يشهد الملف اليمني تحركات دبلوماسية مكثفة من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غروندبرغ، الذي التقى اليوم برئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، في محاولة لإحياء المسار السياسي الذي تعثر منذ بداية العام الجاري.

 

وجاء لقاء غروندبرغ بالعليمي بعد أن أجرى غروندبرغ سلسلة لقاءات في طهران وعدة عواصم عربية وإقليمية ودولية، لبحث سبل دعم الحل السياسي في اليمن، والتصدي للتحديات الأمنية والإنسانية التي تواجه الشعب اليمني، في ظل تصاعد التوترات العسكرية في مياه البحر الأحمر وخليج عدن.

 

وأعرب خبراء عسكريون ومحللون سياسيون عن تفاؤلهم بأن تسهم هذه التحركات الدبلوماسية في إنهاء الجمود الذي يعتري العملية السياسية في اليمن، وإيجاد حافز لمليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، لوقف عملياتها البحرية، التي تهدد حرية الملاحة والتجارة الدولية، وتزيد من حدة التوتر في المنطقة.

 

وأشار الخبراء إلى أن غروندبرغ يسعى لخلق مسار متزامن لاستئناف العملية السياسية في اليمن، بموازاة الجهود الإقليمية والدولية الجارية لإيجاد حلول للنزاعات في المنطقة، خاصة في غزة، واستكشاف تطورات الموقف الحوثي الإيراني، وما يمكن أن يطرأ عليه بعد ما شهدته المرحلة الماضية من تصعيد بحري، أدى إلى تعطيل العملية السياسية في اليمن، التي كانت قد شهدت اختراقا سياسيا في ديسمبر الماضي.

 

وأكد المحللون السياسيون على أن عودة الدبلوماسية الدولية والإقليمية توحي بأن هناك قناعات لدى جميع أطراف الصراع، بضرورة استئناف المشاورات، والمضي صوب قرارات حاسمة تغلق ملفات الأزمة اليمنية، التي تمتد منذ تسع سنوات، مشيرين إلى أن الجهود الأخيرة يبدو أنها وجدت آذانا صاغية من الجميع.