"هناء".. شابة سلبتها قذيفة حوثية حياتها.. وشهود عيان يروون لـ"منبر المقاومة" المشهد الدموي

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/06/07

خاص - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضيتتعاقب المجازر الدموية التى ترتكبها مليشيات الحوثي بحق مدنيي مدينة تعز عامة وحي البعرارة على وجه الخصوص، ليشهد هذا الحي أبشع الجرائم متسلسلة بالوقت والزمن منذ ستة أعوام، حيث دفع أبناء المنطقة الكثير الضحايا وتعرض آخرين لإعاقات دائمة.
 
هناء عادل شابة في مقتبل العمر وغيرها من سكان الحي يعيشون في انتظار قذيفة حوثية او ماشابهها من وسائل الجريمة لدى المليشيات، وفي سبيل الحياة وطريقها الطويل سقطت قذيفة هاون حوثية على حي البعرارة ظهراً، في الثالث من يونيو الجاري لتقطع طريق حياة هناء وتوقفها عن حافلة النقل قبل الوصول إلى مبتغاها مبعثرة اشلائها في مشهد تقشعر منه الأبدان الحية. شهود عيان يروون لـ "منبر المقاومة" المشهد الدموي الذي ارتكبته المليشيات الحوثية شمال غرب مدينة تعز. يقول سعيد محمد أحد سكان الحي وهو شاهد عيان على بشاعة المجزرة الملشاوية: في تمام الساعة الواحدة ظهراً من مساء احد أيام شهر مايو 2020م سقطت قذيفة هاون أطلقتها المليشيات الحوثية في منتصف الشارع العام، الصوت فقط كان يحمل من الرعب ما يكفي سكان الحي من الصدمة وإثارة القلق لأيام متعددة، فور سقوطها تعالت أصوات الوجع تدرجياً, احتشد الكثير من أبناء الحارة والقلق يخيم عليهم خوفاً من سقوط قذيفة أخرى تحصد الكثير من الضحايا، كان مشهدا بشعا مزق أشلاء الضحايا ونثرها على قارعة الشارع.شظايا القذيفة الحوثية اخترقت رأس الشابة هناء عادل وهي تقف في مقعد باص النقل، وقفت على الكرسي منتظرة الوصول لما تريد، لكنها فقدت رأسها وتوقفت محطة حياتها بشظايا تلك القذيفة، سائق الباص كان يبحث عن مكان آمن يختبئ فية، أصابته الهستيريا بعد إصابته بجروح متفرقة في جسده، الطفلان إيناس ورعد كان لهم نصيباً من القذيفة الحوثية شكل خطراً على حياتهما مقارنة بطفلين آخرين كانت إصابتهما طفيفة. يقول الحاج عادل اسماعيل والد هناء لـ "منبر المقاومة" بعد محاولات متكررة للحديث معه: ما زال الحزن أخضر على عتبات قلبي القتيل، في أي ناحية أقف في جميع النواحي افتقد ابنتي، كنت أخشى هذه اللحظة وأخاف من وقوعها، في كل المجازر السابقة التى ارتكبتها المليشيات الحوثية بحق المدنيين بهذا الحي وخشيت هذا الرحيل المفاجئ الدائم ليضعني في سجن الحياة، وليومنا هذا لم نذق رائحة الحياة، ولا ندري ما يخفيه الزمن خلف جدرانه، قصدت هناء السوق المركزي لجلب احتياجات منزلنا لكنها لم تصل حتى الآن بفعل قذيفة المليشيات الحوثية، منعت أنا وكل أسرتي من النظر لجثمانها من قبل أهالينا ولم أحظى بتوديعها الوداع الاخير.. بحرقة قلب يواصل القول: هل ما تبقى من أطفالنا ستاخذهم قذائف وقناصة المليشيات، وتكسر قلوبنا لرحيلهم؟ فالمليشيات أوصلت الحزن والأسى الى كل منزل وكسرت خاطر كل الأسر. عاقل الحي أكرم حميد يدلي بتصريحه لـ "منبر المقاومة" عن الجرائم التى ارتكبتها المليشيات الحوثية في حي البعرارة منذ تحريرها، يقول: بعد تحرير حي البعرارة والتباب المجاورة له من مليشيات الحوثي واجهت المليشيات الرفض الشعبي بتكثيف القذائف الصاروخية وترصد قناصينها لحصد أرواح المدنيين، في عام 2016، أجبرت المليشيات سكان الحي أن يظلوا في الظلام ،ولذلك كان قناص المليشيات يستهدف أي شعاع في أي منزل. في ذات السياق رصدت اللجنة الوطنية لرصد الانتهاكات خلال الفترة مابين يناير 2016 حتى نهاية مايو من العام الجاري بحي البعرارة اكثر من 23 قتيل استهدفهم قناص المليشيات المطل على المنطقة بينهم 6 أطفال و 8 نساء إضافة لأكثر من 109 قتيل قتلوا بقذائف عشوائية أطلقتها المليشيات الحوثية على الحي ومربع المدينة السكنية و 234 جريح معظمهم يعانون من إعاقات مزمنه، عجزت الكثير من الأسر عن علاج أبنائها نتيجة التكاليف الباهضة والاعاقات المستدامة كالشلل و بتر الأطراف وغيرها من الإعاقات. هذا وتستمر المليشيات الحوثية في اجزاء واسعة من المدينة بتنفيذ جرائم جسيمة تستهدف بها المدنين العزل وتتفاوت تلك الجرائم من فتره الى أخرى بحيث تتناسب مع توجيهات صناع القرار لدى المليشيات، ورغم الإدانات المستمرة لمختلف الإنتهاكات المليشاوية من قبل منظمات محلية ودولية حقوقية وإنسانية، لم تتوقف جماعة الحوثي عن استهداف المدنيين، ناهيك عن الحصار الخانق على مدينة تعز المستمر منذ مطلع عام 2015 والتعسفات الدائمة ضد أبنائها.
 
 

ذات صلة