حديث المقابر: الفضيحة في ذمار والضجة في المخا !

07:17 2022/02/21

اثنان من أهالي مدينة المخا، هما شاذلي، وطويل، انتهكا حرمة الموتى، فإذا بنا نرى اشتراكياً- يسارياً كان ذات يوم قريب يطالب بتصحيح القرآن، ينسب الجرم إلى المقاومة الوطنية.. لقد التحق بالعصابة الحوثية وتنازل عن تنقية مصاحف المسلمين من الأغلاط التي اكتشفها!
 
خدمة العصابة الحوثية تستدعي من الخدام التضحية بشرفهم، وأن يكونوا منافقين بالضرورة، والمشار إليه قبل قليل لم يكتب كلمة واحدة عن مقبرة العمودي في ذمار التي انتزعها مهدي المشاط وبعض أعوانه، من الموتى دون نكير، وشرعوا في دكها أو تسوية أرضها، وتخطيطها لبناء مشاريع متنوعة، مدرة للمال الكثير.
 
على أنه من غير المستبعد أن الرجل أراد صرف أنظار الناس بعيداً عن الفعل الشنيع الذي أقدم عليه المشاط ومعاونوه في العمودي، فلم يجد سوى حادثة الجعدي لينسبها للمقاومة الوطنية، لكنه لم يوفق، فسكان المخا يعرفون أن المعتدين الاثنين هما من أهلها، واليمنيون يدركون أيضا أن قائد المقاومة الوطنية يعد خير الناس لجهة احترام الأحياء والموتى، والمساعدة في صون الملكية العامة والخاصة، بقدر ما يدركون أن المشاط وقادة العصابة هم شر الخلق.
 
المسألة في المخا كانت كالتالي: محمد شاذلي، باع أرضية لشخص يدعى هيثم  طويل، والأرضية ملامسة لمقبرة الجعدي.. أثناء قيام الاثنين بحفر أساس لبناء بيت، تجاوزا الحد، إلى داخل المقبرة، فظهرت قبور.. حاول خمسة من الجيران منع البائع والمشتري من الاستمرار في الحفر ووضع أساس البناء، لكنهم لم يتمكنوا من وقف الاعتداء على المقبرة، فلم يكف الرجلان عن إيذاء المقبورين ومشاعر المؤمنين.. الجيران أبلغوا مكتب الأوقاف والإرشاد.. وعندها قام الشيخ شهاب عبد الله هزاع نائب مدير مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد في المخا- والقائم بأعمال المكتب- بتحرير محضر بالواقعة وقع عليها الخمسة، ثم خاطب إدارة الأمن، ومن فورها بدأت في التصرف، لكن البائع فر بمجرد علمه أن المشتري قد تم اعتقاله، وتقول إدارة الأمن أن البائع الفار سيبقى قيد المراقبة وستصل إليه.
 
والآن، ليقل لنا داعية تصحيح المصاحف: هل يمكن لمكتب الأوقاف وإدارة الأمن في ذمار، اعتقال المشاط وأعوانه، ومساءلتهم عن الاعتداء على مقبرة العمودي، وقيامهم بتحويلها إلى أرض تشيد عليها مشاريع استثمارية خاصة؟ أو هل يمكن مساءلة رجال العصابة الحوثية على دك مقابر اليهود؟
 
في الجانب الآخر.. الحديث، أو الجديد، تتفنن العصابة الحوثية في تخطيط وتسوير وتنظيم مقابر ضحايا الحروب، وهم يعدون بعشرات الألوف.. نعني الذين ساقتهم للجبهات عنوة أو بالترغيب أو الخدع.. وقد كان يقال اليمن مقبرة الغزاة، فجعلتها العصابة مقبرة كبيرة لأهلها.
 
قالت سونيا غباش: كنت في مقبرة على قيد الحياة! هذه واحدة من المعتقلات المعذبات في قبر الأحياء.. عرض عليها المخبرون في صنعاء استخدام أساليب جنسية لاصطياد معارضين معينين، فلما قالت لا، أودعوها في غرفة ضيقة لا تعرف ضوء الشمس، ولا مرحاضاً، وزادوا صعقوها بالتيار الكهربائي، واغتصبوها لكي يقولوا لها لقد رفضت توظيف فرجك، وها نحن نفضه.
 
مقابر من هذا النوع لا حصر لها.. السجون التي تعتبر مؤسسات إصلاح وتربية، صيرتها العصابة سجوناً للأحياء الذين لا يأتمرون بأمرها.. وما سونيا سوى اسم في قائمة طويلة من أسماء النساء اللواتي يأبين الكسب بأثدائهن.. والاشتراكي- اليساري صاحب دعوة تصحيح مصاحف المسلمين، صم بم، ولما سمع أن مواطنين اثنين من أهالي المخا اعتديا على حرمة مقبرة الجعدي مرن قلمه، الذي لم يمرن على العمودي ومقابر الشباب والأطفال المقودين للجبهات عنوة، ولا المقابر الأخرى التي أشرنا إلى بعض منها.