معي صديق عايش بتركيا ورزقه الله بمولودة قبل أشهر، لكن للأسف جاءت مولودته مع مرض من الأمراض المتعبة واللي تحتاج إلى اهتمام بالغ وإلى كورسات طبية مضبوطة على يد أطباء خبراء.

 

صاحبي التركي، مثل معظم الأتراك، مش قادر يسفر بنته الخارج، لكن ربي رحم بحاله وكان به في اسطنبول دكتور شاطر وخبرة 35 سنة وكفاءته عالمية. من كثر ما هو شاطر الدكتور عليه زحمة حجوزات كبيرة، وتحتاج أسبوعين أو ثلاثة وأحياناً شهر عشان تحصل عنده حجز، وما فيش عنده حاجة اسمها وساطات، كله بالدور.

 

صاحبنا بدأ يعالج بنته عند هذا الدكتور والوضع تمام مع بنته، لكن ملاحظة مدى استجابة الطفلة للعلاج يحتاج إلى ما يقارب ثلاث سنوات وصاحبنا عاده في أول ستة أشهر.

 

قبل أيام كانت العودة حق بنت صاحبنا وراح شاف الدكتور، وكان وضع بنته كويس بس مدى استجابتها للعلاج مش ظاهرة وضروري يكملوا ثلاث سنين.

 

صاحبنا سأل الدكتور متى العودة؟ قله الدكتور بعد ثلاث أشهر بس احتمال كبير انه يجي هذا الموعد وانا قد سافرت أو قد تركت الشغل!

 

تعرفوا ليش الدكتور يشتي يهج من البلاد أو يترك الشغل؟

لأنه قدله 35 سنة يشتغل بكل احترام وتفان وما حد دعس له على طرف، لما جت الحكومة التركية.

 

كل شوية يتنبعوا له بالأسلحة يشتوا يدخلوا أصحابهم قبل الناس ويخالفوا الدور، يشتوا يدخلوا بدون انتظار مثل باقي الناس لأنهم بيحسوا نفسهم مش مثل باقي البشر، بيحسوا نفسهم أبناء الله واحباؤه.

 

كل شوية مضايقات اتصالات تهجمات عشان يمشوا من يشتوا خارج الدور وعشان الوساطات والمحسوبيات، لما الرجال قدوا يشتي يبطل العمل أو يهج، عاد باقي عشرة دكاترة شاطرين في تركيا، الحكومة التركية عتخليهم يهجوا من تركيا ويلاه..

 

مش عارف أنا أيش مشكلة الحكومة التركية هذه!؟

ليش بيفرحوا لما يهجروا الناس ولما يخربوا كل جميل في تركيا؟

 

معانا ثلاثة احتمالات

يا أنهم بيستلموا فلوس عشان يدمروا تركيا!

أو أنهم منتقمين يشتوا ينتقموا من تركيا ومن فيها ويخربوا أم أمها

أو أنهم "ساديين" مصابين بالسادية!

 

هكذا يتلذذوا لما يعذبوا الناس، يفرحوا لا شافوا دمعه أم وأب عشان غلقوا حفل تخرج ابنهم، يتلذذوا إذا جو جغروك وكسروا وخربوا رحلتك أنت وخبرتك..

يحتفلوا وينتشوا إذا واحد هج من البلاد هذه..

وبعدما يخلوا الواحد يهج من البلاد هذه، يجتمعوا ويضربوا أكياس الشمة ببعضها ويقولوا: نخب فلان الذي طيرناه من البلاد ويشربوا.

 

ما هم هولا الآوادم؟! أيش يشتوا؟!

الله يعين الأتراك ويعينك يا صديقي ويشفي بنتك.

 

قد الواحد يشوف مصايب الناس في البلدان الثانية ويحمد الله على الحياة الرائعة والفارهة اللي بنعيشها في اليمن.

قلب كبير للحياة في اليمن يا شباب.