وقفات عند مدخل السنة الثالثة

12:00 2020/04/18

أسست المقاومة الوطنية- حراس الجمهورية رسميا في عدن بداية العام 2018 على يد العميد طارق محمد عبد الله صالح، الذي عرف بحنكة وخبرة عسكرية وأمنية معا، فقد كان في عهد عمه الرئيس علي عبد الله صالح، قائدا للقوات الخاصة وهي من تشكيلات الحرس الجمهوري، ثم أصبح قائدا للواء الثالث حرس جمهوري، لكن الرئيس هادي عين مكانه ضابطا آخر يدعى عبد الرحمن الحليلي في إبريل 2012، وعين طارقا قائدا للواء 37 مدرع، ولكن سرعان ما عدل الرئيس هادي عن ذلك، حيث أصدر قرارا بعزله وعينه ملحقا عسكريا في سفارة اليمن إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية.
 
بعد خسارته ورفاقه معركة ديسمبر2017 المعروفة في صنعاء أمام الحوثيين، واستشهاد عمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ظهر بعد ايام قليلة في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، وعقب زيارته أسرة عارف الزوكا (الأمين العام للمؤتمر الشعبي والذي استشهد مع الرئيس صالح)، وتقديم العزاء أعلن من هناك أنه سيستأنف القتال ضد الجماعة الحوثية، وهذه المرة بالشراكة مع التحالف العربي لدعم الشرعية، ولكن من منطلق شركاء لا أجراء وبقي أمينا لكلمته هذه.في بداية العام 2018، أعلن أنه قد بدأ ينجح في محاولته في إعادة تجميع قوات الحرس الجمهوري، والقوات الخاصة، والجيش والأمن، تحت مسمى المقاومة الوطنية، وأن التحالف العربي أبدى استعداده لتقديم الدعم اللازم، وأن هناك معسكرا قديما في إحدى ضواحي عدن قد تم إعادة تأهيله واصبح جاهزا لاستقبال المقاتلين القادمين من المحافظات الشمالية رغم بعض الصعوبات التي كانت تواجه وصولهم إلى المعسكر.بعد إعادة التدريب الذي استغرق وقتا قصيرا نقلت الكتائب الأولى للمقاومة الوطنية من عدن إلى المخا منتصف شهر إبريل 2018، ويوم 19 من الشهر نفسه، بدأت عملياتها العسكرية لتحرير تهامة من قبضة المليشيات الحوثية.لجهة القيادة يعتبر العميد طارق القائد الأول للمقاومة الوطنية، لكن القيادة الفعلية جماعية، حيث تتخذ القرارات والخطط من خلال ما يمكن وصفه اجتماع المائدة المستديرة، التي يشارك فيه إلى جانب القائد قادة الألوية وأركانات التوجيه والألوية وضباط العمليات. ويتمتع قائد المقاومة الوطنية بخبرة قيادية مكنته من النجاح خاصة بعد توافر الشروط الضرورية لخوض معركة والفوز فيها، وحين توافرت هذه الشروط بفعل الدعم الإماراتي تمكنت قوات حراس الجمهورية من كنس الجافل الحوثية من معظم مناطق الساحل الغربي وصولا إلى مداخل مدينة الحديدة في وقت وجيز. قبل ذلك كان قد استطاع بعدد قليل من الجنود والقادة من مواجهة آلاف المقاتلين الحوثيين الذين تدعمهم بعض ألوية الجيش وقوى الأمن وأسلحتها، وذلك في معركة ديسمبر 2017، بينما لم تكن تتوافر له من الأسلحة سوى كميات قليلة خفيفة ومتوسطة. كما يتمتع ومساعدوه بقدرة عالية على كسب الآخرين، وساعدتهم نظرتهم الوطنية إلى الجميع وصدق خصومتهم مع الجماعة الحوثية على إقامة علاقة تشاركية وتضامنية مع مكونات المقاومة الأخرى في الساحل الغربي وهذا التشارك صب بالدرجة الأولى في مجرى المقاومة المشتركة.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)