الاخوان.. شر الترك ولا خير الامارات

12:00 2020/05/15

الإخوان المسلمون في اليمن يتعبدون الله بالمديح السخي، والدعاية السياسية الفجة المستقبحة للرئيس التركي أردوغان وحكومته.. إخوان وريقهم منهم!!
 
يثني الإخوان على نوايا حكومة أردوغان في تقديم مساعدات كورونية للشعب اليمني، على الرغم من أنها لم تعلن عن نية حتى.. وإنما نووا هم نية دعائية نيابة عنها فحسب.. حتى لو قررت ذات يوم التقدم خطوة نحو ما هو عملي، لن تفعل ذلك بالمجان أو لوجه الله، ويدرك الاخوان المسلمون اليمنيون في الداخل وفي تركيا وقطر، أن أي مساعدات تركية محتملة هي مساعدة لأشخاصهم وجماعتهم تعينهم على تحسين صورتهم المشوهة في إذهان اليمنيين، كما أنها قد تتوسل بالمساعدة لتحقيق مصلحة استراتيجية تخصها.. أما أي مساعدة يمكن أن تقدمها دولة أخرى لهذا الشعب غير مقترنة بخدمة الجماعة والمصالح الشخصية لرجالها، فهي في نظرهم دون قيمة.. وقد رأينا الاخوان المسلمين يقومون بدور قطاع الطرق أمام كل المساعدات، أما إذا مرت دون رضاهم فذلك مدعاة للتقليل من قيمتها، ومدعاة لمزيد من الهجوم على الدولة الواهبة.كان أخوان اليمن في البداية يسبحون بحمد الإمارات وشكرها لما لاحت أمامهم بارقة أمل في استغلال دعمها لليمنين، فلما يأسوا انتقلوا إلى العدوة الأخرى من الوادي ينبحون عليها.يتعبدون الله بالدعاية لتركيا أردوغان لمجرد الإعراب عن أماني ونوايا لا يستطيع الإخواني نفسه التأكد من صدقها.. أما دولة تذهب إلى أبعد من حسن النوايا، لتقدم مختلف أشكال المساعدة والعون لهذا الشعب المنكوب، فليس ذلك بشيء في ميزان الإخواني، فكفة ميزانه الأولى للجماعة، ولداعميها الماليين والسياسيين الكفة الثانية، أو كما يقول المثل الشعبي: لبن الحمارة لإبنها.منذ بدأت جائحة كورونا في الظهور، وحتى اليوم، بادرت دولة الإمارات العربية المتحدة- دون طلب أو مناشدة- إلى مساعدة الشعب اليمني.. كان الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي يتابع حالة الطلاب اليمنيين المحاصرين في مدينة ووهان الصينية جراء تفشي وباء كورونا هناك، وتكفلت حكومته بإجلائهم في أوائل مارس الماضي، واستضافتهم في مراكزها الصحية محاطين برعاية إنسانية وطبية.. قبل ذلك كانت حكومة هادي تسمع صراخ أبنائنا في ووهان ولا تجيب، أما الاخوان المسلمون فكانوا يشغبون: إذا كان الخيار المتاح أمام طلاب العلم في الصين هو المساعدة الإماراتية، فأنه ليس هو الخيار الذي ينبغي للطلاب القبول به وإن كان متاحا، فأمامهم خيار أفضل، وهو الإصابة بفايروس كورونا والموت! يعرف معظم اليمنيين أن كره الإخوان لدولة الإمارات مرده إلى محاربتها للتنظيمات الإرهابية، التي هي بنات الجماعة وسندها، لكن لم يسأل سائل عن أسباب رفع الاخوان المسلمين مستوى عبوديتهم لأردوغان وحكومته في الأيام الأخيرة، ولماذا امتدحوا الترك وسخروا دعايتهم لأردوغان، لمجرد كلام عن نوايا.. أو نية أردغانية في مساعدة شعب اليمن على مواجهة فايروس كورونا.. ولأن الإخوان يدركون أن الأمر لن يتعدى النية، فقد راحوا يبررون لذلك مسبقا، فزعموا أن حكومة هادي، وأن السعودية، وأن التحالف العربي لن يمنحوا طائرات الترك تصاريح!لقد رفع الاخوان اليمنيون في الداخل والخارج مستوى المديح للترك وتعبدوا الله بالدعاية لأردوغان، في الوقت الذي يتابعون فيه الدور الكبير الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الشعب اليمني في معركته مع جائحة كورونا..تصورا حالة الإخوان المسلمين وهم يتابعون أخبارا من قبيل: حكومة دولة الإمارات ترسل إلى عدن خمس طائرات محملة بمائة وعشرين طن من الأجهزة الطبية ومواد التحليل المخبري والأغذية.. الإمارات تساعد عشرة آلاف طبيب وصحي على القيام بواجبهم تجاه مواطنيهم المصابين بفايروس كورونا والمعرضين للإصابة به.. دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم دعما لمنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، للتمكين في مجالات إعادة تأهيل المنظومة الصحية وبناء القدرات التشغيلية للمستشفيات والمراكز الصحية.. دولة الإمارات العربية المتحدة تخصص موارد لمنظمة الصحة العالمية لتوظيفها في مجال تأمين الإمداد الطبي وتقنيات العلاج السريري، وتدريب الأطباء والعاملين الصحيين على تشغيل واستخدام الأجهزة الطبية الحديثة ذات الصلة بكشف كورونا وعلاج المصابين.. الإمارات تلتزم بدعم مؤتمر المانحين الدوليين لليمن.. وهكذا وهكذا، إضافة إلى متابعة الاخوان المسلمين لأخبار الهلال الأحمر الإماراتي: مشروع في حضرموت.. حملة في المخا.. دورة تدريب في التحيتا.. مشروع في عدن، وهلمجرا.. فالاخوان المسلمون حين يتابعون هذه الأخبار وأمثالها، تلم بهم غيبوبة سياسية، يجن جنونهم، يشعرون بالتعري، يرون الدنيا تدور بهم، أو تدور من حولهم.. فيداووا أوجاعهم بتعبد الله بالدعاية لنية.. نية.. نية أردوغان، والتشنيع على دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)