ماكرون يندد.. فرنسا: منحوتة لتخليد ذكرى الأمير عبد القادر الجزائري تتعرض للتخريب

  • (أ ف ب):
  • 06:58 2022/02/05

أفاد صحافيون من وكالة الأنباء الفرنسية أن منحوتة لتخليد ذكرى البطل الوطني الجزائري الأمير عبد القادر تعرضت للتخريب قبل تدشينها السبت في فرنسا.
 
وقد تضرر الجزء السفلي من المنحوتة بشكل كبير. وهي معروضة في بلدة أمبواز (وسط) حيث تم اعتقال الأمير عبد القادر مع عدد من أفراد عائلته من 1848 إلى 1852.
 
وقبل حفل التدشين بقليل، اكتشف المارة والحاضرون أن اللوحة الفنية للأمير المنحوتة على صفيحة حديدية من إنجاز الفنان ميشال أوديار، تعرضت للتخريب وأصيب الجزء السفلي منها بأضرار كبيرة.
 
وفي تعليق أرسله لفرانس برس ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتخريب. وقال "لنتذكر ما يوحدنا، فالجمهورية لن تمحو أي اسم أو أثر من تاريخها ولن تنسى أيا من إنجازاتها. لن تزيل أي تمثال". 
 
ولم يتم تغيير موعد تدشين المنحوتة التي أعرب تياري بوتار رئيس بلدية أمبواز عن "سخطه" لتخريبها. وقال بوتار: "شعرت بالعار للتعامل مع قطعة فنية وفنان على هذا النحو. والشعور الثاني بالطبع هو السخط. إنه يوم توافق من شأنه التوحيد ومثل هذا السلوك لا يوصف".
 
في نفس السياق، قالت وسيلة سوم (37 عاما) الفرنسية من أصل جزائري، إنها تشعر "بحزن عميق". مضيفة: "لقد تم ذلك بآلة وهذا التخريب لا يقف وراءه أولاد. إنه لأمر مخز وفي الوقت نفسه ليس مستغربا مع خطاب الكراهية والأجواء الحالية المشحونة"، وترى في هذه المنحوتة "رمزا للتقارب بين الشعوب والحضارات".
 
بدوره، دعا سفير الجزائر في فرنسا محمد عنتر داود إلى "مزيد من الحوار والتفاهم".
 
وصرح رئيس فرقة الدرك هوج لويز بأن "اللوحة كانت في حالة جيدة منذ وضعها قبل عشرة أيام. وعاينت الشرطة هذا الصباح التخريب من دون تسجيل أي تبن للعملية". وأشار إلى أن شرطة البلدية لاحظت الضرر بعد الساعة السابعة بتوقيت غرينتش.
 
وأعلن النائب العام لمدينة تور غريغوار دولان، فتح تحقيق من أجل "تخريب خطير لملك المصلحة العامة وملكية شخص عمومي".
 
واقترح المؤرخ بنيامين ستورا هذه المنحوتة بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر في تقريره عن "تنقية الذاكرة المتعلقة بالاستعمار والحرب في الجزائر" الذي سلم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يناير/كانون الثاني 2021.
 
ويعد الأمير عبد القادر بن محي الدين (1808-1883) شخصية بارزة ومحورية في تاريخ الجزائر. ولعب الرجل الملقب ب "أفضل عدو لفرنسا" دورا كبيرا في رفض الوجود الاستعماري الفرنسي في الجزائر. وهو من مؤسسي الجزائر الحديثة.
 
وبعد استسلامه، سجن في تولون (جنوب شرق) وبو (جنوب غرب) ثم في شاتو دامبواز من 1848 حتى إطلاق سراحه في 1852. وقد عاش في المنفى في دمشق حيث تميز في 1860 بالدفاع عن مسيحيي سوريا الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد. هذا الموقف جعله رمزا للتسامح. سيكافأ في فرنسا بتقليده وسام جوقة الشرف.
 

ذات صلة