بين 2 ديسمبر و11 فبراير

07:15 2020/12/02

خلال الفترة الزمنية المنقضية من عام الناس هذا -وهذا على سبيل المثال- دمرت ميليشيا الجماعة الحوثية مشروع مياه مدينة حيس، ونهبت ما تبقى من معداته بما في ذلك أنابيب إمداد المياه، فلم تتخل قيادة المقاومة الوطنية عن عشرات ألوف السكان الذين حرموا من مياه شرب نظيفة، بل بادرت إلى إعادة بناء المشروع من جديد، فقدمت أكثر من 250 مليون ريال، هي تكلفة حفر آبار، مضخات، شبكة إمداد، طاقة شمسية لتشغيل المضخات، وبحلول شهر سبتمبر الماضي بدأ المشروع ضخ المياه إلى سكان المدينة، بعد افتتاحه من قبل محافظ الحديدة.. 
 
وفي أول شهر أكتوبر المنصرم أصبح مشروعان آخران للمياه يلبيان احتياج 10250 نسمة تقطن قرى جبل النار، وقرية جاعمة في ضواحي مدينة المخا، وهذا ما حصل عليه السكان لأول مرة منذ وجدوا في هذه الأمكنة، والمشروعان مولتهما قيادة المقاومة الوطنية أيضاً... بينما في الجهة الأخرى تتواصل عمليات اقتحام مؤسسات حكومية ونهب محتوياتها ومركبتها ومولدات الكهرباء فيها كما حدث لمستشفى الثورة ومعهد التدريب الفني ومكتب الصحة، وعدد كبير من المدارس.. وانكب القوم هناك على نهب مضخات ومولدات مشاريع المياه في مدينة تعز، ورأينا مدير عام المياه في تعز يشكو، ووكيل المحافظة المهندس الأكحلي يقول إن عصابات –تطلق على نفسها اسم مقاومة- هي التي تقف وراء نهب تلك الممتلكات العامة، وتحرم سكان المدينة من المياه.. قيادة المقاومة الوطنية منحت مركبة جمع ونقل قمامة لكل مديريات تعز الغربية- الساحلية، ومديريات الخوخة والدريهمي وحيس والتحيتا في الحديدة، الأمر الذي كان له تأثيره في تحرير السكان من المعاناة اليومية التي يسببها تراكم القمامة في بيئات مديريات ذو باب وموزع والوازعية، هذا فضلاً عن حملات الرش والتنظيف التي تنفذ دورياً بالتعاون بين السكان وفرق المقاومة الوطنية وجمعية الهلال الأحمر الإماراتي.. وفي الجهة الأخرى التي تصنع فيها مكايد للمقاومة الوطنية، قتل مسلحون عشرات الأطفال والنساء والرجال قتلاً مباشراً، وقتل مئات منهم أثناء الاشتباكات التي تنشب وسط مدينة تعز بين فصائل الميليشيا والجماعات والعصابات المسلحة المعروفة، فضلاً عن ألوف المصابين، بل إن مسلحي المليشيا والجماعات والعصابات المسلحة يقتل بعضهم بعضاً أثناء الاشتباكات التي تقوم في ما بينهم بين وقت وآخر.
 
أفرغت قيادة المقاومة الوطنية كل هيئة حكومية من أي جنود تابعين لها، وكان آخرها المعهد التقني في الخوخة الذي كانت تحتل أصغر مبانيه.. سلمت كل ذلك لقيادة السلطة المحلية في الحديدة، بل إن قيادة المقاومة أسهمت في إعادة تأهيل مكونات المعهد الذي صار اليوم المقر الرسمي للمكاتب التنفيذية والسلطة المحلية في محافظة الحديدة.. وفي الجهة الأخرى ما تزال نصف المدارس والهيئات الحكومية مسيطرا عليها إما من قبل الميليشيا الحوثية في الحوبان وقريب من حوض الأشراف، وإما من قبل الميليشيا الأخرى.. وأما العدوان على ممتلكات الموطنين، فهي فضيحة مشهورة، وقد كررت اللجنة الأمنية لسلطة الأمر الواقع، الاعتراف بها، وفي بعض الحالات قتل من يسعى منهم لاسترداد أملاكه، كما حدث للمواطن محمد علي مهدي قعشة الذي قتل ليلة 26 أغسطس الماضي عند باب بيته بمدينة النور ليتخلصوا من الإزعاج الذي سببه لهم، وهو السعي لاسترداد عمارتين سطا عليهما مسلحون، ويقيمون فيهما منذ ست سنوات. 
 
خلال عام الناس هذا نفسه نفذت دائرة الخدمات الطبية للمقاومة الوطنية عدة مشاريع صغيرة لتحسين ظروف عمل العاملين الصحيين، مثل تزويد المراكز الصحية بأدوات رش ومواد تعقيم ومطهرات، وآلات تنظيف، وفي الجهة الأخرى صار القطاع الصحي من أوسع البيئات التي يترعرع فيها الفساد، وغدت مستشفيات ضخمة مثل المستشفى العسكري ومستشفى الثورة -أكبر مستشفيات تعز- عرضة يومية للاقتحام من قبل الجماعات المسلحة التي لم تجد مكانا رحيا لتصفية حساباتها، سوى غرف عيادات المستشفيات وغرف عملياتها، والمطاردة في (الطواريد).. وبينما استثمر قائد المقاومة الوطنية علاقاته الطيبة مع وزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية، وانتزع من الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع، موافقة على تقديم تمويل لتشييد ثلاثة مستشفيات ميدانية، تقدم رعاية صحية لسكان الساحل الغربي التهامي- التعزي، فإن المتابعين المحليين والإقليمين قد باتوا يرون أن الآخرين في الجهة الثانية، يوظفون ولاءهم لتركيا وقطر لمصالح تلكما الدولتين ولمصالحهم الشخصية، وللإضرار بمصالح اليمنيين.
 
أرأيتم الفارق بين انتفاضة 2 ديسمبر2017 وربيع 11 فبراير2011؟ إنه كالفارق بين العفاشي وخصومه.. وظاهر للعيان، كالفارق بين 280 مليون ريال من قيادة المقاومة الوطنية لإعادة ترميم وإعادة تأهيل مبنى المجلس المحلي لمديرية المخا ومرفقاته الذي دمرته الميليشيا الحوثية، وبين 280 ألف لتر بنزين و280 قطعة سلاح تهربها يوميا الجهة الأخرى إياها إلى الحوثيين عوناً منها لهم على المقاومة التي يقودها العفاشي!