صنعاء الرابع من ديسمبر.. «ما دامت هَجْعَتُها حُبْلَى.. فَوِلادَتُها لن تتأخّرْ»
الساحل الغربي، أمين الوائلي:
08:19 2020/12/04
اليوم أو مثله، 4 ديسمبر، لم تضع المعركة التي نشبت في الثاني من ديسمبر أوزارها، لكن جولة حاسمة انطوت فصولها واستراح محاربون أسلموا أرواحهم لباريها والسلاح قبض أيديهم والأصابع على الزناد.
هنا صنعاء 4 ديسمبر / كانون الأول 2017، الأخبار ليست جيدة وليست سيئة أيضا. في كل الأحوال كانت المصائر مرئية والنتائج محسومة ومحسوبة سلفا. الجميع كان يعرف أين يقف ويحصي خطوات المسافة النازفة بين الرمق الأخير وقدح الزناد.
العالم الذي بقي في مقاعد الفرجة لم يكن شيئا مذكورا ويستقصي الأخبار. ثلة كانت من تصنع التاريخ وتؤدي الامتحان بامتياز، الامتحان الأخير، بين دفتي مساحة ضيقة من شوارع وأحياء صنعاء.
مضى صالح وعارف إلى ذمة الله وفي ذمة اليمن الجمهوري. رجال كثر.. خيرة الخيرة من الرجال القلة الذين صمدوا مع الزعيم في ساعة العسرة واختاروا الموت بشرف، ماتوا بشرف.
من مضى ومن يتبقى؟ القائد الذي قاتل الطاغوت ونازل جحافل البغي والكهنوت عميت عنه عيون الردى، وبدأ من تلك اللحظة يخطط للجولة التالية، ليس بالضرورة في صنعاء، لكن حتما كل الطرق والجهات والجبهات تؤدي إلى صنعاء.
في الرابع من ديسمبر تصاغر كل شيء وكل أحد وكل خذلان، إنه التاريخ وليس كل أحد أهل للتاريخ، ليس شرعة لكل وارد. ولا انتهى شيء، كانت البداية تقرع أجراس البداية، والمشوار حليف السائرين.
يوم حزين كان، لكنه لم يعد كذلك. من فوره وإلى الآن تخلَّد في عين الشمس وخلَّد ذكرى الدم البطولي الذي احتشد بعنفوان اليمني وكبرياء الحميري وكل ما في العظمة والمستحيل من عظمة ومستحيل.
هنا المخا/ الساحل الغربي 4 ديسمبر/ كانون الأول 2020، الواحد الذي عميت عنه عيون المنايا بات أمة وجحافلا وجيشا وحراسا وجمهوريين والكثير الكثير من ديسمبر، وفي كل واحد منهم صنعاء.. قبلة الجمهوريين وعرفات حجهم.
في الثاني من ديسمبر أخذها المخاض، ولادة جديدة لصنعاء تمخضت.. في الأول من كانون الثاني، ربما، أو في مايو، أو ربما في أيلول، من يدري في أي يوم وشهر... وسنة... لكنها ستلد.. حتما.