تتذكر الطفلة علا نشوان: "في مثل هذي الأيام طعنوني الحوثة بالظهر"!

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 02:44 2022/10/05

بينما كانت الطفلة علا نشوان سلام، تلعب بعروستها ذات الفستان الوردي أمام منزلها في صبيحة أول أيام شهر سبتمر من عام 2017 سقطت قذيفة بالقرب منها أطلقتها مليشيا الحوثي المتمركزة بالمنطقة الشرقية لمدينة تعز، كان ذلك جزء من هجمات متكررة تتعرض لها منازل المواطنين في حي زيد الموشكي بمدينة تعز.

تسببت الشضايا التي أصيبت بها، في جروح عميقة وأظهرت الفحوصات الطبية أثناء نقلها إلى مستشفى الصفوة تعرض الطفلة لتلف كبير في فقرات عمودها الفقري أفقدها القدرة على السير. كما أصيبت بحالة نفسية سيئة ضاعفت من معاناتها التي تسببت بها وفاة والدها قبل عام من إصابتها.
 
داخل مستشفى الصفوة، قضت أشهر عدة في تلقي العلاج، وعندما غادرت أروقته ظلت لشهور لا تتحدث سوى بالإشارة.
 
تروي والدتها وفاء المطري للساحل الغربي، كيف فاقمت القذيفة الحوثية مأساة علا وانكساراتها النفسية والإجتماعية التي تعرضت لها في أعقاب وفاة والدها قبل عام من إصابتها.
 
تضيف، أن طفلتها البالغة من العمر تسع سنوات كانت تعوض فقدان والدها باللعب مع الدمى البلاستيكية لتعوض ذلك الفراق بترتيب وتسمية العرائس لتتشارك أوجاعها وأحلامها.
 
حي زيد الموشكي بتعز هدف دائم للهجمات والاعتداءات الحوثية
حي زيد الموشكي بتعز هدف دائم للهجمات والاعتداءات الحوثية
 
كبرت علا، لكن جراحها وآلامها ما تزال ترافق جسدها، إذ أصبحت لا تستطيع التحرك إلا بصعوبة، كما تراودها نوبات تشنج غير إرادي يهتز معها كل جسدها. طافت بها والدتها مستشفيات عدة لمعالجتها من الأعراض المرضية التي رافقت إصابتها بما في ذلك الأعراض النفسية السيئة التي ما تزال تعاني منها، لكن الطفلة ما تزال تعاني من أعراض يصعب شفائها.
 
في حديث ملي بالإنكسار تقول الطفلة علا للساحل الغربي: "مثل هذه الأيام طعنوني بالظهر وكسروا كل الألعاب".
 
تضيف حتى السكاكين "الشضايا" ما خرجت من ظهري وأوجاعها تعذبني.
 
وتسأل عن سبب إستهدافها ومن يعيد لها والدها؟
 
منذ سقوط القذيفة والطفلة علا خارج الحياة بمعناها الحركي والتفاعلي، وحيدة تجلس سارحه بالمتاعب، إنها مثالا للمئات من أطفال تعز ممن يقفون اليوم على سطر المتاعب، بقدم واحدة أو بلا أطراف يجسدون المعاناة وقساوة حرب مليشيا الحوثي.
 
 

 

ذات صلة