تحليل وتوصيات لـ (ACW) - كيف يمكن لواشنطن أن تُصلح توددها «الفاشل» مع الحوثي؟!

  • الساحل الغربي، إعداد/ عبدالمالك محمد:
  • 10:11 2021/06/22

على الرغم من أن سياسة بايدن الجديدة بشأن اليمن كانت أشد قسوة على السعودية منها على الحوثيين إلا أنها فشلت في جعل الأخير مستعدا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في البلاد. حسبما قاله المركز العربي في واشطن(ACW).
 
مشيراً إلى أن الحوثيين، بدلاً من ذلك، كثفوا في الأشهر القليلة الماضية شن المزيد من الهجمات الصاروخية على المملكة العربية السعودية، بالتزامن مع هجوم عسكري كبير للسيطرة على محافظة مأرب، «حيث توجد حقول النفط اليمنية».
 
 
وذكر المركز في تحليل، تمسك الحوثيين برفع التحالف بقيادة السعودية بشكل كامل رقابته عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء كشرط للدخول في وقف إطلاق نار. في حين ينتاب السعوديين قلق من أن يؤدي قبولهم الشرط إلى تدفق الإمدادات العسكرية الإيرانية إلى الحوثيين.
 
وتابع: «لقد عززت بلا شك المخاوف السعودية بشأن الافتتاح الكامل لميناء الحديدة، حقيقة أن البحرية الأمريكية استولت في 8 مايو الماضي على سفينة شراعية في بحر العرب تحمل أسلحة قيل إنها من إيران ومتجهة إلى الحوثيين».
 
 
وقال إن هجوم مليشيات الحوثي المستمر على مأرب تسبب بإحباط متزايد للولايات المتحدة؛ لترد في 20 مايو بإدراج اثنين من قادتها العسكريين، محمد عبد الكريم الغمري، رئيس الأركان العامة الذي يقود عملية مأرب، ويوسف المدني في لائحة عقوابات وزارة الخزانة الأمريكية.
 
المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندركينغ نفسه أكد حينها بأن فرض العقوبات كان ردا على هجمات الحوثيين، منوها بأنهم، أي الحوثيين، ضاعفوا بهجومهم الضغوط على الوضع الإنساني الهش للغاية بالفعل ولم يحققوا أي انتصارات.
 
ومع أن ليندركينج دعا التحالف الذي تقوده السعودية إلى إزالة القيود المفروضة على الموانئ والمطارات التي يسيطر عليها الحوثيون، فإن غضبه «كان موجهًا بشكل أساسي ضد الحوثيين». 
 
في أي حال يبدو أن الضغط الأمريكي على الحوثيين لعب دورًا في إقناع كبير مفاوضيهم في عمان، محمد عبد السلام، بلقاء غريفيث في أواخر مايو بعد أن تجاهله في وقت سابق، غير أنه الاجتماع الذي لم يؤد إلى أي اختراقات. 
 
إذ صرح عبد السلام ببساطة على تويتر بعد الاجتماع أن الاثنين ناقشا مطالب الحوثيين برفع "الحصار" الذي من شأنه أن يمهد الطريق لوقف إطلاق النار.
 
يرى المركز: على إدارة بايدن، على الرغم من إحباطاتها، ألا تتخلى عن محاولة إنهاء الصراع
يرى المركز: على إدارة بايدن، على الرغم من إحباطاتها، ألا تتخلى عن محاولة إنهاء الصراع
 
حتى السناتور الديمقراطي كريس مورفي، الذي كان من أكثر المنتقدين صراحة في الكونغرس لدعم إدارة ترامب للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، انتقد الحوثيين في أعقاب رحلته لتقصي الحقائق إلى المنطقة. في مايو 2021.
 
صرح مورفي أن هناك "عرضًا مطروحًا على الطاولة مهمًا، والولايات المتحدة مستعدة لأن تكون نشطة وحاضرة في تلك المفاوضات"، ولكن الكرة في ملعب "الحوثيين"... إذا كانوا استمروا في هذا الهجوم [هم] سيضطرون إلى الرد على الكارثة الإنسانية التي ستحدث للعالم".
 
ومقابل المزيد من هجمات الحوثيين، أصدرت وزارة الخارجية في 4 يونيو/حزيران الجاري، بياناً جاء فيه جزئياً: "يتحمل الحوثيون مسؤولية كبيرة عن رفض الانخراط بشكل هادف في وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات لحل النزاع المستمر منذ ما يقرب من سبع سنوات والذي تسبب في معاناة لا يمكن تصورها للشعب اليمني".
 
وخُلص المركز العربي في تحليله بأن تصلب الحوثيين واستمرارهم في هجماتهم العسكرية، لم تثر غضب الولايات المتحدة فحسب «بل ساعدت الآن في تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية».
 
وتبعا له، ربما يعود أحد أسباب ذلك التصلب إلى الطموحات الإقليمية للحوثيين. حيث يشعرون أن الاستيلاء على المزيد من الأراضي، وخاصة محافظة مأرب، سيضعهم في موقف تفاوضي أقوى للتوصل إلى تسوية نهائية.
 
 
وفي توصياته لسياسة الولايات المتحدة يرى المركز أن على إدارة بايدن، على الرغم من إحباطاتها، ألا تتخلى عن محاولة إنهاء الصراع.
 
مشددا على أنه يجب عليها عوضا عن ذلك التأكيد لجماعة الحوثي بأن صبرها آخذ في النفاد وأن المزيد من قادتها، والمدنيين منهم، سيعاقبون ما لم يوقفوا هجماتهم الصاروخية على السعودية وهجومهم في مأرب.
 
وفيما يخص القيود المفروضة على الموانئ والمطارات التي يسيطر عليها الحوثيون قال إن على واشنطن أن تضع على الطاولة سلسلة من الأحداث المقترحة التي من شأنها تخفيفها بينما يقلص الحوثيون عملياتهم العسكرية، بهدف التوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار ثم البدء في عملية تسوية سياسية.
 
في الوقت نفسه، ينبغي على المسؤولين الأمريكيين في فيينا بالنمسا، حيث تجري مفاوضات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن القضية النووية، أن يوضحوا للإيرانيين أن عناد حلفائهم الحوثيين لا يخدم أي غرض ذي مغزى ولا يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الإنساني الرهيب. 
 
وعلى الرغم من تفضيل أشخاص في إدارة بايدن إنفاق الوقت والموارد الدبلوماسية لشرق آسيا على إنهاء الصراع اليمني، إلا أن على الرئيس بايدن مقاومة ذلك. قال المركز. 
 
وأكد أن جهود الأمم المتحدة ستكون أكثر فاعلية من خلال المشاركة الأمريكية المتزايدة، داعيا إلى مشاركة مباشرة من وزير الخارجية أنطوني بلينكين، وليس فقط المبعوث الخاص تيم ليندركينغ.
 
موضحا: «هذا من شأنه أن يشير إلى جميع الأطراف أن قضية اليمن يتم رفعها على رأس أولويات واشنطن».

ذات صلة