"للحرب دُر".. تصعيد إيراني وانتكاسة أميركية في اليمن

  • عدن، الساحل الغربي ، أمين الوائلي:
  • 05:16 2022/10/03

رصدت القوات والمصادر العسكرية الحكومية اليمنية تحركات عسكرية تصعيدية للمليشيات التابعة لإيران خلال الساعات السابقة والتالية على انتهاء الهدنة الأحد 2 أكتوبر/ تشرين أول وإعلان الأمم المتحدة عن فشل مفاوضات التمديد الثالث التي أدراها مبعوثها الخاص إلى اليمن السويدي هانس غروندبرغ الذي أسف لعدم التوصل لاتفاق آملا في الوقت نفسه تغيير النتيجة مع مواصلة المفاوضات.
 
الأصابع على الزناد
 
وصعدت المليشيات خطاب التهديدات بشن اعتداءات وهجمات في كل اتجاه داخليا وعبر الحدود واستهداف الملاحة وسفن نقل النفط ومنشآت وشركات الانتاج وسط دعوات ومواقف دولية عبرت عن القلق من العودة إلى الحرب وانتهاء الفوائد الإنسانية التي تحققت خلال ستة أشهر من الهدنة المجددة لمرتين.
 
علق عضوان في مجلس القيادة الرئاسي في الساعة الأولى على الإعلان الأممي، وأكد العميد طارق صالح "ندعو للسلام ويدنا على الزناد"، فيما طالب عبدالله العليمي المجتمع الدولي ومجلس الأمن بموقف "أكثر جدية ووضوحا" تجاه المليشيات الانقلابية التي "غلبت مصالح إيران".
 
في ملعب المجتمع الدولي
 
وحذرت الحكومة اليمنية في بيان لاحقا من "تهديدات جدية" وإرهابية ضد حركة الملاحة وعمليات انتاج ونقل النفط، داعية مجلس الأمن الدولي إلى التصرف بجدية إزاء التهديدات العلنية الخطيرة التي تبثها وسائل الإعلام الرسمية للمليشيات.
 
شدد رئيس الوزراء اليمني عبر حسابه في تويتر إن سياسة استرضاء الحوثيين تدفعهم إلى مزيد من التعنت، في إشارة جهة المواقف الدولية والغربية المتساهلة مع الخطر الذي تمثله مليشيات الحوثي.
 
وقال معين عبدالملك، "لقد سمعنا صوت المجتمع الدولي الواضح في دعوته للسلام وتجاوبنا بكل إخلاص وصدق مع تلك الدعوة وننتظر اليوم أن نسمع نفس القوة والوضوح في إدانة عرقلة الحوثيين ورفضهم للسلام."
 
انتكاسة للاستراتيجية الأميركية
 
الولايات المتحدة التي كررت إن تمديد الهدنة أولوية بالنسبة لها لم تكن قد صدرت تعليقات عن مسؤوليها حتى ساعات الفجر بتوقيت صنعاء إزاء الانتكاسة التي منيت بها سياسة الإدارة بينما ألقت بثقلها وراء جهود التمديد الموسع للهدنة وتبنت هدف إنهاء الحرب من البداية من دون استراتيجية واضحة وإجراءات عقابية جدية ورادعة.
 
يشدد مراقبون ومسؤولون يمنيون إن الإملاءات الإيرانية التي تصوغ مواقف وتوجهات المليشيات التابعة لها في اليمن رفعت سقف التصعيد بهذه الطريقة إزاء دول المنطقة والولايات المتحدة باستخدام أدواتها في اليمن عطفا على انسداد مسار مفاوضات النووي وتفاقم أزمات واضطرابات داخلية تعصف بالنظام الإيراني في الأثناء.
 
مقترح محدث
 
وأكد الدبلوماسي السويدي أنه قدّم مقترحاً آخر إلى الأطراف في الأول من تشرين الأول/أكتوبر لتمديد الهدنة لمدة ستة أشهر "مع إضافة عناصر اخرى إضافية". تضمن المقترح وفق بيان الأمم المتحدة، "الشروع في مفاوضات لوقف إطلاق النار واستئناف عملية سياسية شاملة".
 
وثمّن غروندبرغ موقف الحكومة اليمنية لتعاطيها مع مقترحه "بشكل إيجابي".
 
تعزيزات وتأهب عسكري
 
إلى هذا قالت وكالة فرانس برس، وردت أنباء عن اشتباكات متفرقة الأحد في جنوب غرب اليمن، فيما أفادت مصادر عسكرية من التحالف لوكالة فرانس برس أن الحوثيين أرسلوا تعزيزات إلى المنطقة.
 
وحسب مصادر عسكرية متعددة تابعة للحكومة فإن "الاشتباكات كانت في منطقة الحد عند الحدود بين محافظتي لحج والبيضاء، ومناوشات أخرى من قبل الحوثيين جرت عند اطراف مأرب الجنوبية".
 
وأكدت المصادر أن "الحوثيين دفعوا بتعزيزات الى معظم جبهات مأرب خلال الساعات الماضية خصوصا في جبهات الجنوب والشرق وعلى حدود الجوف مأرب".
 
وأضافت المصادر "أن الاشتباكات حاليا متوقفة لكن نتوقع هجوما للحوثيين" في حال لم يوافقوا على الهدنة في محاولة لانتزاع مكاسب سياسية وتنفيذًا لشروطهم.
 
وأشار غروندبرغ في بيانه إلى أن المفاوضات مستمرة داعيًا "الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي الى تصعيد العنف (...) وعلى الوفاء بالتزاماتهم تجاه الشعب اليمني لمتابعة كل سبل المؤدية للسلام".
 
فرصة ضائعة
 
وبالإضافة إلى وقف إطلاق النار، شمل اتفاق الهدنة السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة بعد حرب مدمرة.
 
وتؤدي حواجز الطرق والتحويلات العديدة إلى مضاعفة تكاليف النقل أربع مرات وتعقيد إيصال المساعدات الإنسانية وتحرم العديد من اليمنيين من الوصول إلى الخدمات الأساسية.
 
وندّدت مديرة منظمة "المجلس النروجي للاجئين" إرين هاتشينسون بعدم تمديد الهدنة معتبرةً أنها "فرصة ضائعة كان يمكن أن تساعد ملايين المدنيين في الخروج من حرب عنيفة"، داعيةً طرفَي النزاع إلى العودة عن قرارهما.

 

ذات صلة