تحت مظلة ستوكهولم.. الجوع والعوز سلاح حوثي لتجنيد أبناء الحديدة – (تقرير)

  • الساحل الغربي - خاص - عصام العامري
  • 12:00 2020/07/18

خاص – منبر المقاومة: "الجوعُ والعوزُ والسجنُ أو حمل السلاح وإشعال حربٍ تدمر خلالها أرضك وتقتل فيها أبناء جلدتك خدمة لمن يدعي حق الولاية من السماء ومد نفوذ أربابه في طهران على أرضٍ فيها ومنها وإليها معاشك وموئلك"، هما خياران عسيران تفرضهما جماعة الحوثيين على أبناء الحديدة للعمل لصالح أجندتها وخوض المعارك بدلاً عنها.
 
لجأت المليشيات الحوثية مؤخراً لأساليب وحيل جديدة لاستقطاب شباب مدينة الحديدة الساحلية، مستغلةً غطاء ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة ومكنهم من التفرغ للتنكيل بأبناء المدينة وإجبارهم على التجنيد وتنفيذ مشاريعهم الكهنوتية. ومذ فرضت المليشيات الحوثية الذراع الإيرانية في اليمن سطوتها على مدينة الحديدة تحت غطاء أممي، وجد أبناء هذه المدينة المنكوبة أنفسهم أمام سيناريوهات واتجاهات كلها أسوأ شراً وخطراً من بعضها البعض، بعد حرمانهم من العمل والحصول على الدخول التي يعتمدون عليها في توفير لقمة العيش، ما قاد إلى اتساع رقعة الفقر والجوع والمرض، كما نفذت حملات الاعتقالات الواسعة للترهيب، وهو ما جعلهم فريسة سهلة أمام الحيل والأساليب التي تستخدمها المليشيات للزج بهم إلى الجبهات. أساليب وحيل جديدة حاجة شباب مدينة الحديدة الماسة لعمل ينجيهم من شبح الفقر الذي فرضته عليهم مليشيا الحوثي، دفعهم للقبول بأي عرض عمل قد يصادفونه أمامهم، وهذا ما كانت تبتغيه المليشيات الحوثي وراء منهجها في تجويعهم وإحالتهم إلى رصيف البطالة، وإخافتهم من المستقبل المظلم والمعتقلات المكتظة بالمدنيين. ومن مصادر إعلامية، علم منبر المقاومة بقيام المليشيات الحوثية على تكليف بعض من أنصارها بالمرور على عدد من حارات المدينة بدعوى أنهم تجار ورجال أعمال، ولديهم أعمال وبضائع ويرغبون بعمالة من الشباب، ليقوموا بالعمل لديهم، دون أن يتم إخبارهم بمعلومات أخرى عن طبيعة تلك الأعمال. وفي تلك الحيلة الحوثية الخبيثة تورط الكثير من الشباب، وتم أخذهم دون سابق معرفة منهم بطبيعة العمل، لحاجتهم الماسة لمصادر دخول تعينهم وأسرهم في توفير لقمة العيش، ثم جعلهم يوقعون على أنهم على استعداد كامل للعمل لفترة زمنية معينة، مع هؤلاء الرجال، وعدم تحملهم أي مسؤولية قانونية لو حصل لهم مكروه، بحسب ذات المصادر. ولكن الشباب الطامح بالنجاة من شرك البطالة والجوع أو المكوث في إحدى زنازين الحوثيين، فوجئوا بعد توقيعهم بأخذهم لمناطق عسكرية لحفر خنادق وزراعة ألغام، بعد إخضاعهم سريعًا لتجارب كيفية زراعة الألغام من قبل الحوثيين، وبهذا عُرضت حياتهم لمخاطر أكيدة، في حيلة وأسلوب إجرامي إستغل توقيعهم وحاجتهم المعيشية الصعبة للعمل. وبحسب المصادر فإن هنالك شباباً كُثُر خضعوا للأمر الواقع، في حين هرب العديد منهم ممن تنبهوا للأمر وإن بشكل متأخر، فيما تم استغلال جهل أعداد كبيرة من هؤلاء ومقايضتهم بلقمة العيش، وتارةً يتم صرف حوافز لهم، ودسّ شباب بينهم من أنصار الحوثيين يحتكّون بهم ويحضّونهم على جدوى الوقوف مع الحوثيين، حتى يتمكنون من تجنيدهم وإخضاعهم كليًا. وبذلك أصبح معظم شباب المدينة الباحثين عن عملٍ يوفر لهم ولأسرهم رغيف الخبز الذي حرموا منه، جنودا تحت لواء ذات العصابة التي حرمتهم وأسرهم من حقوقهم ومن طعامهم، وينفذون مشاريعها الخارجية على أرضهم. حملات التجنيد الإجباري استخدمت المليشيات الحوثية كل الطرق والاساليب الإرهابية لتجنيد واستقطاب شباب الحديدة، من الجامعات والمدارس والحارات والمراكز الشبابية، والزج بهم في جبهات القتال. ونفذت حملات التجنيد الإجباري على سكان المدينة والضواحي الشمالية التي لا زالت تحت سيطرتها، ومن يمتنع تعتقله أو تغرمه مبلغا ماليا يقدر بمائة الف ريال - وفقا لمصادر - مقابل إعفائه عن التجنيد. اتفاق ستوكهولم مكن اتفاق الحديدة الذي تم الإعلان عنه أواخر عام 2018م، المليشيات الحوثية من ابتكار أساليب وحيل جديدة لاستقطاب وتجنيد شباب المدينة، وذلك بعد أن قضا الإتفاق على إيقاف العمليات العسكرية التي كانت قاب قوسين من تحرير المدينة الساحلية، وهو ما خفف الضغط على المليشيات ووفر لها الغطاء السياسي والوقت على الأرض للتنكيل بأبناء المدينة وتجنيدهم بأساليب وطرق مختلفة. الإتفاق الذي جرى برعاية أممية كان بمثابة طوق نجاة للمليشيات الحوثية، بينما كان لشباب المدينة سِياطاً تستخدمه المليشيات لجلد مدينتهم وحياتهم ومستقبلهم، وكان بمثابة الموت البطيء للحياة التي استبشروا عودتها عقب تحرير المدينة من قبل القوات المشتركة. فكما تحدث ناشطون لمنبر المقاومة بأن المليشيات الحوثية لم تتوانى في استغلال إتفاق ستوكهولم لتعزيز صفوفها وترتيب أوراقها، وحشد أبناء مدينة الحديدة وتجنيدهم بأساليب مختلفة، سواء باختطافهم أو تجويعهم أو ترهيبهم، فكل الأساليب هي في الأخير تستهدف شباب مدينة الحديدة، بعد أن عدمت كل مظاهر الحياة في المدينة. مضيفين، "إن الشريحة الأولى والأكثر تضررا من هذا الإتفاق هي شريحة الشباب في المدينة، إذ مكن الإتفاق المليشيات من اضطهادهم وإجبارهم على الانضمام إلى صفوفهم، ومن سيرفض او يعترض فإن مصيره مجهول قد يكون الموت أو السجن، وبقاء إتفاق ستوكهولم وتمديده من فترة إلى أخرى سيقضي على هذه الفئة وستنتهي في سجون المليشيات أو في جبهاتهم". ولعله بات جلياً استغلال المليشيات الحوثية لاتفاق ستوكهولم بالتفرد في الجبهات وحشد قواها وترتيب صفوفها والانفراد بكل جبهة على حدة، بالتوازي مع تنصلها من تنفيذ الاتفاق وإصرار الأمم المتحدة توفير هذا الغطاء للحوثيين وتمكينهم على الأرض وفق ما تقتضيه المصالح، على حساب مصلحة الوطن والمواطن اليمني.
 

ذات صلة