المراكز الصيفية تحت المجهر: مؤسسات تعليمية تتخذ قناعًا للفكر الطائفي.. حين تصير المدارس سجونًا للبراءة وتُستثمر المليارات في خدمة الأجندات التعبوية

  • الساحل الغربي - خاص
  • 10:50 2024/05/06

في سلسلة من الإنتهاكات، كشفت مصادر متعددة عن استغلال الجماعة الحوثية للمؤسسات التعليمية في اليمن لأغراض طائفية وعسكرية؛ الملتحقون بالمراكز الصيفية الحوثية في مدرستي "الفاروق" و"الإمام علي بن أبي طالب" بمديرية الميناء في محافظة الحديدة، أفادوا بتعرضهم لانتهاكات عديدة على يد مشرفين حوثيين، تضمنت الضرب، الإهانة، واستخدام ألفاظ نابية؛ وقد تحولت بعض الفصول إلى سجون لمعاقبة المعارضين، حيث يتعرضون للتحقير والاعتداء.
 
في تطور آخر، تم تحويل مراكز محو الأمية إلى معسكرات صيفية للتعبئة الطائفية، حيث أُجبر نحو 5700 موظف ومتعاقد، بالإضافة إلى آلاف الدارسين، على الالتحاق بهذه المعسكرات؛ وتهدف هذه الدورات إلى تعزيز الأفكار الطائفية والتحريض على العنف، وذلك تنفيذًا لتعليمات من زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي.
 
تقارير برلمانية كشفت عن استيلاء المليشيا الحوثية على مبلغ يقارب 39 مليار ريال من صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة خلال الفترة من 2018 إلى 2021، حيث تم توجيه هذه الأموال لأنشطة طائفية للمراكز الصيفية الحوثية، بدلاً من الأنشطة الشبابية والرياضية المخصصة لها.
 
في حادثة مقلقة أخرى بالعاصمة المختطفة صنعاء، قامت المليشيا بمحاصرة مركز دار الحمد الصيفي، مانعة الطلاب من مغادرته؛ وقد تدخلت وساطات حوثية لإقناع الطلاب بالبقاء، وتم استقدام مدرسين جدد في محاولة لتهدئة الوضع.
 
المصادر التربوية تؤكد أن هذه الأحداث تشكل جزءًا من سياسة الحوثيين المستمرة للسيطرة على العملية التعليمية وتحويل المؤسسات التعليمية إلى أدوات للتعبئة الطائفية، مما أدى إلى تدهور كبير في قطاع التعليم، مع انقطاع الرواتب وتحريف المناهج، وتحويل المدارس إلى مواقع عسكرية ومراكز لنشر الأفكار الطائفية؛ هذه الممارسات تهدد سلامة الأطفال وتشوه عقولهم، وتشكل تجنيدًا وتجريحًا لهم في سياق النزاع الحالي في اليمن.

ذات صلة