شهدت مناطق سيطرة مليشيا الحوثيين تدفقاً غير مسبوق للمواد الغذائية عبر موانئها على البحر الأحمر خلال عام 2023، بعد أن أتاحت الهدنة الأممية التي تم التوصل إليها في نهاية عام 2022 دخول كميات كبيرة من الوقود والغذاء إلى هذه المناطق.

 

وأظهر تقرير لبرنامج الغذاء العالمي، الذي يقدم مساعدات غذائية لملايين اليمنيين المتضررين من الحرب والجوع، أن إجمالي واردات الغذاء إلى موانئ الحديدة والصليف، التي تعتبر المنافذ الرئيسية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، بلغ 5.308 مليون طن متري في العام الماضي، مما يمثل أعلى مستوى له منذ بدء الصراع في عام 2015.

 

وقال التقرير إن هذا الرقم يشكل زيادة بنسبة 29.5% عن عام 2022، وبنسبة 43% عن عام 2021، مشيراً إلى أن شهر أكتوبر من عام 2023 كان الأعلى في حجم الواردات بـ557 ألف طن متري، تليه نوفمبر بـ466 ألف طن، ويونيو بـ458 ألف طن.

 

وأرجع التقرير هذا الارتفاع إلى تنفيذ الاتفاق الذي تم التوسط فيه من قبل الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين، والذي يهدف إلى تخفيف التوترات في محافظة الحديدة، وتسهيل دخول السفن المحملة بالوقود والغذاء إلى الموانئ، وتحسين الوضع الإنساني في البلاد.

 

وأضاف التقرير أن واردات الغذاء تراجعت بنسبة 23% في ديسمبر الماضي مقارنة بنوفمبر، بسبب الأوضاع الجيوسياسية المضطربة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي أدت إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين عبر البحر الأحمر، بالإضافة إلى قرار برنامج الغذاء العالمي بوقف توزيع المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين بسبب عدم التزامهم بالشروط المتفق عليها.