ألف ومائة عام من الزنبلة

11:09 2020/11/06

نجحت الحوثية في سحق الشخصية اليمنية وحرمت عليهم قيادة بلدهم، وأصبح تفكير المتزنبل بالقيادة جريمة سياسية ودينية في وقت واحد...
 
فالسعي الحثيث من قبل الحوثيين لتشويه التاريخ اليمني وتلميع رموز حركتهم هدفه جعل اليمنيين لا يقرأون إلا أسماء القديسين المنزهين من الحوثيين وأشياعهم.
 
أما الشعب اليمني فلا يكاد بطل من أبطاله يرفع رأسه للعزة والكرامة حتى يسارع الحوثيون ويبعثون به مشيعاً إلى القبر، ثم لا يذكرونه في التاريخ إلا على أنه الباغي عدو الله الفاسق الملحد الكافر بولاية الأئمة المطهرين إلى آخر هذه الألقاب.
 
وهكذا تستمر عملية سحق الشخصية اليمنية وزنبلتها.
 
لم تكن لتستطيع الحوثية التربع على مؤسسات الدولة لولا أنها بثت الطبقية والعصبية بين أشياعها المتزنبلين وإشراكهم في البداية ببعض مكاسبها لاسترضائهم والتقرب منهم زلفى حتى تحقيق غاياتها.
 
ثم استطاعت الحوثية إقناع المتزنبلين أن لا ينتظروا من وراء نصرتهم وخدمتهم لها أي جزاء، تحت شعاراتها المأثورة: (من أحبنا ونصرنا نحن سلالة الرسول فليستعد للبلاء ويصبر، لأن الله هو الذي ولانا، وان الله هو الذي أمر الناس ان يطيعونا وأن يخدمونا ويقدسونا، ويموتوا في سبيل نصرتنا). 
 
وقد استطاعت الحوثية إقناع زنابيلها من خلال التمظهر بالزهد والقنوع عن الدنيا وزينتها والانصراف عن عمارة الحياة ما عدا بناء الفلل والقصور للائمة من السلالة نظراً لقداستهم وبناء الأضرحة الفخمة لأمواتهم.
 
وهذا هو المفتاح السحري الذي استطاعت الإمامة من خلاله زنبلة اليمنيين طوال ألف ومائة عام.
 
لقد كانت اليمن بلداً ذا مدنية وحضارة وفنون في شتى مناحي الحياة، حتى مجيء الرسي الذي غرس مبدأ الإمامة وحب السلالة في أوساط اليمنيين باسم الدين، وتدعيم مركزهم الروحي تحت ستار التشيع حتى يرسخ في عقلية الشعب اليمني أن الإمام هو ظل الله ونائبه في الأرض، وان منزلة الإمام كمنزلة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
 
وهذا ما تفعله الحوثية اليوم تماماً ومن خلاله استطاعت زنبلة الآلاف من الشعب وجعلتهم أدوات لحربها ضد اليمنيين والتي أشعلتها منذ العام 2003م في محافظة صعدة وما زالت مستمرة حتى اللحظة.