جماعة السفالة..!

12:00 2020/06/25

حظيت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وفروعها في اليمن والسعودية وغيرهما، بعدد كثير من الألقاب التي أطلقها عليها مفكرون، وسياسيون، وكتاب، وشيوخ دين على المذاهب الأربعة، وحتى السلفيين منهم، بحكم أن هؤلاء خبروها جيدا.
 
هذه الألقاب والأوصاف ترتبت -في الأصل- على سلوك الاخوانيين أنفسهم، وهو سلوك يبرهن عن افلاس، وغزارة في السفالة، وسخاء في الكذب، والصفاقة، والدجل، والنفاق، والغش، والمكر، والارهاب، وغير ذلك من الرذائل وأنماط السلوك المشينة التي لا تستقيم مع تعاليم الاسلام وأخلاق المسلم.سوف نعيد التذكير ببعض من تلك الألقاب والأوصاف التي حصلت عليها جماعات الاخوان المسلمين، بما فيها تلك التي غيرت أسمائها إلى مسميات ناعمة مثل: النهضة.. التجمع اليمني لإصلاح.. فلدى بعض منهم هي جماعة الاخوان المفلسين.. ويقول البعض: جماعة إخوان الشياطين.. وهي لدى آخرين: جماعة الكذابين.. جماعة المدلسين.. جماعة الغشاشين.. جماعة السافلين.. واعتبرها شيوخ الأزهر في مصر، وشيوخ هيئة الافتاء في السعودية جماعة الاخوان المنافقين.. بل أن بعض الشيوخ أدخلوها في القائمة القديمة للزندقة، وذلك حين رأوا وسمعوا الاخوان في العام 2013، يرددون عبارات من قبيل: لو جاء النبي محمد وقال لنا فضوا الاعتصام فمش هانفضووه.. اللي يشك في عودة مرسي فهو يشك في ربنا سبحانه وتعالى.. أو لما رأوا وسمعوا المرشد العام للإخوان المسلمين، محمد بديع، وهو يصيح: أقسم بالله غير حانث! أن ما فعله السيسي مع جماعة الاخوان المسلمين، يفوق جرما مما لو كان حمل معولاً وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا!!إن نقاد جماعات الاخوان المسلمين الذين أشرنا إلى بعض منهم قبل قليل، يعيبون عليها تلك الرذائل وأنماط السلوك المستقبحة، دون تقدير من جانبهم أن هذه الجماعات تعتبر ذلك من ضرورات العمل الإسلامي، ومن أساليب منافحة الخصم السياسي. أي أنها نتيجة طبيعية للتوظيف السياسي للدين- الإسلام.. وطال ما يستخدم الدين لتحقيق أغراض وأهداف سياسية، فأن تلوثه بهذه القاذورات يصبح أمرا عاديا بالنسبة للاخواني.على أن مسمى الاخوان المسلمين، لا يستوجب من الاخواني أن يكون ملتزما بتعاليم وأخلاق الاسلام.. الاخواني نفسه يرى ذلك ويؤمن به، هو مثلا لا يرى غضاضة في فواحش مثل الكذب، الافتراء، الغش، التزوير، التدليس، وقذف المحصنين والمحصنات، ما دام المستهدف بذلك خصم سياسي، وما دام للحزب أو الجماعة مصلحة في توظيف هذه الفواحش في مضمار المنافسة السياسية.نكرر هنا الملاحظة التي نحسبها غاية في الأهمية، وهي أن كثيرا من الناس لا يدركون أن المنتمين إلى جماعات الاخوان المسلمين- بما في ذلك حزب الإصلاح في اليمن- عندما يتدثرون بثوب الاسلام، ويرفعون شعاراته، إنما يفعلون ذلك بغية تحقيق مصالح سياسية، ومكاسب اقتصادية لجماعاتهم وأحزابهم، وبالتبع لأنفسهم أيضا، أما الاسلام كدين، أما أخلاق الإسلام، أما تعاليم الإسلام، فهي آخر ما يمكنهم التوقف عنده.ولنا في التاريخ العربي- الإسلامي شاهد كبير، وهو أن كبار مشركي قريش الذين اتهموا الرسول محمدا بالجنون، وممارسة السحر، وتلقي القرآن من غلامين نصرانيين، وأشاعوا في الملأ المكي أن القرآن من أساطير الأولين، إنما كانوا يقومون بذلك حفاظا على مصالحهم الاقتصادية والمالية التي رأوا أن الاسلام يشكل تهديدا لها.. لقد كانوا يجنون تلك المكاسب بازدهار أنشطتهم التجارية بفضل وجود الآلهة والاصنام التي تحج إليها العرب وتتسوق.. دافعوا عنها، وهم ليسوا رجال دين، ولا مخلصين للات، والعزى، وهبل، ومناة، ويعوق، ونسرا، بل عرفوا بالمجون والتهتك والعربدة، وأكثرهم كان يسخر منها ويكفر بها، ويشبههم في هذا الاخوان المسلمين كما يشبه الماء الماء.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)