بسطات الفخار في الخوخة.. مصدر للدخل ولوحة تزين المدينة – (تحقيق خاص)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/03/02

الخوخة - خاص "منبر المقاومة": على المدخل الشمالي لمدينة الخوخة الساحلية التابعة لمحافظة الحديدة يفترش صانعو الفخار والأدوات المنزلية الأرض عارضين بضاعتهم للمارة في صورة بديعة تشكل لوحة جمالية تبهر الناظر بتفاصيلها الدقيقة وألوانها الزاهية كما لو أنها معرض فن تشكيلي أو متحف للحرف اليدوية في الهواء الطلق. ينحدر أغلب صانعو الفخار من مناطق حيس وزبيد الذين نزحوا إلى مدينة الخوخة بعد أن ضيقت عليهم مليشيات الحوثي الخناق وحاصرت لقمة عيشهم، إلا أنهم لم يستسلموا ولم يحول النزوح بينهم وبين مهنتم، بل نقلوا الحرفة إلى مستقرهم الجديد في ومارسوا عملهم الذي ألفوه منذ نعومة أظفارهم. خالد محمد (35عاما) أول من أعاد افتتاح متجره الحرفي في مدينة الخوخة بعد نزوحه من زبيد قبل عامين ليتبعه الكثير من رفاق المهنة، حيث وجدوا في المدينة المحررة سوقاً رائجاً لمنتجاتهم ما جعلهم يضاعفون العمل وينوعون معروضاتهم إذ لم تعد بسطاتهم تقتصر على الفخار وحسب، بل شملت مصنوعات يدوية أخرى مثل قبعات الدوم أو "الظُلة" حسب التسمية المحلية، إضافة إلى الزنابيل والمكانس والأسرة والمطاحن الحجرية وغيرها. يشير خالد في حديثه لـ"منبر المقاومة" أنه قبل أن يفتتح متجره الصغير تردد كثيراً واعتقد أن الحظ لن يحالفه في هذا السوق الجديد خصوصاً مع ظروف الحرب وطغيان الأواني المعدنية والبلاستيكية، لكنه تفاجأ بالإقبال المتزايد على منتجاته منذ الأسبوع الأول وهذا ما شجعه للاستمرار ودفع بقية الحرفيين لذلك. يضيف خالد: " كانت الحركة التجارية في زبيد قد اصبحت شبه متوقفة بفعل ممارسات مليشيات الحوثي وانعدام القدرة الشرائية للمواطنين المتواجدين تحت سيطرة المليشيات، حيث توقفت عن مزاولة حرفتي وبقيت عاطلاً عن العمل لعدة أشهر وعندما ضاق بي الحال ونفد كل المال الذي ادخرته قررت النزوح إلى الخوخة وبدأت العمل من جديد ". ومع طغيان الأواني البلاستيكية والمعدنية في الأسواق المحلية، لم يعد للفخار مكانته السابقة في الاستخدام المنزلي إلا أن هناك أغراض أخرى تدفع المواطنين لاقتناء الفخار " لكن الكثير يأتون الينا ويقتنون منتجاتنا وبعضهم يأخذونها لغرض الزينة فقط " كما يقول خالد. الطفل عبد الله مهدي هو الآخر افتتح بسطته منذ وقت قريب وبدأ في منافسة أصحاب البسطات السابقة، ويكسب جيداً، حيث اوضح لـ"منبر المقاومة" أنه يحصل على ربح يومي يقدر بسبعة آلاف ريال يومياً كمتوسط أرباح، وهو مبلغ يكفي لإعالة أسرته التي نزحت من مدينة حيس بعد تعرض منزلهم لقذائف أطلقتها مليشيات الحوثي. وتشير الدراسات إلى أن بداية صناعة الفخار في اليمن تعود إلى حوالي 2600 قبل الميلاد، حسب اكتشافات البعثة الإيطالية في المرتفعات الوسطى بقيادة دميغريه، وكذا الحفريات التي قام بها رئيس قسم الآثار بجامعة صنعاء عبده عثمان غالب في سنة 1993.أما في تهامة ومناطق الساحل الغربي لليمن فقد ظل الأمر مجهولاً لعدم وجود أعمال تنقيب أثري منتظم بشكل علمي حتى 1997، حيث قامت البعثة الكندية التابعة لمتحف اونتاريو الملكي بأعمال تنقيبات في سهل تهامة بقيادة (إدوارد كيل) وتحديداً في قرية الميتنة تضمنت تحريات في تل الكتف الأحمر الكبير الذي أرخ إلى الفترة الزيادية (دولة بني زياد).وتشتهر المناطق الساحلية لليمن بتوارث حرفة صناعة الفخار خصوصاً في المناطق الريفية، إذ لا يزال سكانها يفضلون استخدام الفخاريات كأواني للطهو وأوعية لحفظ الماء بارداً.
 

ذات صلة