كيف يصف عزالدين طاهر أكثر من أربع سنوات مختطفا في سجون الحوثيين؟

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 08:02 2022/11/12

▪ "سجون المليشيا وجدت لأجل الابتزاز والتعذيب"
▪ التهم ما هي إلا وسيلة لغرض تعذيب المختطفين
 
الشاب عز الدين طاهر اعتقلته مليشيا الحوثي في نقطة الأقروض أثناء سفره من مدينة تعز إلى منطقة شرعب -الخاضعة لسيطرتها- أثناء ذهابه لزيارة أسرته. 
 
يروي عز الدين طاهر حميد سرحان للساحل الغربي، بلسان كل معتقل في مدينة الصالح، التي تتخذ منها المليشيا سجناً المعتقلين. يقول: "المليشيات لديها قائمة تهم مختلفة تلصقها لكل من يتعرض للاختطاف، سواءً من الشارع أو المنزل".
 
في 15 مايو 2017 أوقفته نقطة تفتيش المليشيات الإرهابية بطريق الأقروض الفرعي ونسبت له تهمة قتل أحد عناصرها يدعى أبو حرب والترجمي ومباشرة تم نقله إلى مدينة الصالح في عمارة أبو نصر لتباشر معه التحقيق والتعذيب معاً بتهمة كاذبة نسبت له بعيداً عن الواقع.
 

أكثر من أربع سنوات تعرض الشاب عز الدين لأبشع أنواع التعذيب، وتعرضت أسرته لأبشع أنواع الابتزاز المالي طيلة فترة السجن والاعتقال والتنقل بين سجن أبو نصر وسجن أبو يحيى في معتقل مدينة الصالح. 

التحقيق لغرض التعذيب 
 
على مدى أربع سنوات بشكل أسبوعي أو نصف شهري تمارس مليشيا الحوثي تحقيقات مع المختطفين لغرض التعذيب فقط. يقول عز الدين: "التحقيق كله خبر فاضي ايش اسم امك ايش اسم خواتك، وإلا هل أنت قتلت فلان وإلا فلان. كل التحقيقات لأجل يعذبك". 
 
يشير عز الدين أن أبرز القيادات الحوثية المكلفة بالتحقيق والتعذيب في سجن مدينة الصالح "أبو حسين وأبو حيدر وأبو عناد وأبو عدي" يتناوبون على تعذيب المختطفين بجداول مهام وتمارس أبشع أنواع التعذيب "مشنقة وتعليق والضرب بالكيبلات وفلكه وضرب في الرأس والوجه، وما تزال الضربات فوق عين عزالدين ولا يزال يعاني من آثارها". 
 
إضافة لذلك يتعرض المختطفون للتعذيب النفسي بشتى أنواعه: "كانوا يطلعوني إلى سطح العمارة ويهددون بأنهم سوف يرمونني من سطح العمارة إلى أسفل، يطلقون النار بجواري، يهددون بالقتل الإعدام".
 
 
معاناة وابتزاز 
 
"لا يمكن أن تلخص المعاناة في سجون المليشيات الحوثية بسطور معدودة أو كتاب أو اثنين". هكذا يقول عز الدين في حديثة عن معاناته وأسرته ومختلف المختطفين في سجون مليشيات الحوثي وأسرهم.
لا دواء ولا غذاء في سجون المليشيات، ولا مياه للشرب. لا يمكن أن نطلق عليها سجوناً، إنها مقابر الأحياء بشتى أنواعها، وما تزال مضاعفات يعاني منها في الوقت الحاضر كالنسيان المستمر، والكوابيس في المنام، وألم العين وفقدان الرؤية أحياناً وشرود الذهن. 
أما عن معاناة أسرته يقول "لقد تعرضت أسرتي للابتزاز حيث تم استغلالهم وسلبهم المال بحجة أنهم سوف يخرجوني وإهانتهم أثناء الزيارة واستفزازهم بتعذيبي وقتلي".
أكثر من أربعة ملايين ريال سلبت من أسرة عزالدين بطرق مختلفة للابتزاز مقابل الإفراج عنه أو لعلاجه وتوفير الماء والغذاء مقابل السماح لزيارته من نافذة صغيرة ولمدة لا تزيد عن ثلاث دقائق.
 
مناشدة ورسالة 
 
ناشد عز الدين، بلسان كل المختطفين، السلطة المحلية بتعز ومجلس القيادة الرئاسي وكل الجهات المعنية بالنظر لوضع المختطفين في سجون المليشيات، فهم يواجهون أبشع أنواع التعذيب من أبشع سلالة بشرية عبر التاريخ. 
كما هي رسالة لجبر أضرار المفرج عنهم من المختطفين، وإعادة تأهيلهم نفسياً وصحياً واجتماعياً، وفتح مجال لاستيعابهم في الجيش والأمن كأدنى اهتمام، حد قوله.

ذات صلة