تستهدف مليشيات الحوثي التي تعاني من نزيف المقاتلين في الجبهات طلاب المدارس في صنعاء ومحافظات أخرى للتحشيد وتحريض الطلاب على الالتحاق بالحرب تفعيلا لخطط وبرامج كانت أعدتها قيادات ودوائر حوثية أوصت باعتماد طلاب الثانوية خصوصا كمخزون بشري تحت إلزامية التجنيد.

 

وضاعفت المليشيات مؤخرا تحركاتها واستهدافاتها للمدارس، ويطوف مشرفون ومتحدثون وقيادات حوثية مدارس الثانوية لمحاضرة الطلاب في فصولهم علاوة على محاضرات جماعية في ساحات المدارس تحريضا على الالتحاق بالجبهات باسم الجهاد والتحذير من المنافقين الذين يتكاسلون عن المشاركة ويتخلفون عن الجبهات.

 

ووصلت شكاوى وشهادات إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بوقائع تجشيد ومحاضرات وفعاليات استهداف تنفذها المليشيات في مدارس الثانوية. غرد عبدالله يحيى العلفي، وهو كما يعرف نفسه باحث وناشط حقوقي: "اولادي محمد (٢ثانوي) وفؤاد (١ثانوي) عادوا من المدرسة اليوم واخبرونا أن مشرف ثقافي من انصارالله(الحوثيين) زارهم الى المدرسة والقى ف كل فصل محاضرةيحثهم على واجب الالتحاق بجبهات الحرب،وقال لهم: لا يوجد حياد في الدفاع عن اليمن إما تكون مجاهد أو منافق. هل هذه محاضرة ثقافية والا تهديد؟"

اولادي محمد (٢ثانوي) وفؤاد (١ثانوي) عادوا من المدرسة اليوم واخبرونا أن مشرف ثقافي من انصارالله(الحوثيين) زارهم الى المدرسة والقى ف كل فصل محاضرةيحثهم على واجب الالتحاق بجبهات الحرب،وقال لهم: لا يوجد حياد في الدفاع عن اليمن إما تكون مجاهد أو منافق.
هل هذه محاضرة ثقافية والا تهديد؟

— عبدالله يحيى العلفي (@ayolofi) February 16, 2022

تزامنا، أكدت مصادر عاملة استهداف المليشيات للجامعات والكليات الجامعية عبر عمليات ترقيم مباشرة من كشوفات وسجلات شؤون الطلاب، وإعداد برامج استدعاء مرحلية عبر مجموعات وفي فترات متلاحقة.

 

تحاول المليشيات بكل السبل مواجهة فجوة تتسع في العنصر البشري المستنزف عبر سبع سنوات من المعارك والتحشيد والتجنيد الإجباري والزج بعشرات الآلاف إلى جحيم وموت محقق ومجاني، في ظل تصاعد الخسائر البشرية الكبيرة التي منيت وتمنى بها المليشيات تباعا لاسيما في جبهات ومعارك شبوة ومأرب والجوف ووصولا إلى حجة وصعدة مؤخرا.

إقرأ أيضاً:
- ارتباك وتشديد حوثي.. ما الذي استهدفه التحالف بريف صنعاء الغربي؟
- موقع استخباراتي: مساعٍ إيرانية لرفد الحوثيين بـ20 ألف مجند عراقي
- وقائع اجتماع عاصف مع مشايخ طوق صنعاء.. المحافظ الحوثي "يلطم" شيخاً قبلياً ويشتم ويتوعد الآخرين

كل ذلك في مقابل الاستنزاف الجائر للقبائل والمجتمعات المحلية والمديريات وتزايد التذمر والاستياء والرفض في الأوساط الشعبية  أمام المحرقة المهولة والمفتوحة وحجم الخسائر التي دفعتها كل بلدة وقرية ومديرية ومدينة.

 

وبينما تفرض المليشيات إجباريا على مشايخ ووجاهات القبائل أعدادا مقطوعة من المقاتلين وقوبلت برفض وتحفظات متزايدة، تستهدف بالتزامن الكتلة العددية الكبيرة والشابة المتمثلة في طلاب المدارس، وكانت هذه الكتلة دائما هدفا للتحشيد والتغرير بالطلاب إلا أنها مؤخرا زادت في الاعتماد على استقطاب وتحشيد أعداد أكبر لسد النقص والعجز.