رويترز: قبضة الحوثيين في اليمن.. قمع وفرض الولاء ونهب للمساعدات
عدن، الساحل الغربي:
10:10 2025/10/15
كشفت وكالة رويترز في تقرير موسع، عن صورة قاتمة لمنظومة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، حيث يتقاطع القمع بالسجون مع استغلال المساعدات، وفرض الولاء عبر التجويع والتلقين العقائدي.
وبحسب عشرات الشهادات التي جمعتها الوكالة من يمنيين فروا من مناطق سيطرة الحوثيين، إلى جانب مراجعة وثائق أممية ومقابلات مع موظفي إغاثة، فإن الجماعة تحكم قبضتها عبر منظومة من الترهيب والنهب والتقديس الأعمى لزعيمها عبدالملك الحوثي.
في الداخل، تتحدث شهادات متطابقة عن تجويعٍ منظم، وابتزازٍ ممنهج للمواطنين مقابل الحصول على المساعدات الغذائية، بل وإجبارهم على إرسال أطفالهم للقتال.. يقول أحد النازحين لرويترز: إما أن تكون معنا وتأخذ سلة طعام، أو تبقى جائعا.
التقرير أشار إلى أن الحوثيين يفرضون ضرائب باهظة على الأهالي، ويتلاعبون بنظام المساعدات الدولية عبر "قوائم أشباح" للمستفيدين، فيما يُحتجز عشرات الموظفين التابعين للأمم المتحدة وبرامج الإغاثة بتهم واهية.
ويضيف التقرير أن برنامج الأغذية العالمي اضطر العام الماضي لتعليق توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين بعد عجزه عن ضمان وصولها لمستحقيها، مؤكدا أن الجماعة حولت المعونات إلى أداة للتجنيد والولاء.
كما تطرق التقرير إلى تقديس زعيم الجماعة، مشيرا إلى أن الحوثيين يفرضون على موظفي الدولة حضور جلسات تعبئة أسبوعية تُبث فيها خطب عبدالملك الحوثي، وتنتشر صوره في كل شارع، بينما يُعاقب من يرفض بالحرمان من العمل أو الاحتجاز.
ولفتت رويترز إلى أن الجماعة تمارس تجنيدا ممنهجا للأطفال منذ سنوات، وأن بعضهم يُلقَّن بأن الطريق إلى الجنة يمر عبر طاعة عبدالملك الحوثي، بينما تؤكد شهادات أخرى أن كثيرين لقوا حتفهم في الجبهات وهم دون الخامسة عشرة.
وفي الجانب الإنساني، كشف التقرير أن أكثر من 17 مليون يمني يواجهون انعدام الأمن الغذائي، وسط تراجع تمويل المانحين بسبب تحويل الحوثيين للمساعدات وتقييدهم لعمل المنظمات.
واختتمت رويترز تقريرها مؤكدة أن مليشيا الحوثي، رغم محاولاتها التجمّل بهجمات ضد إسرائيل، تحكم مناطقها بالحديد والنار، في واقعٍ يختلط فيه القهر الديني، والنهب الاقتصادي، والتجويع السياسي، بينما يدفع ملايين اليمنيين الثمن تحت شعار "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل".