تصفية حسن زيد.. الروايات الحوثية من زوايا متضاربة

  • صنعاء، الساحل الغربي
  • 12:49 2020/11/07

مع دخول حادثة اغتيال حسن زيد، وزير الشباب والرياضة في حكومة الانقلابيين الحوثيين، أسبوعها الثالث؛ إلا أنها ما زالت محاطة بالغموض وتثير قدراً متزايداً من الشكوك إزاء ملابساتها وحقيقة الجهة المنفذة، خصوصاً وأن وزارة الداخلية التابعة لسلطة الأمر الواقع في صنعاء اكتفت، حتى كتابة هذا التقرير، بإعلانها -لا أكثر- القضاء على خلية الاغتيال المكونة -حسب زعمها- من ثلاثة مسلحين.
 
تعليق جماعة الحوثي على مقتل أحد كبار قادتها بهكذا إعلان ركيك وغير مسؤول أغفل، على الأقل، الكشف عن هوية الجناة، إضافة إلى ما سبقه من إصدار أحكام -بلسان محمد الحوثي رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا- تدين أمريكا ودول التحالف العربي بالوقوف وراء الحادثة؛ خطوات بدت لمتابعين أن الجماعة أرادت إغلاق القضية بها، وإن هي، في حقيقة الأمر، فتحت الباب واسعاً أمام استفهامات كثيرة، إذ وما دام الحال كذلك وما من جهة، حتى اللحظة، تبنت اغتيال "زيد"، يظل التساؤل الراجح ما إذا قتل الحوثيون وزيرهم ودفنوا بعد ذلك أدوات الجريمة؟
 
وعلى الرغم من الصراع الحاد فيما بين أجنحة جماعة الحوثي الانقلابية، فقد كان حدث اغتيال حسن زيد، الثلاثاء من الأسبوع الماضي، بمثابة صدمة كبيرة للرأي العام المحلي والإقليمي، إذ لم يكن متوقعاً أن تشهد صنعاء حدثاً جسيماً بذلك القدر في ظل تشديد أمني تفرضه الجماعة هناك، استعداداً لإقامة فعالية "المولد النبوي".
 
لكن في المقابل توقع كُتّاب وسياسيون أن تؤول الحادثة إلى هكذا نهاية مبتورة وغامضة، ففي تعليقه على إعلان داخلية الانقلابيين إلقاء القبض على أحد منفذي جريمة الاغتيال وقتل الآخر، غرد الناشط السياسي على البخيتي في حسابه على تويتر: «نتمنى أن يكون ذلك صحيحاً، مع أنهم (الحوثيون) سبق وأعلنوا عن اعتقال الخلية التي اغتالت جدبان والخيواني وشرف الدين، ثم لم يقدم أحد للمحاكمة، وذهبت كذبتهم أدراج الرياح.» وقد أُعلن في وقت لاحق وفاة المنفذ الآخر متأثراً بجراحه.
 
ورجح الصحفي فتحي بن لزرق، ‏أن إعلان الحوثيين مصرع المنفذين لعملية الاغتيال يؤكد عدم صلتهم بالقضية أساساً. وذهب إلى القول: «كل ما في الأمر على ما يبدو أن الجماعة تريد إلصاق التهمة بآخرين أو أنها تبحث عما يحفظ ماء وجهها.»، واصفاً تعاطي الانقلابيين مع الحادثة "بالإخراج الردئ للغاية".
 
‏وكانت وزارة الداخلية التابعة للانقلابين قالت في بيان عقب الحادثة، إن «عناصر إجرامية تابعة لدول التحالف العربي» اغتالت حسن زيد وزير الشباب والرياضة.
 
ذلك البت السريع في القضية، إلى جانب صدوره من جهة غير قضائية، أمران دفعا مختصين إلى اعتباره حكماً "سياسياً" يراد منه إبعاد الأنظار عن القاتل الحقيقي، والذي يرجحون أنه من داخل جماعة الحوثي ذاتها.
 
ويرى أنصار الرواية هذه أن عملية الاغتيال تأتي في سياق صراع الأجنحة داخل الجماعة، نظراً للصراع المحتدم بين قادتها في صنعاء وصعدة بشأن السيطرة والنفوذ والتحكم، علاوة على الخلافات حول إدارة الموارد. وأسند هؤلاء صدق روايتهم إلى الاغتيالات المتصاعدة داخل صفوف الانقلابيين منذ عام 2014 بدءاً باغتيال أحمد شرف الدين، وعبد الكريم جدبان، مروراً بمحمد عبد الملك المتوكل وعبد الكريم الخيواني، وصولًا لاغتيال شقيق زعيم الحوثيين في صنعاء (اغسطس2019).
 
وقد شككت سكينة حسن زيد، من جانبها، بحقيقة مزاعم قيادات الحوثي بتورط جهات من خارج صنعاء في عملية اغتيال والدها. وقالت في منشور على فيسبوك، الخميس الماضي: «لقد تحمس والدي للحوثية ودافع عنهم بكل صدق أكثر منهم منذ كانت حتى آخر عهدي به قبل أيام، ولكن هناك من آذاه ممن ينتمي إليها أو يدعي الانتماء، وآذوه كثيراً بكل الطرق حتى آخر عهدي به أيضاً».
 
وأضافت: «هذا ليس سراً ولا مفاجئاً لقد شكا من البعض في خطاباته في رمضان الماضي»، منوهة إلى أن محاولة اغتيال وقتل والدها بدأت منذ سنوات من خلال محاولة تشويه صورته وإطلاق التهم عليه والتقليل من شأنه والاستخفاف به. وخاطبت سلطة الأمر الواقع في صنعاء بالقول: «الله سينتصف لوالدي منكم في الدنيا أو في الآخرة».
 
وفي هذا الصدد أعادت وسائل إعلام وناشطون على وسائل التواصل ‏الاجتماعي بث مقتطفات من حوار إعلامي قديم لحسن زيد مع قناة معين يشكو فيها إصرار قناة المسيرة على ما وصفه "بتجاهل وجوده". وأكد أن المسؤول الإعلامي لأنصار الله في القناة ذاتها يرفض أن يسمي حسن زيد أميناً عاماً لحزب الحق. وأبعد من ذلك قال زيد إنه من غير المستبعد تصفيته: «أعتقد لو أن "أنصار الله" قادرون على إلغاء وجودي على الإطلاق، فيمكن أن يقرروا إلغاء وجودي».

ذات صلة