الثاني من ديسمبر يوم تجديد عهد الجمهورية ورفض المشروع الحوثي المتخلف

12:10 2025/12/02

الثاني من ديسمبر ليس مجرد تاريخ على تقويم قديم؛ إنه صوت شعب ظل مكتوماً لسنوات فانفجر في لحظة صدق تاريخية ليعلن أن روح الجمهورية ما تزال حية، وأن اليمن مهما مر عليه من خراب وحصار واستلاب يبقى وطناً يأبى الركوع أمام مشروع دخيل يريد أن يشده إلى الوراء قروناً طويلة، في هذا اليوم اشتعلت جذوة الوعي من جديد، وتقدمت إلى الواجهة كل القيم التي حاول الحوثيون طمسها، فارتفعت راية الجمهورية في سماء اليمن رغم الدخان والبارود لتقول للعالم: هنا شعب لا يُهزم وهنا رجال لا يساومون على كرامة وطنهم مهما غلت التضحيات؛ لقد جاء الثاني من ديسمبر ليعيد للذاكرة موقف رجال وقفوا في لحظة حرجة من تاريخ اليمن، رجال رفضوا أن يتركوا البلاد فريسة لمشروع طائفي متخلف يتخفى بشعارات دينية ووطنية زائفة بينما يحمل في جوفه جوهر الإمامة القديمة التي ثار عليها اليمنيون منذ عقود، وفي قلب تلك اللحظة برز اسم الزعيم علي عبدالله صالح ورفاقه الرجال الذين وقفوا في وجه العاصفة وهم يدركون أن الطريق محفوف بالمخاطر، لكنهم آمنوا أن اليمن أكبر من أن تُختطف وأغلى من أن تُسلم في يد جماعة جعلت من الجهل سلاحاً ومن التخلف مشروعاً كانوا يدركون أن الوقوف بوجه مشروع كهذا ليس خياراً سياسياً بل واجب وطني وأخلاقي وتاريخي، رفدوا الجمهورية بدمائهم الطاهرة والزكية واسقوا شجرة الجمهورية من أجل أن تكبر ويترعرع في ظلها أجيال اليمن.
هذا اليوم لم يكن يوماً عادياً بل كان لحظة استعادة لكرامة وطن فيه خرج اليمنيون من صمتهم وفيه انطلقت الكلمات من حناجر طالها القهر طويلاً، فأصبحت ناراً تشتعل في وجه الظلم، إنه اليوم الذي جدد فيه الشعب عهد الجمهورية وأعلن رفضه القاطع لعودة الإمامة بثوبها الجديد مهما حاولت أن تتزين بشعارات مضللة أو خطابات مموهة، لقد عرف اليمنيون أن مشروع الحوثي ليس إلا امتداداً لذلك الماضي الذي رفضوه منذ زمن طويل، وأن الوقوف ضده ليس مجرد موقف سياسي، بل هو دفاع عن مستقبل أجيال لا ينبغي أن تُسلم لظلام جديد؛ وفي قلب هذا اليوم تتجلى مواقف الرجال الذين وقفوا مع الزعيم صالح، أولئك الذين فضّلوا الموت واقفين على أن يعيشوا مطأطئ الرؤوس، رجال حملوا إرث الجمهورية في قلوبهم وساروا به حتى اللحظة الأخيرة، كانوا يؤمنون أن اليمن لن يُدار بالعصا، ولن تُحكم بالعقائد المفروضة بالقوة، ولن تُختطف تحت شعارات ثورية مزيفة تريد أن تُعيد اليمن إلى ما قبل الدولة، لقد جسد هؤلاء الرجال معنى الانتماء حين اختاروا موقف الشرف، واختاروا البقاء مع الوطن لا مع المنتصر المؤقت، دماؤهم كانت رسالة تقول إن اليمن لا يموت، وإن الجمهورية ليست مجرد نظام بل روح راسخة في ضمير الناس.
في الثاني من ديسمبر ظهر الفارق جلياً بين مشروع حياة ومشروع موت، مشروع الجمهورية الذي ينتمي للناس جميعاً دون تمييز، ومشروع الحوثي الذي لا يرى في اليمنيين إلا وقوداً لحروبه وأدواتٍ لخدمة أجندة خارجية لا علاقة لها بطبيعة اليمن ولا بتاريخه ولا بكرامة شعبه، وقد أثبت اليمنيون في ذلك اليوم أنهم أوعى من أن يُؤخذوا بالشعارات وأذكى من أن يُباع عليهم الوهم، لقد اكتشفوا أن مشروع الحوثي ليس إلا محاولة لإعادة تشكيل اليمن على صورة الماضي بكل ما فيه من ظلم واستعباد وتقسيم وأن مقاومته واجب يتقاطع فيه الشرف الوطني مع الوعي الجمعي؛ ولأنه كان يوم تاريخي فقد فتح الباب لوعي جديد رسخ فكرة أن الجمهورية ليست على الهامش كما أراد البعض لها بل هي جوهر اليمن وروحه، إنه اليوم الذي قال فيه اليمنيون إن الدولة حق للجميع وإن الكرامة لا تُجزأ وإن اليمن الذي بناه أبناؤه عبر عقود من الكفاح لا يمكن أن يتحول إلى مزرعة بيد جماعة تقدس الماضي على حساب الحاضر وتُقدّم الجهل بديلاً عن العلم، لقد كان ذلك اليوم صرخة واضحة في وجه مشروع غير قادر على العيش إلا فوق أنقاض الوطن فوقف له أحرار اليمن بكل ما يملكون من إرادة وصمود.
لذا فإن الثاني من ديسمبر سيظل علامة فارقة في الذاكرة اليمنية يوماً أضاء شعلة الوعي من جديد وأكد أن اليمنيين مهما اختلفوا لا يمكن أن يقبلوا بمشروع يعيدهم إلى عصور الظلام، ولا يمكن أن يفرطوا بجمهورية دفعت ثمناً لها دماء الشهداء وتضحيات الرجال، سيظل هذا اليوم شاهداً على شجاعة الزعيم ورفقاءه الأوفياء وعلى رأسهم الحميري الأصيل عارف الزوكا وجميع الرفاق الذين رفضوا الانصياع، ودونوا بوقفتهم معنى أن يكون المرء رجل دولة ورجل موقف في آن واحد، الثاني من ديسمبر ليس ذكرى فقط؛ إنه موعد دائم مع روح الثورة ودليل على أن الجمهورية فكرة لا تموت وأن اليمن سيبقى مهما عصفت به الأيام، وطناً حراً يأبى إلا أن ينهض، مهما حاولت مشاريع التخلف أن تثنيه عن طريقه.