطة المنظمات المجتمعية والإنسانية ما عدا تلك التابعة لها، أو التي يديرها ناشطون وناشطات يتبعون الميليشيات، وتفسر عبده هذه القيود والعراقيل بتوجه الميليشيات للسيطرة على هذا القطاع، وتحويله لخدمة مشروعها من جهة، والسيطرة على التمويلات والتبرعات الموجهة له سواء من الداخل أو من الخارج، من جهة أخرى.
 
وفي هذا السياق توضح الناشطة أن الميليشيات خصت بقيودها العاملات في المجال الإنساني، فلم يعد بمقدورهن مزاولة أعمال المسح والرصد وجمع البيانات، حيث من المعروف أن مثل هذه المهام تؤديها النساء أفضل من الرجال، بحكم عادات وتقاليد المجتمع، وقدرة العاملات على معاينة الحالات الإنسانية، والتي أغلبها من النساء أو عائلات فقدت رجالها.
 
تغيير قيم المجتمع
 
وروت وداد عبده تجربتها في المؤسسة التي تديرها، والتي دفعتها إلى نقل نشاطها إلى العاصمة المؤقتة عدن، بعد حرمانها من تجديد ترخيص مزاولة النشاط، وفرض شرط الحصول على ترخيص لكل نشاط وفعالية تنفذها، ومساءلتها عن كل ما يقال في الفعاليات والأنشطة التي تنفذها، حتى وإن كان صادراً عن شخصيات من خارج المؤسسة، إضافة إلى ابتزازها وممارسة الجبايات عليها، ودفعها إلى الإغلاق.
 
ووفقاً لناشطة مجتمعية أخرى في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين؛ اضطرت النساء إلى كسر القيود المفروضة عليهن اجتماعيا بسبب الأعباء الاقتصادية التي فرضها الانقلاب والحرب على الأسر، واضطرت كثير من النساء إلى مواجهة القيود المجتمعية والخروج إلى العمل، وهو الأمر الذي تسامح معه المجتمع؛ لكن الانقلابيين رفضوا السماح به.
 
وتشير الناشطة التي فضلت عدم ذكر اسمها؛ نظراً لإقامتها في العاصمة صنعاء، إلى أن المجتمع عادة ما تجبره الأوضاع الاقتصادية على تقديم التنازلات إزاء الحريات العامة والخاصة، وخصوصا تلك المتعلقة بالمرأة، لكن السلطات ذات النهج المتطرف تفرض قيودها الخاصة من أجل حماية نفسها من تحرر المجتمع، وهو ما يحدث لدى الميليشيات الحوثية.
 
وتفيد بأن النساء اللاتي واجهن قيود المجتمع وتحدينها من أجل تحسين ظروفهن الاقتصادية والمعيشية؛ اضطررن، بسبب ممارسات الميليشيات وإجراءاتها التعسفية؛ إلى الانكفاء مرة أخرى والعودة إلى بيوتهن في انتظار المساعدات والتبرعات سواء من المنظمات والجهات الدولية والمحلية، أو من التجار ورجال الأعمال والجمعيات الخيرية، وهو ما يحولهن عالة، عوضا عن أن يكنّ منتجات.
 
 

ذات صلة