كيف يشغلكم الاخوان عن منكراتهم؟

12:00 2020/06/03

سنقدم لموضوعنا بالمثال التالي: وهو أن حزب الإصلاح وجه عناصره المسلحة بمغادرة معسكر اللبنات في الجوف بدعوى أن طائرات التحالف العربي قصفت المعسكر- عن طريق الخطأ كما قيل- وفي نفس الوقت وجه كتائبه الإعلامية شن حملة تخوين اللواء رداد الهاشمي قائد محور كتاف، فانتشر أفراد هذه الكتائب على المواقع الالكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، ونفذوا حملة منسقة، مؤداها أن رداد الهاشمي هذا هو الذي سحب قواته من المعسكر، بل أنه أيضا سحب القوات من مختلف المواقع العسكرية الأخرى في محافظة الجوف.. وإنه تعمد ذلك لكي يمهد للحوثيين الاستيلاء على المواقع وكل الأسلحة والمعدات العسكرية التي كانت فيها.. وراح كل فرد من أفراد هذه الكتائب الإعلامية الإصلاحية يتصور شهودا، وينسب لمصادر عسكرية أنها قالت وقالت، وزيفوا وقلبوا الأكاذيب على مختلف الأوجه لكي يغطوا فعلة حزبهم، بتشويه سمعة الرجل على الرغم من أنه قريب من حزب الإصلاح.. حتى أن القيادي الإصلاحي البارز أمين العكيمي محافظ الجوف استحى من كثر ما كذب أفراد كتائب إعلام حزبه ومبالغتهم في تخوين الهاشمي والتشنيع عليه، فخرج يقول إن رداد الهاشمي من أصدق وأنزه وأوفى الرجال، وإن ما قاله وكتبه الاصلاحيون كله كذب وبهت وزور.. هذه واقعة حقيقية عرضناها كما هي لتسهيل فهم الموضوع التالي، وكيف يعتمد الإصلاحيون على الشائعات والأكاذيب والتزييف عندما يحاولون التعمية على منكراتهم.. وترينا أن الكذابين يفتضحون، وأن الشائعة رواية خبرية يلوكها الناس مثل العلكة ثم يرمونها في الزبالة بعد فقد حلاوتها، أو قل إنها عندما تظهر الحقيقة، فتصريح العكيمي مثلا أظهر للجمهور أن حملة الإصلاحيين حملة كذب وبهتان وزور.
 
لقد رأينا جيش الرئيس هادي الذي يسيطر عليه حزب الاصلاح، وينتمي معظم شبابه ورجاله إلى حزب الإصلاح، وهو يكسر ويستسلم استسلاما مهينا، أمام الحوثيين، مرة في شمال صعدة، ومرة في نهم، ومرة في الجوف، ومرة في حجة.. ودائما كان الحوثيون يعتبرون ذلك نصرا وهبه الله لهم، وفي كل واحدة من هذه الانتصارات المجانية كانوا يحصلون على ترسانة عسكرية ضخمة، تمكنهم من مواصلة القتال، والاستيلاء على مديريات جديدة، وهم يتجهون هذه الأيام نحو مأرب بعد أن انتزعوا محافظة الجوف.وفي الحقيقة لم يحقق الحوثيون أي انتصار بسبب بلائهم أو بسالتهم المزعومة، بل كانوا في كل تلك الجبهات يحصلون عليه بفضل القيادات الإصلاحية التي ظلت تلح على المقاتلين المنتمين لحزب الإصلاح، والى جيش الرئيس هادي الذي يسيطر عليه الإصلاح بضرورة ترك القتال ضد الحوثيين.. ونعرض هنا بعض الشواهد، فالقيادي الإصلاحي الشيخ حمود المخلافي الموالي لقطر وجه بيانا إلى أبناء إقليم الجند - تعز وإب – الذين يقاتلون الحوثيين في صعدة والجوف وحجة، دعاهم في ذلك البيان إلى سرعة العودة إلى جبهات الشرف والعزة والكرامة في محافظة تعز.. وناداهم الشيخ حسن أبكر- الرئيس التنفيذي لفرع حزب الإصلاح في محافظة الجوف- إلى العودة للداخل لمواجهة العدو الخارجي المتمثل بدولة الإمارات.. وكان فؤاد الحميري خطيب الثورة الشعبية- الشبابية في شارعي الستين والدائري بصنعاء عام2011، أقوى في التأثير العاطفي على نفوس المقاتلين الذين ينتمون إلى حزب الإصلاح، فقد قال لهم إن قيادات التجمع اليمني للإصلاح التي لجأت إلى السعودية تعيش الآن تحت الإقامة الجبرية، وإن الضربات الجوية التي تستهدفكم بها طائرات التحالف لم تحدث بالخطأ كما يزعم الناطق الرسمي باسم التحالف، بل هي ضربات متعمدة للتخلص منكم.. ووجهت توكل كرمان دعوة الى الاصلاحيين خاصة، وإلى اليمنيين عامة، قالت لهم فيها إن أعظم انسحاب في التاريخ سيكون حين تسحبون افرادكم ومقاتليكم من الحد الجنوبي للسعودية، فتلك ليست حربكم ولا حرب اليمن، وجودكم هناك يجعلكم مجرد مرتزقة تقاتلون لصالح العدو التاريخي لبلادكم.. يفعل الإصلاحيون كل هذا وغيره كثير، ولأن ذلك يسبب لحزب الإصلاح حرجا أمام الرئيس وأمام الشعب اليمني وأمام السعودية، فماذا يفعل لكي يخفف من الحرج على الأقل؟ الأمر سهل.. يصمم حملة تتضمن شائعات وروايات وحكايات كاذبة، ويسند مهمة تنفيذ الحملة إلى كتائبه الإعلامية.. ومعروف أن لحزب الإصلاح قنوات تلفزيونية بعض منها في مأرب والبعض الآخر في تركيا وقطر، وتتبعه مئات الصحف الألكترونية، ولديه أكبر هيئة للذباب الالكتروني في تويتر وفيسبوك وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنه يسيطر سيطرة كاملة على وسائل الإعلام الحكومية المحسوبة على الشرعية، وفوق ذلك هو مسنود بوسائل إعلام قطرية وتركية تناصر الاخوان المسلمين.ينسب منكراته إلى طرف ما، أو يشغل الآخرين بمعركة مع طرف آخر يريد التخلص منه، وليكن هذه المرة مثلا خطر طارق عفاش الذي لا يعترف بالشرعية، وأنه يقود ميليشيا خارج الدستور والقانون، وأنه يرسلها إلى أبين لتقاتل مع ميليشيا المجلس الانتقالي، وإنها الخطر الذي يهدد الشرعية في مستقبلها، ووو.. فتشتغل كتائب الإصلاح الإعلامية وذبابه الالكتروني، وتتفاعل معه وسائل الإعلام الخارجية التابعة للإخوان المسلمين، ومادة الشغل قالة، وشائعات، وأكاذيب، والاحالة إلى مصادر مجهولة، وتقويل الآخرين ما لم يقولوا، لكن في النهاية تبقى الحقيقة حقيقية على الدوام، وتسقط الشائعات وتفتضح الأكاذيب بعد وقت قصير.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)