سرقوا رزق أسرته وأصابوه بعاهة مستدامة.. "محمد الصبري" ضحية مليشيات الحوثي في "معبر الدحي"

  • تعز، الساحل الغربي، عبد الصمد القاضي:
  • 11:08 2023/03/30

"حاول العبور في منفذ الدحي فأطلق عليه الإرهاب الحوثي المتواجد في نقطة العبور الرصاص وجهاً لوجه ولم يحترم شيخوخته"..
 
الحاج محمد محمد قاسم الصبري "59 عاماً" لم تغفر له شيخوخته من بطش المليشيات وعناصرها الإرهابية في معبر الدحي "معبر الموت" خلال سيطرتها على مدينة تعز. 
 
حاول الحاج محمد الصبري العبور من مدينة تعز إلى ضواحي المدينة للعمل في محل ورشته في منطقة الضباب عبر معبر الدحي الخاضع لسيطرة الإرهاب الحوثي، لكن رصاص المليشيات إعاقته عن الحركة إلى الأبد.
 
 
يقول عبد الواسع محمد الصبري "نجل الضحية" للساحل الغربي: كان والدي محمد محمد قاسم الصبري يعمل في ورشة حدادة تابعة له في منطقة الضباب وفي 2015/2016 حاصرت مليشيات الحوثي الإرهابية، سكان مدينة تعز وأقامت حاجزاً حديدياً عرف "بمعبر الدحي". 
 
وأضاف الصبري: "سرقوا الورشة التابعة له، وأصابوه بإعاقة دائمة لأنه حاول الخروج من معبر الدحي".
 
لا يمكن تجاهل ونسيان الانتهاكات التى تعرض لها المدنيون في معبر الدحي بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن من قبل عناصر مليشيات الحوثي الإرهابية. 
 
في 1 يناير/ كانون الثاني 2016، تلقى اتصالاً من أحد سكان حي الضباب أن محله الكائن في مناطق سيطرة المليشيات في وادي الحطاب بخط الضباب يتعرض للنهب والسرقة. 
 
حاول الحاج محمد محمد الصبري الخروج من معبر الدحي، لكن رصاص أحد عناصر المليشيات أوقفته في نقطة العبور. 
 
 
بصوت مقهور يواصل: "طفل من عناصر المليشيات لم يتجاوز عمره "17 عاماً" قال له إن تجاوز نقطة العبور سيتم احتجازه في معتقل حدائق الصالح التى كانت تتخذها المليشيات سجناً لها، أو عدم الخروج من المعبر، وعندما تقدم الحاج محمد خطوتين، أطلق عليه الرصاص أصابته في رجله اليسرى ما تسببت له بإعاقة دائمة.
 
إهمال طبي ومعاناة مستدامة
 
ظل على قارعة الطريق ملطخاً بالدماء حتى قام أحد سائقي الدراجات النارية بإسعافه إلى مستشفى فلسطين أجرى له إسعافات أولية فقط، لا يوجد أحد من أقاربه أمامه. 
 
بعد ثلاثة أيام من الإصابة بدأ فقدان الإحساس بقدمه تدريجياً، وكأنه يفقد شيئاً من جسده، سارع إلى مستشفى الروضة لمعرفة ما يحدث، كان رد الأطباء أنه بحاجة لعملية جراحية مستعجلة نتيجة تمزق وانقطاع عصب الورك في القدم الأيسر. 
 
وبسبب وضعه المعيشي والاقتصادي عجز عن توفير تكاليف العملية بالوقت المحدد، بعد أشهر من المعاناة. 
اقترض مبلغا ماليا وخضع لعملية جراحية باءت بالفشل نتيجة تأخر إجرائها، بالإضافة للإهمال الطبي وتدهور القطاع الصحي نتيجة حصار المليشيات للمدينة خصوصاً خلال 2015-2017. 
 
 
كان يأمل أن تعود حركة قدمه لتتم عملية أخرى مع خضوعه للعلاج الفيزيائي قرابة عام لكن لم يلمس أي تحسن. قال له الأطباء إنه من الصعب عودته إلى الوضع الطبيعي نتيجة تقدمه بالعمر وفشل العمليات السابقة. 
 
معاناة
 
سبعة أعوام مضت كان العكاز رفيقه الدائم لا يفارق حضنه المكلوم ويصاحبه ما تبقى من حياته. 
 
يقول عبدالواسع "رغم معاناة والدي الاجتماعية والاقتصادية إلّا أنه عزيز لم يطلب العون من أحد خصوصا بعد أن رفضت سلطة تعز العسكرية سفره للعلاج عام 2017 لأنه مدني". 
 
عانت وتعاني أسرة محمد الصبري ظروفاً معيشية سيئة منذ إصابة عائلهم الوحيد ونهب ممتلكات ورشته وإعاقته من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية. 
 
زوجته عانت الكثير من الحزن والآلام والعجز عن علاج زوجها حتى فارقت الحياة نتيجة معاناة وصراع طويل مع أمراض تسببت بها فاجعة المليشيات بزوجها. 
 
أصيب الحاج محمد الصبري ونهبت ممتلكاته بنفس اليوم على يد عناصر الإرهاب الحوثية منذ أكثر من سبعة أعوام، تسببت له بمختلف أنواع المآسي. 
 
يوضح الأب الجرح بحزن يعيشه منذ سبعة أعوام "لم أتوقع أن خطوة قدم واحدة أدفع ثمنها بقية حياتي عاجزاً عن العمل والحركة". 
 
خسر حرية حركة جسده الهزيل بالشيخوخة وفقد رفيقة دربه، لكنه يأمل أن لا يخسر قضية مقاضاة المليشيات الحوثية ولو بعد حين، وتدوين انتهاكات "جرائم حرب" ضد المدنيين لا تسقط بالتقادم ومحاسبة مرتكبيها.

ذات صلة