قدر أهلنا ليس مسألة تخص الجماعة الحوثية

12:00 2020/06/05

مشكلة اليمنيين مع الجماعة الحوثية -في ما يخص وباء كورونا- مشكلة كبيرة، وهي لم تعد في عدم اعترافهم بوجود الوباء، بل في إخفاء عدد المصابين ومستوى انتشار الوباء، وتهوين الكارثة أمام العالم، وتهديد المرضى وحرمانهم من العلاج، ووضع قيود واجراءات عقابية تجعلهم يفضلون الموت في بيوتهم.
 
من حقنا نحن اليمنيين أن نعرف، وأن يعرف العالم ما هي الأسباب التي تدفع الجماعة الحوثية إلى وضع تلك القيود وإخفاء الحجم الحقيقي للمشكلة الوبائية.. لقد أكد عاملون دوليون في مجال تقديم المساعدات الانسانية لصحيفة واشنطن بوست قبل أيام، أن المسئولين عن القطاع الصحي في المناطق التي تديرها الجماعة الحوثية يتحكمون تحكما صارما بالفحوصات المختبرية، بحيث لا يتركون أي فرصة لمعرفة نتائج فحص الحالات المصابة. تأثير جائحة كورونا في المواطنين القابعين تحت جبروت الجماعة، ليس مسألة تخص الجماعة، وينبغي أن تفهم ذلك، وأن تمارس منظمة الأمم المتحدة ضغوطا كافية من أجل ذلك.. إنها ليست مسألة تخص الجماعة.. قبل نحو شهر أعلنوا عن أربع حالات إصابة، واحدة منها صومالي ومات، واثنتان سلامات، والرابعة لا يعرف مصيرها حتى اليوم، فصار هذا الإعلان نكتة رمضان. كان محمد عبدالسلام يرمي بالمسئولية على السعودية تارة، وتارة أخرى على أميركا، وفي الثالثة ينكر، أما في الرابعة فيقر، لكنه يقول هذا شأن يعنينا، واشتغلوا أنتم بما يعنيكم، وهو قول خرج أيضا من لسان نائب وزير خارجيته محمد العزي الذي زعم أن المطالبة بمصارحة المجتمع والعالم بشأن مستوى انتشار الوباء تعد استحمارا وجحشنة، وأن ليس للناس سوى معرفة أن الفايروس موجود وكفى.. مع ذلك فأن عبارات مثل هذه تنطوي على اعتراف بالمشكلة، ويدركون أنها كبيرة، وإلا ماذا يعني تصريح وزير صحتهم طه المتوكل بشأن انكباب زملائه الأطباء والصيادلة، وزميلاته المختبرات(!!) على تجارب للحصول على لقاح للفايروس، كادوا يوشكون على الوصول إليه لولا أميركا التي تشغل بالهم عن إنقاذ البشرية من فايروس كورونا. من سوف يصدق أن الذين اصيبوا بالفايروس أربعة فقط، في المناطق التي تديرها الجماعة، وهي المناطق التي يسكنها العدد الأكبر من سكان اليمن الذي يعتقد أن عددهم تجاوز الثلاثين مليون نسمة؟ بينما وصل عدد المصابين بالفايروس إلى نحو 500 حالة في المناطق الخاضعة لإدارة الرئيس هادي وحكومته، التي يسكنها ثلث سكان البلاد تقريبا؟ قدر أهلنا في تلك المناطق ليس مسألة تخص الجماعة الحوثية، لكي يقول لنا قادتها: هذا أمر يعنينا، ولا دخل لكم ولا للعالم به.. يحتاج العالم إلى الحقيقية لكي يقف إلى جانبنا.. الأمم المتحدة قدرت احتياج اليمن إلى أكثر من 3 مليارات دولار كي يواجه الوباء، فتجتمع 30 دولة فقط في المؤتمر الافتراضي الذي دعت إليه ونظمته المملكة العربية السعودية، لتتبرع بثلث الاحتياج فقط، فهل تعتقدون أن لا علاقة لخيبة الأمل هذه بدور الجماعة الحوثية في إخفاء حجم المشكلة الوبائية؟ إن هذا مجرد مثال على الجرم الذي ترتكبه بحق أهلنا.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)