مراكز الحوثي الصيفية.. مصانع للإرهاب والطائفية وتفخيخ لعقول الأجيال – (تحقيق ميداني)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/07/12

خاص / منبر المقاومة – تحقيق/ عبدالصمد القاضي: منذُ عامين وأكثر والمليشيات الحوثية تسلك نهج الجماعات الإرهابية الخطرة مستخدمة مايسمى "غسل الدماغ" لتستدرج أطفال وشباب اليمن الى مراكزها الصيفية لتحويلهم الى وقود حرب مستمرة نيرانها منذ عقود من الزمن.
 
يقال إن شرف الغاية من شرف الوسيلة، لتتلخص غايات وأهداف المليشيات الحوثية بوسائلها المنحرفة عن نظم وقوانين الإنسانية عبر التاريخ. تعود فكرة مركز استقطاب المقاتلين عبر المراكز الممنهجة الى عهد النازية في أوربا والجيل الاول للإرهاب بالشرق الاوسط، وتعود منهجية المليشيات الحوثية باستخدام المراكز الصيفية، الى ما قبل الحرب الاولى في صعدة حيث استجمعت قيادات المليشيات أبناء أهالي المناطق والمديريات تحت اقنعة المراكز الصيفية التعليمية ليتم تدريسهم الملازم الطائفية وكيفية القتال والحرب ضد الشعب والجمهورية، لتتكرر تلك المنهجية تحت مسمى المراكز الصيفية بإشراف قيادات المليشيات الحوثية، وجاءت هذه المراكز الملغومة بعد انهيار حقيقي لمقاتليهم شهدتها المليشيات بمختلف الجبهات لتأتي المراكز المفخخة وتغطي انحسارات جبهاتهم. ألاف الاطفال والشباب يتم ترحيلهم وترهيبهم بملازم الارهاب ومراكز الموت القادم من كهوف مران. واستحدثت المليشيات الحوثية مراكز صيفية جديدة بمختلف المحافظات القابعة تحت سيطرتها، يتم التحاق الطلبة بها وبشكل اجباري خلال فترة العطل الصيفية، وحتى في زمن كورونا القاتل، لتبلغ عدد المركز التى تم استحداثها في نطاق العاصمة صنعاء اكثر من 650 مركزاً صيفياً واكثر من 3000 مركز في محافظات مختلفة كعمران وذمار وإب وتعز وريمة والجوف ومأرب والبيضاء والمحويت والضالع موزعة على كل المديريات بالمدن والأرياف، فالمليشيات تسعى لغرس ثقافة الموت والكراهية والمناهج الطائفية والصرخة الحوثية في عقول أطفال وشباب اليمن، فكل من التحق بمراكز مليشيات الحوثي وشارك بدوراتها الطائفية وبرامجها الدخيلة على مجتمعنا لا يعودون إلى أهاليهم بل يتم الزج بهم في محارق الموت كوقود لاستمرار حروب الحوثيين العبثية ضد الشعب. "مراكز الموت" بوجع كلمتين يختصر محمد عبدالله مرعي مرارة تجربة الأقنعة المزيفة مع مليشيات الحوثي بمركزاها الصيفية بمحافظة تعز، محمد مرعي أكمل مرحلته التعليمية للصف التاسع نهاية عام 2018 على أمل أن يلتحق بالمرحلة الثانوية، وكغيره من الطامحين لتزويد قدراتهم العلمية سرعان ما التحق بمركز صيفي أعلنه مكتب التربية بمديرية التعزية تحت إشراف إدارة المليشيات الحوثية. محمد قال لـ"منبر االمقاومة": بداية الأمر مع أول لقاء داخل الفصل التعليمي للمركز كان حديث المدرب عن منهجية الدورة التى ستستمر اربعين يوماً متنوعة بين المعادلات الرياضية والتجارب الفيزيائية والكيميائية، وللاسف لم نشهد سوى تجارب الأسلحة والمعادلات الفكرية الطائفية ومبادئ الإرهاب الفكري التي تسربت إلى أذهان اكثر من 100 طالب داخل المركز الصيفي وكنت أحد ضحايا سموم ذلك المركز، بعد عشرين يوماً من الدورات الممزوجة بالطائفية والارهاب الفعلي لم نلاحظ كيف استمرينا بالمركز رغم انحراف اهدافه، بالفعل لقد استغلوا عقولنا الفطرية ليزرعوا فيها ما يريدون، ففي الخمس الأيام الأخيرة من الدورة عرض علينا رحلات ترفيهية لكنها كانت لزيارة المواقع العسكرية التابعة لهم وكان المشرف على المركز يقول لنا: انظروا الى المجاهدين بين حرارة الشمس في البراري والصحاري والجبال يدافعون عن "السيد القائد" ويصرخون بوجه امريكا وإسرائيل.......الخ" ويواصل: "زرنا مواقع عسكرية مختلفة ومنتديات ممتلئة بالملازم كالمركز الثقافي بالحوبان، وبعد أربعين يوماً من الضياع دعينا ليتم تقسيمنا، فكل خمسة طلاب ينظمون لفريق لا نعرفهم من الشباب والأطفال في مجاميع مختلفة يحضروننا للمشاركة بالجبهات، وزعوا لكل واحد منا سلاح آلي وجعبة فيها مخازن رصاص، تعلمت كيف أرمي لكني لم استطيع خوض الحروب، في السابع من مايو 2019 اجبرونا أن نذهب بمنطقة تدعى الشقب بجبال تعز وفي الصف الاول للمواجهات كمن يقولوا لنا اذهبوا فدائيين، أصبت بطلقة رصاص بالكتف، اشتدت المواجهات، ولم نرى أحد خلفنا من الذين كانوا يهتفون لنا بالتقدم، ووقعنا في قبضة المسلحين الذين يواجهوننا، ومن نسميهم "دواعش" اسعفوني وثلاثة من الذين كانوا معي الى مستشفى الصفوة وتم احتجازنا اكثر من شهرين ليتم تسليمنا لأسرنا، ما يحدث في المراكز الصيفية أشبه بالسحر خصوصاً على القاصرين بالسن حيث تزرع فيهم المليشيات سموم الإرهاب". أصبح محمد مرعي يطلق على اي مركز تعليمي "مركز الموت"، ويرفض مواصلة حياتة العلمية نتيجة صدمة نفسية مزمنة مازال يعاني منها منذ أكثر من عام. وكشف أحد منسقي المراكز الصيفية بتعز الى أن الطلاب الذين تستهدفهم الميليشيات الحوثية بمراكزها ومخيماتها الصيفية يخضعون بشكل مكثف لمناهج طائفية ومتطرفة تتضمن كتيبات وملازم للصريع حسين الحوثي، إلى جانب استماعهم لخطابات زعيم المليشيات المدعو عبدالملك الحوثي، ويعتبر ذلك استهداف لعقول الطلاب والشباب عبر مراكزها بمحاضرات تعبوية تحثهم على اعتناق الأفكار الطائفية وترديد الصرخة الحوثية وتدربهم على استخدام السلاح وإجبارهم بعد ذلك على الالتحاق بصفوفها للمشاركة بجبهاتها القتالية كوقود حرب.وبحسب تصريح اللجنة الإشرافية التابعة للمليشيات أنه خلال العام الماضي بلغ عدد الطلبة الملتحقين بالمراكز الصيفية بمدريات تعز اكثر من ثمانية آلاف و265 طالب وطالبة، وفي النصف الاول للعام الجاري بلغ عدد ضحايا المراكز الطائفية ستة الاف و478 طالب وطالبه بالمديريات الخاضعه لسيطرة المليشيات، وفي المحافظات الأخرى يتجاوز عدد الملتحين بتلك المراكز اكثر من 200 الف طالب وطالبه جميعهم تحت السن 17 عشر. أحد سكان مدينة إب، محمد مصلح يروي لـ"منبر المقاومة" كيف دفع ثمن المراكز الصيفية بحياة ابنه البالغ من العمر 17 عاماً، لتقاعسه وعدم متابعة تحركاته وأين ذهب وماذا يتلقي من محاضرات. وبحسرة يقول: «إن البداية كانت مجرد تعارف بسيط بين ابنه ومشرف حوثي بالحي الذي يسكن فيه ثم تحول التعارف إلى صداقة قوية بينهم ليتطور بعد ذلك إلى مشاركة ابني في تجمعاتهم ودوراتهم التي يقولون إنها مخيمات صيفية ومراكز ثقافية» ليتم اغوائه بتراهات وهرطقات جهادية متطرفة والزج به بجبهات القتال ليعود صورة بدون جثه لينظر إليه بنظرة المغلوب على امره، وليحذر بذلك الأسر والابناء من خطر ما تحمله المراكز الحوثية من دمار على الفرد والمجتمع.الباحث بشؤون الجماعات المتطرفة عمر الطيب يوضح لـ"منبر المقاومة" مخاطر مراكز الإرهاب الحوثية، انطلاقاً من المخاوف المجتمعية منذ نشوء المليشيات الحوثية حيث يقول بأنها تندرج تحت مظلة المراكز الصيفية السرية لتتطور مع بسط نفوذ المليشيات واحتلال مؤسسات الدولة لتدشن مراكزها الطائفية بشكل علني مع تلميعها اعلامياً لامتصاص مخاوف المجتمع من هذه المليشيات ورغم كل الحيل يبزغ القلق المجتمعي خشيه إقحام أبنائهم في مليشياتهم ومعسكراتهم، حيث أن اختلاف اليمني مع مليشيات الحوثية، فكري وثقافي بالدرجة الأولى قبل أن يكون سياسي أو عسكري"، فالمليشيات تريد أن تتسيد بشكل كلي على المجتمع ولا تقبل التنوع والاختلاف، وترك الفرصة للشباب بتشكل وعيهم وهذا يمثل خطراً حقيقياً.مضيفاً: بأن ما يتلقاه الاطفال والشباب في المراكز الصيفية أشبه بـ "اللغم الذي يتم زرعه في عقول اطفال وشباب اليمن، من خلال الحوزة أو المدرسة أو المخيم الصيفي، ومازالوا حتى اليوم يواصلون هواية القتل والتفجير من خلال هؤلاء الشباب عبر زجهم في معارك عبثية لحماية قيادات المليشيات الكهنوتية.معتبراً بأن "المخيمات الصيفية ليست في الواقع أكثر من معسكرات تجنيد إجباري لآلاف الاطفال والشباب الذين يتم غسل أدمغتهم بخرافة الفكر الطائفي من أجل إطالة أمد حروب المليشيات، ولا علاقة لها بالتعليم أو النشاطات الطالبية التي لطالما عرفناها، والتي يعرفها الجميع أيضاً في بقية الدول، فمن المؤسف أن هذا يتم تحت نظر المجتمع الدولي وبيوت الخبرة التعليمية والعلمية والمنظمات الشبابية ومنظمات الطفولة التي لانجد لها موقفاً مشرفاً تجاه التحريف الحاصل للهوية الوطنية وللفكر الصحيح.واختتم الأستاذ الطيب حديثه لـ"منبر المقاومة" بالقول:يتعاظم الخطر من خلال هذه المخيمات والمعسكرات الصيفية، التي تنتشر على امتداد مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، ورأينا كيف كان خطرها كبيراً ولا تزال في ريف صعدة في مران وضحيان وآل الصيفي، وكيف كانت انعكاساتها خلال الحروب الست الماضية. وفي السياق أشارت مصادر محلية لـ"منبر المقاومة" إلى أن توجيهات قيادة المليشيات تحث مشرفي الأحياء على المساهمة الفاعلة في الضغط على الآباء لإخضاع أبنائهم للدورات الطائفية التي تهدف إلى خلق جيل إرهابي جاهل.مطالبة وسائل الإعلام بالتحرك لتوعية المجتمع اليمني بخطورة هذه التوجيهات ومحاولة استغلال الأطفال لتحقيق مآرب وأهداف دموية وطائفية بحتة تؤدي إلى تمزيق المجتمع اليمني، حتى وصل بهم الحال لاقتحام المنازل وأخذا أبنائها بالقوه الى المراكز الصيفية ذات البعد الطائفي الارهابي، ورغم تحذيرات الخبراء الاجتماعين والنشطاء الحقوقيين تتوسع داوائر انتشار المراكز الصيفية في كل القرى والعزل لتثبت واقع ملغوم بمخاوف المستقبل.
 

ذات صلة