ماجد الأسمري: من ملاذ الوطن إلى ظلال المصير المجهول بين قبضة الحوثيين

  • الساحل الغربي - خاص
  • 03:32 2024/05/26

ماجد الأسمري، المعارض السعودي الذي غادر وطنه بحثًا عن مساحة أرحب للتعبير عن آرائه، وجد نفسه في مواجهة مع الواقع المغاير لتطلعاته؛ في صنعاء، حيث ظن أنه سيجد الدعم والترحيب، اكتشف أنه قد ارتمى في أحضان خطر أعمق وأشد وطأة، واصطدم بجدران الحبس والقيود، مما دفعه للفرار مجددًا، هذه المرة من قبضة الحوثيين.
 
البخيتي، القيادي الحوثي، يتحدث عن فرار الأسمري إلى شبوة، ويعلن استعداد جماعته للتفاوض من أجل إطلاق سراحه؛ الصورة التي نشرها البخيتي على منصة "إكس" تحمل في طياتها قصة معقدة، حيث يبدو الأسمري مبتسمًا، لكن خلف الابتسامة تكمن حكاية فراره من صنعاء والأسباب الخفية وراءه.
 
البخيتي يشارك ويؤكد تفاصيل زيارته للأسمري في السجن، متحدثًا عن عدم رغبتهم في استمرار احتجازه واستعدادهم لمساعدته في الانتقال إلى أي دولة يختارها، أو البقاء في صنعاء، بشرط عدم القيام بأعمال استفزازية.
 
بعد فترة من الحبس، تمكن الأسمري من الفرار من قبضة الحوثيين، وفقًا لتصريحات البخيتي وقيادات حوثية أخرى؛ لكن الغموض يكتنف مصيره بعد رواية الفرار، فيما لا تزال الحكومة الشرعية صامتة دون تأكيد وصوله إلى مناطق سيطرتها.
 
تتسارع الشكوك حول ما إذا كانت الجماعة الحوثية قد تخلصت من الأسمري بطريقة ما، مستغلة الوضع لتوجيه أصابع الاتهام نحو الحزام الأمني والحكومة الشرعية؛ الضجة التي أثيرت حول فراره قد تكون ستارًا لأمر خفي، ولا يمكن استبعاد أن يكون هناك مخطط محكم لرمي التهم وتشتيت الأنظار.
 
الأسمري، الذي لجأ للجماعة الحوثية بحثًا عن الحرية، يجد نفسه الآن في قلب لعبة سياسية معقدة، ولغز يحيطه الضباب، حيث تتقاطع مصالح القوى المتصارعة على حساب حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
 
علي هاشم، معارض سعودي آخر مقيم في صنعاء، يحمّل الأسمري مسؤولية ما آلت إليه الأمور، مشيرًا إلى أن فراره خلسة عرض حياته للخطر؛ الإعلامي حسام الهمادي يسرد قصة الأسمري، الذي وصل إلى صنعاء في 2018 ومارس نشاطه المعارض، لكنه وجد نفسه خلف القضبان بعد نشر فيديو في 2022 اعتبر مستفزًا للحوثيين؛ وبعد سنتين من السجن، تم الإفراج عنه، للمجهول، وسط تكهنات حول مصيره والدوافع الحقيقية وراء "إختفاءه" المفاجئ.
 
ومع تزايد التوترات في المنطقة، يبقى مصير الأسمري معلقًا، في انتظار تحركات قد تكشف النقاب عن الحقيقة المستورة، وينتظر العالم معرفة الفصل القادم من قصته.

ذات صلة