تحذيرات أممية للمانحين تُروِّع اليمنيين.. حل أزمة اليمن أم المنظمات؟

  • عدن، الساحل الغربي، يٌمنى سالم:
  • 03:56 2020/12/04

تتصاعد لهجة وحدة التحذيرات الأممية من خطر المجاعة في اليمن والمقترن لديها بالضرورة بنقص التمويلات التي تتلقاها الأمم المتحدة من قبل المانحين تحت اسم الأوضاع الإنسانية في اليمن.
 
ماذا عن المجازر؟
 
لكن الأمم المتحدة نفسها تعجز طوال أكثر من عام عن الوصول إلى خزان النفط العائم صافر لصيانته ومنع كارثة مدمرة، كما تفشل في تحقيق أي تقدم على صعيد تنفيذ اتفاق الحديدة والإفراج عن السكان المحاصرين بالألغام والعبوات والحقول المفخخة وإطلاق سراح مدينة وسكانها مثل الحديدة.
 
كما تعجز عن إدانة مجازر الإبادة الجماعية التي ترتكبها مليشيات الحوثي وتسمية المسؤول عنها، لا تجد حرجاً أو تناقضاً في استدعاء الالتزامات والهبات المالية من المانحين تحت طائلة التورية والتلويح المبالغ بمخاطر وقوع مجاعة جماعية تهلك الملايين في اليمن (...) بحيث يصح التساؤل عما إذا كانت الأمم المتحدة ملتزمة بنزع وإزالة أسباب  الصراع ومولدات المجاعة والأزمات ذاتها أم أنها تساعدها على تقوية حجتها وإبقاء الترويع بالمجاعة والهلاك عامل ضغط.
 
حل مشاكل اليمن أم المنظمات؟
 
يتساءل يمنيون كثر، دون أن يلقي لهم ولاستفسارتهم أحد بالاً، حول الخط الفاصل بين أولويات حل مشاكل وأزمات اليمن ومعالجة أسبابها الحقيقية وبين حل مشاكل المنظمات مع نقص التمويلات التي تبدد معظمها في مصارف ونفقات وظيفية وسفريات وخدمات فندقية وإيجارات ووسائل نقل وحماية ورفاهية مكلفة.
 
في السياق، تعاقبت التحذيرات المشددة وبيانات الترويع الصادرة تباعاً عن منظمات دولية، سواءً بصورة منفردة أو عبر إعلانات مشتركة، فقد حذرت ثلاث وكالات أممية يوم الخميس 3 كانون الأول/ ديسمبر 2020، من أن "نافذة درء المجاعة عن اليمن تضيق"، وقالت إن "أرقاماً جديدة تكشف عن مستويات قياسية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في البلد الذي يعاني من حرب ومشاكل اقتصادية وصحية جمة."
 
الأمر يتعلق هنا بمنظمتي الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، وقالت ثلاثتها في بيان مشترك، إن "تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) لليمن يشير إلى أن جيوباً سكانية تعاني من ظروف شبيهة بالمجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف) قد ظهرت مرة أخرى لأول مرة منذ عامين."
 
تحذيرات للعالم!
 
وبحسب البيان ذاته "يحذر تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أن عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه الدرجة من انعدام الأمن الغذائي الكارثي يمكن أن يتضاعف ثلاث مرات تقريباً من 16,500 حالياً إلى 47,000 شخص بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2021." وتقول إن "عام 2021 سيكون أسوأ على الأكثر ضعفاً".
 
يحذر تحليل التصنيف المرحلي -أيضاً- "من أن أعداد الأشخاص الذين يواجهون المرحلة الرابعة من انعدام الأمن الغذائي -مرحلة الطوارئ- على وشك الزيادة من 3.6 مليون إلى 5 ملايين شخص في النصف الأول من عام 2021 - مما يضعهم أيضاً على شفا السقوط في ظروف كارثية -وربما مجاعة- إذا لم يحدث تغيير في المسار.
 
"يجب أن تكون هذه الأرقام المقلقة بمثابة جرس إنذار للعالم"، قال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، 
 
وقال شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، "إن إبقاء الناس على قيد الحياة من خلال الحفاظ على تدفق الطعام أمر حتمي، لكن هذه الدورة لا يمكن أن تستمر إلى الأبد".
 
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، "لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي بينما ينزلق اليمن نحو المجاعة ويعاني ملايين الأطفال والأسر الضعيفة من الجوع".
 
وأوضحت في البيان المشترك أن الوضع كارثي بالفعل، وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، سيموت المزيد من الأطفال.
 
"لقد منعنا المجاعة في اليمن من قبل، وينبغي أن نكون قادرين على منعها مرة أخرى، من خلال زيادة الدعم والوصول دون عوائق إلى كل طفل وعائلة محتاجة".

 

ذات صلة