الحاكم والموشكي وخبط اليائسين.. كيف الطريق إلى قلب مأرب؟

  • الساحل الغربي، كتب/ فيصل الصوفي:
  • 10:50 2021/02/23

منذ اليوم الثالث عشر من فبراير/ شباط الجاري وحتى أمس الأول تواترت الاجتماعات واللقاء الاستثنائية والعادية التي نظمتها قيادات ميليشيا الجماعة الحوثية، بدايةً مما أسمته الاجتماع القبلي العسكري الاستثنائي في صنعاء، مروراً باجتماعات ولقاءات موسعة، ومؤتمرات مصغرة استهدفت صنعاء، عمران، ذمار وملحقها البيضاء، إب، والحديدة.
 
حتى الآن لا يبدو أن هناك نهاية وشيكة للاجتماعات تلك، لكن الأكيد هو تمحور كل هذه المسميات حول قضية وحيدة: كيف يمكن إخلاء الطريق للميليشيا الحوثية كي تصل إلى قلب مدينة مأرب؟
 
عودوا من صف الوطن!
 
ابتكر أبو علي الحاكم مصطلحي عودة المخدوعين، وأبناء القبائل المغرر بهم في مأرب إلى قبائلهم، وتكلم عن آليات استقبال العائدين إلى صف الوطن؛ ذلك ليوحي للآخرين أن ليس لدى جماعته مشكلة سوى مشكلة تنظيم الجموع الكبيرة من العائدين المغررين الذين يتزاحمون في الطوابير!
 
 
لقد كان ملفتاً للنظر أن رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية للجماعة الحوثية اللواء عبدالله الحاكم، برز كحجر مفجر أو سيد الموقف في كل هذه الفعاليات، على الرغم من أنه لم يترأس أي اجتماع أو لقاء.
 
وكانت كلمة الحاكم هي الكلمة النهائية الحاكمة، وبعده ترددت على ألسن ببغاوات ذوات أسماء وألقاب مختلفة: اللواء علي الموشكي، اللواء علي الكحلاني، اللواء محمد العوامي، محافظ محافظة..، رئيس هيئة..، مدير دائرة عسكرية، رؤساء الكليات، القيادات العسكرية، رئيس الهيئة العامة لشئون القبائل، أمين مجلس، أعضاء مجالس محلية، مشايخ، أعيان، عقال، وجهاء، وحكماء دون حكمة.
 
خبطة الحاكم اليائس
 
الحاكم مهيمن نعم، لكنه خبط خبط اليائس.. في الاجتماع الأول يقول قد عاد من مأرب عشرين ألف مقاتل من أبناء القبائل، في الاجتماع الثاني يقول هيا بنا نشكل لجنة تواصل واتصال مع المغرر بهم (وشكلوها فعلاً برئاسة اللواء محمد العوامي)، ليأتي في ثالث اجتماع له صفر اليدين ويسائل في حيرة: أين هو جهد وتفاعل المشايخ والوجهاء والأعيان والحكماء؟
 
 
في هذه الأثناء كان القيادي الحوثي محمد ناصر البخيتي باقياً على ما يحسنه: الدعوة إلى جمع التبرعات واستمرار جهود تجنيد أبناء القبائل وإرسالهم إلى مأرب لتحرير حقول النفط والغاز هذه المرة.
 
يدعون أبناء القبائل للعودة من مأرب، وفي نفس الوقت يجندونهم لإرسالهم إليها.. هل أدرك هذه الازدواجية المشايخ والوجهاء والأعيان والحكماء؟
 
"فسحوا لنا الطريق"!
 
ضغط الدم المرتفع لدى اللواء الموشكي دفعه للهياج أمام المشايخ والوجهاء والأعيان والحكماء في اجتماع صنعاء.. يسائلهم عن التقصير الديني والوطني في التواصل مع أبناء القبائل في مأرب: أخرجوهم من مأرب، وإلا الهلاك لهم.
 
 
هذا التهديد بالهلاك التقطه اللواء عبد الله يحيى الحاكم بعد يوم واحد، وقفز به خطوات إلى الأمام، على الرغم من أنه تورط في اجتماع سابق فقال إن معركة الجماعة الحوثية في مارب معركة أخلاق وتسامح وعفو وآداب.. لكن كيف يمكنك الإمساك بالزئبق؟
 
تمثلت قفزة الحاكم في وجهين: الأول أنه تجرأ على المشايخ والوجهاء والأعيان والحكماء جرأة تفوق جرأة الموشكي عليهم.. قال لهم اجتمعنا بكم كي نشعركم بأهمية الموقف.. أهمية أن تتواصلوا مع أبناء القبائل الذين يقاتلون الجماعة في مارب، وتقنعوهم يعودا إلى قبائلهم، وأن لم تفعلوا، فاعلموا أنكم لم تدفعوا عنكم الملامة في المستقبل القريب! 
 
أما الوجه الثاني، فيتمثل في تهديد الحاكم لجميع من يوجدون على أرض مارب بالموت الزؤام.. أبناء القبائل الذين يقاتلوننا سوف يهلكون جميعاً لا محالة.. سكان مأرب بما في ذلك النازحون، عليهم إما الانضمام إلى جانب مقاتلي الجماعة، وإن لم يمكنهم ذلك عليهم الهرب إلى حضرموت أو باتجاه حضرموت.. وتهديد من هذا القبيل هو بحد ذاته جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف الأربع وبقية الاتفاقيات المتعلقة بالحروب، التي يطلق عليها جميعاً القانون الإنساني الدولي.
 
على كل، يخبط الحاكم وينخط الموشكي ويريدونها من المشايخ والقبائل بطريقة لا أحد يعرف كيف يمكنها ذلك: فسحوا لنا الطريق لمأرب!!
 

ذات صلة