الرأسمالية السياسية.. جماعات العرض والطلب الحوثية (إنموذجاً)

12:00 2020/05/08

منذ ان ارست قوى الهيمنة قواعد الرأسمالية خدمة لاطماعها بالسيطرة على العالم واستنزاف ثروات ومقدرات الشعوب من خلال (الدورة الانتاجية)قانون العرض والطلب.
 
منذ ان ارست قوى الهيمنة قواعد الرأسمالية خدمة لاطماعها بالسيطرة على العالم واستنزاف ثروات ومقدرات الشعوب من خلال (الدورة الانتاجية)قانون العرض والطلب.مدت الرأسمالية يدها بأسلوب لصوصي انتهازي إلى جيب كل فرد على البسيطة، فزرعة لذلك كيانات وجماعات تتلاعبت بأحتياجات الافراد واستمثار معاناتهم في مختلف بلدان العالم وتعمل وبجهد واهداف طويلة المدى تحقيقا لاهداف الرأسمالية وتعظيماً لمكاسبها كساداً أو رواج.فهي نظام عالمي فرض على العالم نتيجة لظروف هيئتها الحروب العالمية والثورة الصناعية ناهيك عن ضعف وعدم قدرة كثيراً من الشعوب على خلق إنموذجاً مضاد، له القدرة على مواجهتها وخلق توازن يحقيق الفائدة والاستقرار ويحمي سيادة الدول واستقلال انظمتها، بما يحول دون تدخلات نظام الاحتكار الراسمالي الذي قفز على كل اعتبارات السيادة.العالم اليوم بشكل عام وبلداننا العربية والاسلامية بشكل خاص يعاني من افرازات الرأسمالية وما الازمات والحروب والكوارث والتدخلات السافرة تحت مسمات(حماية الاقليات، حقوق الانسان، تحرير التجارة، الحكم الرشيد، .....الخ) ماهي إلا احدى تجليات صراع اجنحتها على النفوذ والسيطرة على الموارد ومناطق تركز الثروات ومصبات المياه والممرات الدولية(اليمن إنموذجاً)أن ذلك النظام الطفيلي ومن خلال اذرعه(كيانات، وجماعات) التي زرعها مبكرا عمل في مرحلة على زعزعة الانظمة واستقرار الشعوب وفي اخرى عمل على اسقاطها، فما يمر به العالم اليوم من ازمات تعصف به ماهي الا نتاج لعبث الرأسمالية.اليمن على سبيل المثال عملت الرأسمالية على زرع (ميليشيات الحوثية ووجها الاخر الاخوان المتأسلمين) ومنذ العام ٢٠١١ وهذه الجماعات تقدم لهاخدمات جليله وبصور عده، فتارة تجدها تتاجر بمعانات الشعب وقضاياه، فتارة تزيد من تعميق معانة الشعب (كمعروض) مقابل بقائها (كطلب) وعلى العكس من ذلك تزيد من احتياجاتها التي تساعدها على الاستمرار (كطلب) مقابل تقديم المزيد من خدماتها بمايحقق اهداف الراسمالية (كعرض).مما لا شك أن ميليشيات الحوثية اليوم تغازل الرأسمالية السياسية، فتعرض عليها التنازلات تلو التنازلات في سبيل استمرار عبثها في المشهد اليمني وبما يضمن بقاء الميليشيات جاثمة على صدر الشعب اليمني، اما بالنسبة لجماعات الاخوان المتأسليمين فهي لا تختلف كثيرا بالهدف والوسيلة عن جماعة الحوثية، فهما يمثلا وجهان لعملة الرأسمالية الواحده.فالوقائع والاحداث الاخيرة اثبتت ذلك وعلى وجه الخصوص منها، تحذيرات قوى الرأسمالية من تفشي جائحة كورونا ومرونة تعاطي تلك الجماعات معها وسعيها لاستجلاب الجائحة (اعلامياً) بهدف شل المجتمع اليمني واشغاله بمخاطرها، ايضا استجلابا لتمويل استمرار عبثها الميليشيات بالوطن والمواطن، على صورة دعم ظاهره انساني وباطنه يبعث المزيد من الدمار.على الشعوب اليوم ان تراجع رصيدها مع تاريخ الرأسمالية وستجد ان كل ازمة وجائحة المت بها كانت ورائها الرأسمالية، ايضا عليها العمل جهد مضاعف للخلاص من سطوتها وكسر قيودها، فكل ما خسرته عبر عقود مضت يتطلب منا مراجعه جاده للخروج بصيغة تصحح المسار وتعيد للانظمه وللشعوب اعتبارها بسيادة كاملة واستقلال غير منقوص انطلاقا من مبدأ (الحق بتقرير المصير) الذي لطالما تغنى به ذلك النظام ليس حرصا منه على استقلال الشعوب وانظمتها انما تدخلاً اكثر وتكريساً للوصاية والتبعية.فالرأسمالية منظومة تعرض الداء ليزداد طلب الشعوب للدواء (الدورة الانتاجية).
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)