حوار - ناطق المقاومة الوطنية العميد صادق دويد: أي مصالحة يجب ان تتضمن تجريم الدعوة للإمامة

  • سبتمبر نت/ حوار – منصور الغدرة
  • 10:48 2023/09/27

أكد ناطق قوات المقاومة الوطنية، العميد الركن صادق دويد، أن القوات المسلحة لها الدور الطليعي والمحوري في تفجير الثورة اليمنية، وأن الثورة بوصلة عمل القوات المسلحة.
 
وقال العميد الركن صادق دويد، في حوار مع صحيفة 26سبتمبر، بمناسبة عيد الثورة اليمنية- الـ61 لثورة 26 سبتمبر والـ60 لثورة 14 أكتوبر: ” للمؤسسة العسكرية والمقاومة دور بطولي في مواجهة المشروع الحوثي الفارسي، وهي صمام أمان واستقرار الوطن والاهتمام بمنتسبيها ضرورة حتمية”.
 
واضاف: ان القوات المسلحة ومن خلفهم الشعب لن يتنازلوا عن جمهوريتهم وثورتهم ومكتسباتها مهما كلفهم الامر، مؤكدا أن معركة اليوم مع فلول الإمامة هي امتداد لمعارك ثورة اليمنيين 26 سبتمبر و14 أكتوبر، مشيرا إلى أن الثورة اليمنية ثورة قيمية تساوي وتستوعب الجميع إلا من خرج عن مسارها ووقف ضد أهدافها.. إلى التفاصيل:
 
 
تحل على شعبنا اليمني الذكرى 61 لثورة 26 سبتمبر1962، وشعبنا لا يزال يخوض معركته التحررية من الإمامة والاستعمار وأذنابهما، المتمثل بتنظيم جماعة الحوثي الارهابي.. ماذا يعني هذا؟ هل يعني فشل الثوار في القضاء عليهما أم ماذا؟!
 
– الثورة اليمنية العظيمة ٢٦ سبتمبر لم تفشل، بل نجحت وكسرت قرونا من الخرافة والجهل والعنصرية، وما ارتداد الإمامة بثوب الحوثيين إلا النفس الاخير لها وستنتهي والى الابد- بإذن الله- وبعزيمة وارادة الشعب اليمني، وبسالة ابطال القوات المسلحة والمقاومة الشعبية وابناء القبائل.
 
هل المعركة اليوم ضد كهنوت الاماميين الجدد، هي امتداد واستكمال لمعركة الثورة اليمنية (٢٦ سبتمبر و١٤ اكتوبر) المجيدة؟
 
– بلا شك المعركة اليوم هي امتداد لمعارك ثورة اليمنيين ٢٦ سبتمبر، ١٤ أكتوبر، وما أشبه الثورة اليمنية بالثورة الفرنسية، ثورة القيم والحرية والمساواة.
 
بعد مضي ستة عقود ونيف من عمر النظام الجمهوري، طلت الإمامة فجأة برأسها من جديد على المشهد والساحة اليمنية.. هل يعود هذا إلى المصالحة الوطنية المزعومة مع أذناب الإمامة حينها؟
 
– صحيح أن التآمر على الثورة اليمنية بدأ من وقت مبكر جداً للمصالحة مع الملكيين، فالثورة اليمنية هي في الاساس ثورة قيمية تساوي بين الجميع وتستوعب الجميع إلا من خرج عن مسارها ووقف ضد اهدافها، والمصالحة كانت في وقتها اجراء سليم، لكن الحوثي استغل تسامح الشعب اليمني وثورته، فخلع في البداية عباءة الإمامة، لتطل الإمامة برأسها من خلال الحوثي الارهابي، وظل على ذلك ليعود مطلع العام 2002 بداية المجاهرة بالصرخة الملعونة بعباءة الإمامة من جديد، ومن هذا يتضح من ذلك أنه في الاساس كان يضمر الشر والعداء للشعب اليمني وثورته السبتمبرية من وقت مبكر سبق المصالحة، ويتضح هذا من خلال خلعه من وقت مبكر عباءة انتسابه- حسب ادعائه الآن- انه ينحدر هو وبيت حميد الدين- من يحيى الرسي بن طباطبا، إلا انه ظل متخفيا وراء الحوثية، بعدما الحق نسب نفسه إلى (بالحوثي) باسم منطقة (حوث) في محافظة عمران..
 
لكن اليوم مادام والإمامة قد اطلت علينا برأسها ممثلة بالحوثيين- الاماميون الجدد- من جديد، فإن ذلك يجبرنا على ان نعيد حساباتنا وندرس اسباب عودتها لنتمكن من معالجتها.. ولا نحمل المصالحة الوطنية وزر هي منه براء، لأن المصالحة تمت تحت سقف الجمهورية واهداف الثورة اليمنية.
 
.. لكن يرى كثيرون أن مصالحة 1970 فرضت على الجمهوريين، وبالتالي فتحت لأذناب الإمامة باب العودة الى حكم اليمن ومقاسمة الجمهورين مناصفة في الحكومة، ألا ترى السيناريو ذاته يتكرر اليوم؟
 
– الشعب اليمني يزداد كل يوم وعيا، وقد ازداد وعياً عما كان عليه الحال من قبل، وأي مصالحة يجب ان تتضمن تجريم الدعوة للإمامة.
 
.. وإذا ما تكرر هل يمكن أن تعقد مصالحة اليوم مع اذناب الإمامة، تنظيم جماعة الحوثي الارهابي- الاماميون الجدد-؟ وكيف سيكون مصيرها؟ وهل يمكن لأية مصالحة أن تنجح مع هؤلاء؟!
 
أس واساس الحرب في اليمن وما سبقها من جولات الحروب الست مع جماعة الحوثي الظلامية هي فكرة الولاية وادعاء الاصطفاء والحق الالهي، ومن الحتمية تجريمها ومن يدعو اليها او يعمل من اجلها.. لن يحل السلام في اليمن ما لم نحتكم للصندوق الانتخابي كخيار يحقق ارادة الشعب، وكما اسلفت ثورة اليمنيين عظيمة.. ثورة قيم انسانية، لا تستثني احداً ولا تستهدف احداً، الحوثيون اذا تركوا (مبدأ) فكرة الولاية واحتكموا لصندوق الاقتراع كخيار لا بديل عنه للوصول للسلطة وتركوا العنف والتزموا بالقانون والدستور، فنحن وهم اخوة ولهم ما لنا وعليهم ما علينا. اما اذا استمروا في غيهم فلن يتنازل الشعب اليمني عن حقوقه المشروعة وعن دفاعه عن جمهوريته و ثورته.
 
بالطبع جيل اليوم هو جيل جمهوري ولا يعرف عن الإمامة سوى الاسم وفي مناسبة ذكرى اقتلاعها السنوية، كيف لهذا الجيل ان يواجه كهنوت الإمامة في ظل القصور في الوعي الجمعي؟!
 
– التجربة خير معلم، وممارسات الحوثي الانتقامية تجاه الشعب اليمني عامل قوي في خلق الوعي الجمعي وتشكيله ضد الشرذمة الضالة.
 
تاريخ ثورة 26 سبتمبر لم يكتب كما يجب، وبالتالي اعتورته كثير من التزوير الامر الذي عمل في تشويه ذاكرة الوعي الوطني.. فهل كان لأذناب الإمامة دور في خلق هذا التشوه..؟.
 
– لكل ثورة عظيمة أعداء والثورة اليمنية كغيرها انخرط جزء كبير من أعدائها فيها وعملوا على تشويهها واستهداف مبادئها السامية من الداخل.
 
خلال السنوات الماضية جرت بعض اعمال التوثيق للثورة.. لكنها كانت  مناسباتية، وايضا رافقتها محاذير وحسابات النخب اليمنية، فضلا الى التناقضات في تناولاتها للأحداث، وهذا بالطبع صرف جيل اليوم عن اهتمامه بالثورة.. هل يمكن لنخب اليوم معالجة هذا، وكيف يمكن ذلك؟
 
– من الضرورة معالجة ما رافق توثيق الثورة في الماضي من قصور وما يقوم به الاماميون الجدد اليوم من جرائم ومعاقبة جماعية للشعب اليمني لها دورها في توضيح اختلالات الماضي.. نعم بالإمكان ذلك، لكن دون ان ننحرف اثناء معالجة الاختلالات السابقة عن اهداف وقيم الثورة اليمنية.
 
رغم اهمية الدراما والمسرحيات في عرض مآسي الإمامة وويلاتها على اليمن، الا ان كتابة هذا النوع من التوثيق للذاكرة التاريخية غائبة وان وجدت فهي سطحية في تناولها لحقيقة وتفاصيل مآسي الإمامة المتوردة من غياهيب الحقب المظلمة، تحاشيا من أن يغضب هذا السلالي وذاك المدعي الهاشمية.. متى يغادر اليمنيين هذا التخندق المهلك؟
 
– هناك جرائم بشعة وفظيعة مورست بحق الشعب اليمني على مدى قرون، والتوثيق للذاكرة التاريخية بحاجة الى الدراما التراتيجية، وما يمارس اليوم ضد اليمنيين اشد واظلم مما قد مورس من قبل ابائهم واجدادهم في الحقب الماضية.. وهذا يجعل الجميع امام مسؤولية وطنية وتاريخية، فالمطلوب من الجميع سياسيين وإعلامين ومؤرخين وفنانين نقل الحقائق وصورة الواقع كما هو دون زيادة أو نقصان، لأن واقع الجماعة الحوثية ومشروعها الظلامي التدميري ابشع من ان يوصف.
 
بفضل الثورة قضي على الإمامة وثالوثها- الجهل والفقر والمرض- وبفضل الثورة كان التعليم ووجدت المدرسة والجامعة ومراكز الدراسات.. لكن المعيب ان المنارات التعليمية والعلمية لم تقم بدورها الصحيح في ترسيخ الثورة واهدافها في وعي جيل الجمهورية.. كيف يمكن لنا تلافي ذلك اليوم؟!
 
٢٦ سبتمبر هو يوم النور الذي طمس قرون من الظلام.. الارتداد الامامي بصورته الحوثية اليوم والجرائم واللصوصية التي تمارسها كفيلة بأن تدفع اليمنيين للتمسك بثورتهم العظيمة واهدافها السامية ومكاسبها الكبيرة وترسيخ الوعي الجمعي للأجيال القادمة.
 
الوعي الشعبي والجمعي بالثورة يتطلب عملا وطنيا بعيدا عن المصالح الضيقة والحسابات السياسية الخاطئة، هل نحن قادرون القيام بهذا الواجب المقدس؟
 
– بلا شك اليمنيون قادرون على القيام بهذا الواجب المقدس، مطلوب منا جميعاً رمي خلافات الماضي وراء ظهورنا واستشعار المسؤولية الوطنية والتاريخية وسننتصر بإذن الله.
 
هب اليمنيون لمساندة والدفاع عن ثورة 26سبتمبر و14اكتوبر.. هل اليمنيون مازالوا مصطفون اليوم في معركة التصدي لمخلفات الإمامة؟
 
– نعم.
 
استطاع الشعب اليمني أن يقتلع الإمامة قبل ستين عاما رغم قبضتها الحديدة وعزلها اليمنيين عن العالم، وقساوة الظروف مقارنة بالراهن.. لماذا عجز اليوم عن ذلك؟ وما سبب ذلك؟
 
– تفرق الجمهوريين وهم الاغلبية الساحقة وشتاتهم هو ما عزز موقف الاماميين، والجميع اليوم مطالبون بوحدة الصف والتلاحم اكثر من اي وقت مضى لدحر مخاطر المشروع الحوثي الامامي المدعوم ايرانياً الذي يتهدد يمننا وجمهوريتنا وثورتنا، والمنطقة برمتها، ويهدد طرق الملاحة الدولية.
 
ألا ترى معي ان غياب الثورة واهدافها بالتزامن مع عرض مآسي الإمامة، في المناهج التعليمية وبرامج المراكز البحثية، أدى الى عدم الادراك بتضحيات اجدادنا المناضلين في سبيل انتصار الثورة؟!
 
– إلى حد كبير صحيح.
 
التحرر من الاستبداد والاستعمار أول اهداف ثورة 26 سبتمبر 14 اكتوبر.. لماذا برأيك جعلها الثوار على رأس أهدافها؟
 
– الاستبداد والاستعمار هما سبب ما كانت عليه الأوضاع في اليمن من واقع مأساوي، والعائق الرئيس في التخلص من الظلم والجهل والفقر.
 
كيف يمكن العمل على ترسيخ وتعميق الولاء الوطني، والتمسك بأهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وتحقيقها واقعا ملموسا؟
 
– التوعية بأن الثورة اليمنية وأهدافها هي طوق النجاة لليمنيين ودونها الضياع.
 
برأيك ما الرد الحقيقي أمام محاولة الإماميين الجدد (الحوثيون) النيل من أهداف الثورة اليمنية النبيلة وطمس كل شيء يرتبط بها؟
 
– يدرك الشعب اليمني قيمة الثورة اليمنية بالنسبة لهم، ومهما حاول الحوثيون تشويهها او العمل على طمسها فلن يتمكنوا من ذلك، المقاومة لمشروعهم التخريبي في مناطق سيطرتهم والمناطق المحررة قوية والرد الانسب هو التكاتف لتخليص الشعب من هذه الغمة ومشروعهم العنصري البائس.
 
ما الذي تمثله الثورة اليمنية للقوات المسلحة؟
 
– الثورة تمثل بوصلة عمل للقوات المسلحة.
 
يقدم ابطال القوات المسلحة تضحيات جسيمة دفاعا عن الجمهورية وحماية المكتسبات الوطنية.. ماهي رسالتكم للأبطال المرابطين وهم يعيشون هذه المناسبة الخالدة؟
 
– نحيي كل جندي وصف وضابط في كل خندق من خنادق البطولة والشرف والكرامة، هم يدافعون عن الثورة والجمهورية، كما نحيي أبناء القبائل والمقاومة الشعبية الذين هبوا لنصرة اخوانهم في القوات المسلحة، ونقول لهم: انتم بتضحياتكم الجسيمة ودمائكم الطاهرة تصنعون التاريخ.
 
كيف ترى دور القوات المسلحة والمقاومة الشعبية في تفجير ثورة 26 سبتمبر عام 1962، والدفاع عنها وعن نظامها الجمهوري؟
 
– كان لهم الدور الطليعي والمحوري في تفجير الثورة والدفاع عن الجمهورية الفتية، وما يقدمه منتسبو القوات المسلحة والمقاومة الشعبية اليوم من تضحيات وما يسطرونه من بطولات دفاعاً عن الثورة والجمهورية ومكتسباتهما ماهي إلا امتداد لذلك الدور الطليعي.
 
القوات المسلحة يقع على عاتقها حماية الجمهورية ومكتسبات الثورة- كيف تترجم ذلك على أرض المعركة اليوم؟
 
– بما تقوم به هذه المؤسسة الباسلة ومنتسبوها من دور بطولي في مواجهة المشروع الحوثي الامامي السلالي الخبيث المدعوم ايرانياً والدماء الزكية التي تسكبها على ارض اليمن دفاعاً عن الجمهورية ومكتسبات الثورة المجيدة.
 
من أبرز أهداف الثورة اليمنية بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها.. اليوم كيف يترجم هذا الهدف؟
 
– نؤكد على ضرورة الاهتمام بالمقاتل والمؤسسة العسكرية والمقاومة الشعبية، فهم صمام أمان واستقرار الوطن.
 
لوحظ في السنوات الاخيرة حرص ابطال القوات المسلحة على إيقاد شعلة الثورة في مختلف الجبهات والميادين.. ما الدلالة؟
 
– لم يقتصر إيقاد الشعلة على ابطال القوات المسلحة رغم انهم السباقون لذلك، ولكن ظهر هذا حتى في القرى والمدن ومنازل المواطنين، وكأننا في الايام والسنوات الاولى لثورة 26سبتمبر1962، ودلالة ذلك واضحة ان القوات المسلحة ومن خلفهم الشعب لن يتنازلوا عن جمهوريتهم وثورتهم ومكتسباتها مهما كلفهم الامر. وان ما يقوم به الإماميون الجدد من محاولات لعودة حقبة الكهنوت العنصري ما هو إلا عبث لن يتم.
 
التاريخ السلالي للإمامة وادعائها انتسابها لآل البيت، وما مدى صحة ذلك؟ وكيف يمكن تفسيره تاريخيا وعمليا؟
 
– لن أخوض في هذا الموضوع رغم ان هؤلاء الادعياء معروف عنهم انهم مزورون للنسب والتاريخ، وما اود التأكيد عليه هنا هو أن جوهر الرسالة السماوية ومحكم القران الكريم وصحيح السنة النبوية جميعها جاءت للتأكيد على العدل والمساواة بين الناس في العبادة والتكليف في النصوص والاحكام في الحقوق والواجبات، وهو ما كفلته وأكدت عليه ثورة ال26 من سبتمبر المباركة، تلك الثورة التي حققت لليمنيين المواطنة المتساوية ووضعتهم امام القانون سواسية في الحقوق والواجبات، وجرمت كل أشكال وأنواع التمييز والعنصرية.
 

ذات صلة