لطائف

07:01 2021/01/14

تحدث الدكتور محمد الرمحي الرئيس السابق لهيئة تحرير مجلة العربي، عن متصلبي الرأي، والذين يتناقلون ويرددون روايات كاذبة ولا يعقلون الخرافات، ويأخذون الأساطير دون تدقيق أو تمحيص، وأشار إلى أن بعض المسلمين ما يزالون يعتقدون أن الهنود الحمر -السكان الأصليين لأميركا- تعرضوا للإبادة لسبب وحيد هو أنهم كانوا مسلمين!
 
ولأحد المتكلمين الحنابلة رسالة هاجم فيها الفلسفة، وردد مقولة: من تفلسف فقد تزندق، وبالمناسبة عرض إلى الفيلسوف إسحاق بن يعقوب الكندي فسبه واتهمه بالزندقة، وزعم أنه اكتسب هذا العلم الغريب المخالف للشريعة، بكثرة مجالسته لعالم اليونان سقراط الذي أفسد دين صاحبنا، ولم يكلف ذلك الناقد المسكين نفسه التدقيق قبل أن يدلي بشهادة الزور، ولو فعل لعلم أن سقراط قد مات قبل ميلاد الكندي بتسعمائة عام!
 
ويتذكر الكاتب العراقي المرموق خالد القشطيني أن جدته كانت في الأربعينيات تحكي لهم عن أخبار الانتصارات التي يحققها الإمام علي في ذلك الوقت! ودائما كانت تسأل الله ينصر الإمام وجيشه على الكافر هتلر، فقد كانت تسمع عن الحرب العالمية الثانية وتعتقد أنها تدور بين المسلمين بقيادة الإمام علي بن أبي طالب من جهة، والألمان النصارى الكفار بقيادة هتلر في الجهة المقابلة، ومع ذلك فإن توهم الجدة العراقية أحسن من بصّر خطيب أكبر جامع في المستعمرة البريطانية عدن، فقد كان يختم خطبتي الجمعة بالدعاء: اللهم يا قوي يا عزيز، اهلك الجرمان وانصر الانجليز!
 
،،،
منتحل مهنة صحافي، تعجّب مرة فأثار العجب، قال: عجيب، أنا أعرف أن الناس يغيروا أسماء أولادهم وهذا معتاد، أما أن تغير بلدان أسماءها فغير معتاد ولا معهود، والأعجب من ذلك أن الاسم الجديد للدولة هو اسم شركة مواتر.. قلنا: من هي؟ قال: برمة، غيروا اسمها قبل سنين قليلة إلى اسم جديد هو ينمار، وهذا أصلا اسم الشركة اليابانية التي تنتج آلات ينمار.. قلنا له: ما سمعنا بهذا، لكن كون أننا لم نسمع بذلك لا ينفي صحة قولك، فأثيوبيا -مثلاً- كان اسمها الحبشة.. بعد شهرين تقريباً طالع صديق تقريراً بالمصادفة، وعرف منه أن  الحكومة في بورما غيرت اسم الدولة، ومن حينها صار اسمها الرسمي جمهورية ميانمار.. قلت هكذا إذن ميانمار، لم تكن برمة، ولا صارت يانمار ولا ماطور، ولا أي آلة من التي تصنعها شركة يانمار اليابانية، لا غفر لك يا مصباحي، وقلك برمة كمان! 
 
،،،
استقال من عملهم في قناة الجزيرة القطرية إعلاميون كثر.. الإناث منهم مثل حسينة أوشان، جمانة نمور، لينا زهر الدين، جلنار موسى، نوفر عفلي، ولونا الشبل، تركن العمل إما احتجاجاً على فرض قيود على حرياتهن الشخصية، وإما بسبب تحرش جنسي، وذكرت واحدة أو اثنتان عدم احترام القواعد المهنية، وهي الآفة التي هرب بسببها مذيعون مثل حداد وجميل عازر.. المسلي في الموضوع هو ما ذكره أحد المستقيلين، فقد اكتشف -بعد مدة زمنية طويلة- أن الأشخاص الذين كانوا يدلون بشهادات أو تعليقات أو آراء حول موضوع حلقة من برنامج، أو خبر، وكان يعتقد أنهم يتحدثون إليه من القاهرة أو لندن أو صنعاء مثلاً، كانوا يتحدثون من غرفة جوار الاستديو في الدوحة، خصصتها إدارة القناة لذات الغرض، وهي التي تلقن المتحدث ما يتوجب عليه قوله للمذيع.
 
،،،
ومسك اللطائف رفيقنا أحمد غيلان، ففي نحو العام 1995 كان له عمود في صحيفة الميثاق، اختار له علواناً ثابتاً هو نغبشة.. وكم نغبش وكم!! حتى ضج منه بعض كبار الفسدة وصغارهم.. ذات مرة كتب عن مشروع طريق في السدة تقريباً لم ينفذه المقاول الكبير كما ينبغي، تحدث صاحبنا عن الطريق، وجاء على ذكر العبّارات، فقال لو مرت على واحدة من تلك العبّارات نملة سوف تنهار.. بعد أيام جاء رسول من المقاول إلى مقر الصحيفة برفقة مسلحين، ولما سأله أحمد الرمعي -سكرتير التحرير- عن الغرض، قال: سلموا لنا أحمد غيلان.. لماذا: هو صاحب نغبشة.. من أمره ينغبش..؟ ودافع أحمد الرمعي عن الكاتب المنغبش، فقال للجماعة قولوا للمقاول عيب عليه، فهو عضو لجنة دائمة للمؤتمر الشعبي، وهذا مقر صحيفة المؤتمر، فيكون قدوة، وإذا هو متضرر يسلك سلوكاً مشروعاً، يرد، يصحح، أو يلجأ للقضاء، ولا يجوز له إرسال مسلحين لتهديدنا وخطف صاحبنا.. صاحبنا كتب كلمتين ولا نظنه مسك بندق في حياته.