تغييب وقتل وتعذيب: مقصلة "الصحفيين اليمنيين" الحوثية

  • الساحل الغربي، محمد يحيى:
  • 08:01 2021/11/06

في خطابه الذي ألقاه مطلع سبتمبر 2015، قال عبد الملك الحوثي -زعيم المليشيا الموالية لإيران في اليمن: "إن من فئة الإعلاميين من هم أكثر خطراً على هذا البلد من الخونة والمرتزقة الأمنيين المقاتلين".
 
قبل ذلك، وفي 20 مايو 2015، قُتل صحفيان بعد أن استخدمهما الحوثيون دروعاً بشرية، وكان الصحفيان عبدالله قابل ويوسف العيزري اعتقلا عند حاجز تابع لميليشيا الحوثي، بعد اكتشافهما لعقد لقاء للحوثيين في محافظة ذمار، وتم وضعهما عن قصد في مخزن للسلاح، استهدفته طائرات التحالف، ما أدى لمقتل الصحفيين.
 
في 26 مارس 2015، بدأت مطاردات الإعلاميين والصحفيين من قِبل الحوثيين، واعتقلت المليشيا عشرة صحفيين، حوكموا بتهم ملفقة تزامناً مع بدء التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عملية "عاصفة الحزم".
 
وبالرغم من تبرئة ستة صحفيين من قِبل المحكمة الجزائية التابعة للحوثيين في صنعاء في أبريل 2020، لم يخرج الصحفيون الستة إلا في أكتوبر من العام ذاته ضمن صفقة بين حكومة هادي والحوثيين، تحت رعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة، شملت تبادل ما يزيد على ألف سجين وأسير بين الجانبين.
 
وبينما تم الإفراج عن الصحفيين الستة، فقد أصدرت المليشيا أوامر بإعدام الأربعة الآخرين، وهم: حارث حُميد وعبدالخالق عمران وتوفيق المنصوري وأكرم الوليدي.
 
وفي 6 أبريل 2015 اختطفت عناصر حوثية الصحفي وحيد الصوفي، من بريد التحرير بصنعاء أثناء تسديده لفاتورة انترنت، وحتى الآن لا يعرف أحد عنه شيئاً ولم يستطع أحد أن يتوصل لمكان إخفائه القسري.
ومنذ انقلابها، وسيطرتها على العاصمة صنعاء، تمارس مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، صنوفاً من التعذيب الجسدي والنفسي ضد الصحفيين المعتقلين في سجونها، وإخفاء بعضهم قسرياً، ومنع العلاج عنهم، بحسب أسرهم التي دعت وما زالت تدعو إلى إنقاذهم والإفراج عنهم.
 
ولم تجد كل الدعوات للمنظمات الدولية أي استجابة في الضغط على المليشيا للإفراج عن الصحفيين المختطفين والمعتقلين والمخفيين قسرا في سجونها، أو العمل على محاكمة المليشيا أمام المحاكم الدولية، في ملف ما زال يحمل الكثير من الأسرار لمجموع الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن.
 
ومنذ العام 2015 وحتى الربع الثالث من 2021 سُجلت 1359 حالة انتهاك بحق الصحفيين بينها 38 حالة قتل، وفقد الكثير من الصحفيين وظائفهم فيما طورد الكثيرون، وتوقفت مرتبات المئات واُغلقت عشرات الصحف الحزبية والمستقلة والمواقع والقنوات والوسائل الإعلامية المختلفة وحجبت المئات من المنابر الصحفية والإعلامية الإلكترونية، حسب رصد لنقابة الصحفيين اليمنيين.
 
إلى ذلك، قُتل 10 صحفيين في العام 2015، و10 آخرون في العام 2016، فيما قتل 3 صحفيين في العام 2017، وفي العام 2018 قتل 10 صحفيين، وفي العام 2019 صحفيان، وفي 2020 قتل 3 صحفيين.
 
ولا يزال 10 صحفيين مختطفين لدى مليشيا الحوثي، وهم: (وحيد الصوفي، وعبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، أكرم الوليدي، حارث حميد، نبيل السداوي، ومحمد عبده الصلاحي، وليد المطري، ومحمد علي الجنيد، ويونس عبدالسلام) أربعة منهم صدرت بحقهم أحكام الإعدام، وتصر مليشيا الحوثي على المساومة بقضيتهم وإخضاعهم لعملية تبادل مع المختطفين والأسرى المقاتلين.
 
وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين، في بيان لها بمناسبة الثاني من نوفمبر، اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين في أنحاء العالم، إن النقابة تؤكد على أن منتهكي حرية التعبير في اليمن لن يظلوا بعيدين عن المساءلة، متحصنين طويلا بهذا الوضع الهش والمنفلت، عليهم أن يوقنوا أن العقاب سيطالهم وأنهم سيوصمون بالعار إلى الأبد. 
 
ونوهت النقابة إلى أهمية تكثيف كل الجهود لمقاومة حصانة قتلة ومنتهكي الصحافة والصحفيين، والسعي الصادق لتحقيق العدالة لمئات الضحايا، وجبر ضرر أسرهم وذويهم وإنهاء معاناة القابعين في السجون والمغيبين في الزنازين والقابعين تحت طائلة الأحكام الانتقامية الظالمة وذلك بسرعة تحريرهم والاستجابة لنداءات العالم أجمع.

ذات صلة