جديد القائد العميد.. الجملة السِّياسية وحديث الهُوية الذي أغاظ الإماميين

  • الساحل الغربي، أمين الوائلي:
  • 07:45 2021/02/28

رسالة "الجبهة الواحدة" و"المعركة الوطنية المصيرية الواحدة" كما توخَّتها قافلة الساحل الغربي والقوات المشتركة إلى مأرب والصامدين دون أسوارها وجوارها جيشاً ومقاومةً وقبائلَ، أعادها القائد العميد طارق صالح، يوم السبت، خلال استقباله فريق القافلة.
 
هناك جديد هذه المرَّة، وتضمّنت كلمته جُملاً سياسية قوية وموقفية طُرحت مكتملة وبعناية، توقيتاً ومناسبة، وتحرّت مسؤولية الموقف الجبهوي لمقاتل وقائد تجاه ملاحم أسطورية يسطرها الأبطال الجمهوريون في ثغور مأرب وجبال وتلال وشعاب وصحارى البلق وصرواح وهيلان والكسارة والمشجح.
 
هناك ملمَحان رئيسيان في خطاب قائد المقاومة الوطنية، يوم السبت، وكلاهما على نفس الدرجة من التعبوية وصلابة الموقف، وأيضاً يعودان إلى جذر واحد شديد الصِّلة بـ"الهُوية"؛ هُوية المعركة، وهوية الانتماء والاحتماء بالجذور الصلبة:
 
أولاً: نجد التركيز الشديد على طبيعة المعركة في حقيقتها الأولى والنهائية، "إن الحوثي ورقة بيد إيران، وقراره ليس بيده، ولا يحمل أي معنى من معاني السيادة التي يتحدث عنها"، "أتت مليشيا الحوثي لتنفيذ مهمة معينة ضمن أجندة إيران بالمنطقة مثلما عملت لها أذرعاً في العراق ولبنان وسوريا أنشأت في اليمن."
 
ثانياً: الملْمَح السياسي الواضح والمكثَّف، وهو ما تكرر في موضعين من الخطاب أو الحديث إلى الحاضرين العائدين من مأرب والرمزية التي طبعت المناسبة بهذا الصدد: "قد نتفق مع أي مكون سياسي مستقبلاً على طاولة الحوار، لكن المشكلة في الحوثي الذي لا يقبل الحوار"، "هي حركة إرهابية دموية جعلت الموت مقدماً على الحياة منذ نشأتها في مران إلى اليوم."
 
ومرة أخرى يصل ما انقطع خلال الحديث، بين جملتين تكتملان جملة موقفية واحدة: "كما قلت لكم نحن نستطيع أن نتوافق مع أي قوى سياسية موجودة في الساحة عدا من يرفض ولا يقبل الخيار الديمقراطي وخيار الصندوق الانتخابي ويدعي حق الولاية، أي أنه منزّل من الله يحكمنا ونحن عبيد له".
 
هذه الرسائل على درجة من الجدة والصراحة لم تكن هكذا قبل الآن. ولعل هذا القدر كان أكثر من أغاظ الكهنوتيين الإماميين الذين استلوا أردأ وأسوأ أدواتهم للتعبير المسجل/ المصور عن دخيلة شوهاء ورد مبتذَل كمن يتخبّطه الشيطان من المسّ.
 
إلى هذه، نالت من السلاليين الكهنة في العمق أن يستل القائد حديث الهُوية الوطنية اليمنية المتجذِّرة في قلب التاريخ وصميم الذات: "نحن أبناء حمير وسبأ ومعين لا نقبل أن نكون عبيداً ولن نقبل أن يعود حكم الإمامة".
 
"هو الآن يمتلك مليشيات ويسيطر على كثير من بلادنا وأرضنا، لكنه لن يستقر وسنظل نقاوم حتى يتم إعادة الحق إلى نصابه واستعادة دولة يمنية تحترم نفسها وقوانينها وحرية أبنائها وتحترم جيرانها وتحترم المجتمع الدولي".

ذات صلة