مساومة حوثية على الهدنة تشتد في لحظاتها الأخيرة

  • الساحل الغربي - توفيق علي وهشام الشبيلي | independentarabia
  • 09:24 2022/10/02

طالبت الميليشيات بتحقيق شروطها وتوعدت باستهداف الشركات النفطية في البلاد

أعلنت ميليشيات الحوثي رفضها تجديد وتوسيع الهدنة الإنسانية في البلاد قبيل ساعات من انتهائها، وهددت بضرب الشركات النفطية العاملة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية في حين أعلنت الحكومة الشرعية تعاطيها الإيجابي مع مساعي تمديد السلام.
 
 
وقال وفد الحوثيين المفاوض إنهم "وصلوا إلى طريق مسدود فيما يخص تمديد الهدنة في اليمن، وأنه خلال ستة أشهر من عمر الهدنة التي تم تمديدها سابقاً لم نلمس أية جدية لمعالجة الملف الإنساني كأولوية عاجلة وملحة".
 
 
مناورة حوثية
 
وأتبعت الميليشيات بيانها الذي اعتبره مراقبون مناورة لتحسين شروطها التفاوضية، ببيان تهديد ثان شديد اللهجة طالبت خلاله الشركات النفطية العاملة في مناطق الحكومة الشرعية بالتوقف بشكل نهائي عن إنتاج وتصدير النفط ابتداء من الساعة 6:00 مساء اليوم الأحد بتوقيت اليمن (3:00 بتوقيت غرينتش).
 
ونقلت قناة المسيرة الناطقة باسم الجماعة على لسان مهدي المشاط رئيس ما يسمى "المجلس السياسي"، "‏‎أنه تم تحرير مخاطبات رسمية نهائية لكل الشركات والكيانات ذات العلاقة بنهب الثروات السيادية اليمنية للتوقف الكامل عما سماه عمليات النهب".
 
وقال وزير النفط في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، "على كل الشركات التوقف بشكل نهائي عن العمل ابتداء من الساعة 6:00 من مساء اليوم الأحد".
 
 
استعداد وجاهزية 
 
وواصلت الميليشيات المدعومة من إيران وعيدها وتهديدها لليمنيين بمزيد من العنف في حال عدم تنفيذ طلباتها كافة.
 
وقال المتحدث العسكري لجماعة الحوثي إن "قواته بصدد الاستعداد والجاهزية لأية تطورات، محملة شركات الملاحة مسؤولية تجاهل ما سيصدر عنها خلال الساعات المقبلة".
 
 
تعاط إيجابي
 
وتأتي هذه التهديدات الحوثية في وقت أعلنت الحكومة اليمنية إنها ستتعاطى بإيجابية مع مقترح أممي لتمديد وتوسيع الهدنة.
 
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" عن مصدر حكومي أن "الحكومة تلقت مقترحاً محدثاً من المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ لتمديد وتوسيع الهدنة"، موضحاً أن "الحكومة تعمل على درس المقترح المحدث وستتعامل معه بإيجابية انطلاقاً من حرصها على بذل الجهود الرامية كافة للتخفيف من المعاناة الإنسانية لجميع أبناء شعبنا في المحافظات كافة".
 
وقف نزف الدم
 
الحكومة أكدت أن الهدف الرئيس للهدنة هو "إيقاف نزف الدم الذي تزهقه حرب الميليشيات الحوثية وضمان حرية حركة المدنيين والسلع التجارية والمساعدات الإنسانية، وتوسيع الفوائد لجميع اليمنيين وضمان دفع المرتبات للتخفيف من معاناتهم الإنسانية التي تسبب بها انقلاب الميليشيات الحوثية".
 
 
واستجابة للوساطة الدولية أبدت الشرعية موافقة مبدئية على تمديد الهدنة على رغم ما سمته "العقبات التي تختلقها الميليشيات"، مؤكدة "أنه على رغم تخلف الميليشيات الحوثية عن الوفاء بالتزاماتها المتصلة برفع الحصار عن تعز ووقف نهب إيرادات موانئ الحديدة التي يجب تسخيرها لدفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرة تلك الميليشيات، ووفقاً لكشوفات الرواتب في العام 2014 فإن الحكومة اليمنية لا تدخر جهداً في إبداء أشكال المرونة كافة، والتعاون مع المبعوث الخاص لتجاوز العقبات التي تختلقها الميليشيات الحوثية".
 
ابتزاز
 
ويقرأ مراقبون التعنت الحوثي كمحاولة معتادة لتحسين شروطه قبيل الموافقة على التمديد.
 
ويقول الصحافي اليمني كمال السلامي حول ثلاثة بيانات أصدرتها جماعة الحوثي أمس السبت، فيما يخص الهدنة والشركات النفطية في اليمن قائلاً في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "إن الحوثي يحاول ابتزاز الحكومة الشرعية ومن ورائها تحالف دعم الشرعية، بإطلاق تهديدات تتعلق بشركات النفط، والهدف من ذلك تحقيق مزيد من المكاسب ضمن ما سموه تحسين مزايا الهدنة"، إذ يتعامل الحوثي مع التنازلات التي تقدمها الحكومة الشرعية على أنها دليل هزائم، وهذا ما يدفعه لإطلاق مزيد من التهديدات.
 
واستدرك، "لكن باعتقادي أنه لن يذهب أبعد من التصريحات لأن الأطراف الدولية لن تسمح بالذهاب للتصعيد، كونه سينسف أساسات الهدنة التي صارت هدفاً ومطلباً إقليمياً ودولياً".
لن يفعل 
 
وفي قراءة للتهديدات الحوثية المسبوقة برفض من تجديد الهدنة الأممية، فالحوثي وفقاً للسلامي قد يخسر المكاسب التي حققها من الهدنة بفترتيها الأولى والثانية إن نفذ تهديداته، مع التأكيد أنه يملك القدرة العسكرية على استهداف المنشآت لكنه لن يفعل، فالموقف الغربي الأميركي يصب باتجاه إطفاء حريق اليمن للتفرغ للمشكلة الأوكرانية، فضلاً عن أن هناك توجهاً لإعادة ضخ الغاز اليمني باتجاه الأسواق الأوروبية".
 
ويضيف، "في المجمل قد يحقق الحوثي بعض المكاسب خلال الهدنة المرتقبة من وراء هذا الابتزاز والتهديد".
 
ويترقب الشارع اليمني ما الذي ستفضي إليه الجهود الدولية خلال الساعات المقبلة للإبقاء على السلام وإن بدا محدوداً خشية العودة لشبح الحرب على امتداد نحو 22 جبهة قتال تبدأ من تخوم محافظة مأرب (شرقاً) وتمر بالبيضاء والضالع (وسط) وصولاً إلى السواحل الغربية للبلاد المطلة على مياه البحر الأحمر، مما ينذر بترد مطرد للأوضاع الإنسانية التي شهدت خلال نصف عام من الهدوء "تحسناً كبيراً" وفقاً للأمم المتحدة.
 
 
مساع سعودية - أميركية
 
وفي إطار الجهود الدولية الحثيثة في سبيل تمديد الهدنة قبيل عودة اشتعال آلة الحرب مجدداً، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن الانتهاء الوشيك للهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن.
 
ورحب الوزير بلينكن بالتزام المملكة بتمديد الهدنة وجهودها للمساعدة في تأمين توسيع نطاقها بفوائدها المنقذة للحياة لملايين اليمنيين.
 
مطالبنا أو الحرب
 
من جانبهم اشترط الحوثيون تنفيذ مطالبهم قبيل الموافقة على تمديد الهدنة، ومنها وضع يدهم على إيرادات البلاد.
 
وقال متحدث الجماعة محمد عبدالسلام إن إيرادات اليمن السيادية من النفط الخام والغاز كفيلة بصرف الرواتب لجميع الموظفين اليمنيين ومعاشات المتقاعدين.
 
وأضاف خلال تغريدة له بعيد لقاء جمعه بممثل عن المبعوث الأممي اشتراطهم فتح مطار صنعاء وموانئ الحديدة من دون عوائق، في مسعى إلى السيطرة على المشتقات النفطية القادمة للبلاد، وصرف مرتبات الموظفين ومعاشات المتقاعدين.
 
وإذ يطالب القيادي الحوثي الشرعية بصرف رواتب موظفي الدولة، ترفض جماعته توريد الإيرادات الضخمة التي يتحصلون عليها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وفقاً للحكومة الشرعية.
 
الفوائد الموسعة لليمنيين 
 
وأشار إلى أن فوائد توسيع نطاق الهدنة ستشمل دفع رواتب المعلمين والممرضات وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ سنوات، وزيادة الرحلات الجوية من صنعاء وفتح الطرق في تعز ومناطق أخرى وضمان استمرار تدفق الوقود.
 
وشدد الوزير أيضاً على أهمية دعم المجتمع الدولي لمجلس القيادة الرئاسي الذي التزم بتوفير هذه الفوائد الموسعة لليمنيين، كما أعرب عن قلقنا إزاء تصرفات الحوثيين أخيراً.
 
وتدفع الولايات المتحدة الأميركية بثقلها الدبلوماسي المعزز بجهود أممية ودولية حثيثة لمنع عودة اشتعال الحرب بعد نصف عام من الهدنة الإنسانية الأممية.
 

 

ذات صلة